فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

"رادار" الصحراء

 بسام أبو الرب

دقت عقارب الساعة الثانية فجرا، جهز اسماعيل رشايدة (24 عاما)، نفسه للمسير وقيادة مجموعة من الصحفيين نحو اخفض بقعة في العالم، من جبال بيت لحم الجنوبية الشرقية وصولا منطقة العريشة المطلة على البحر الميت، لمسافة تصل الى 13 كيلو مترا،  في ليلة كانت نجوم درب التبانة تزين سماء فلسطين.

الرشايدة الذي يقطن في منطقة عرب الرشايدة الى الجنوب الشرقي لمدينة بيت لحم، يحفظ صحراء برية القدس عن ظهر قلب، يعرف الطريق حتى في جنح الظلام والمسافات والوقت المتبقي، فهي عشقه الابدي الذي لا يقدر على العيش دونه، كما يقول "مسقط الراس غالي".

ثلاث ساعات استغرقت المسيرة من عرب الرشايدة حتى التلال المطلة على البحر الميت وضمن ما يعرف بمسار "ابراهيم الخليل"، والذي يمتد من المنطقة الواقعة شمال غرب جنين الى المنطقة الواقعة جنوب الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.

الرشايدة الذي ورث مهنته كدليل ومرشد في الصحراء، ينتهز كل فرصة للحديث عن حياة البداوة والصحراء، وما تشكله بالنسبة له ولعائلته، وشدة تعلقه فيها، يتحدث عن اشجار السدر القليلة جدا، وعن بقايا جذع شجرة يابسة غابت ملامحها، واختلف الكثيرون على نوعها.

يأخذ الرشايدة استراحة يلقي بجسده على الأرض لا يهاب العقارب او حتى الزواحف، لحظات حتى نهض بعد أن وخزه سؤال احد الصحفيين، واضح انك تعبت؟ فيقول له: "اتحداكم بالذهاب الى مقام النبي موسى الذي يبعد عشرات الكيلو مترات والعودة مرة اخرى".

الرشايدة يعمل كما "الرادار" يستكشف المنطقة، يقص اثر الحيوانات المنتشرة في الصحراء، يقف قليلا بانتظار وصول ما تبقى من المجموعة التي تعبت من المسير، فيقول "هنا لا يلزم استخدام الاضاءة"، وقاد المسيرة مرة أخرى حتى التلال المطلة على البحر الميت قبل شروق الشمس بساعة.

مشهد بزوغ الشمس فوق سطح مياه البحر الهادئة، كشفت الكثير عن الطبيعة والمنطقة الجغرافية وتاريخها وحتى ما اعترى وجوه الصحفيين الذين طرحوا الكثير من التساؤلات والتي ربما لم يجدوا الاجابة عليها.

الدليل السياحي جون عتيق، تحدث عن مسار ابراهيم الخليل وقال: "هو ليس مجرد مسار، وإنما درب يؤدي الى أعماق ذاكرة و تراث الشعب الفلسطيني ويدعوكم لاكتشاف الحياة الأسرية في القرى وعادات البدو وتقاليد الضيافة القديمة التي تكمن في قلب الحياة الفلسطينية".

وأشار إلى أن مسار "إبراهيم الخليل" هو مؤسسة أهلية غير ربحية ومبادرة تقوم على تطوير السياحة المجتمعية في فلسطين، وتهدف إلى رسم وتطوير مسار إبراهيم في مختلف المناطق الفلسطينية المهمشة، وتؤمن المؤسسة بالتنوع والتبادل الثقافي وحماية وصيانة التقاليد والتراث، وسرد القصص، وتشجيع إقامة علاقات الصداقات، وذلك اعتماداً على القيم الإنسانية والحفاظ على البيئة المحيطة، إضافة إلى احتياجات المجتمع لمزيد من النمو والتعليم.

وأضاف عتيق أن المسار يعمل وبشكل وثيق مع المجتمعات المحلية لصقل مواردها وقدراتها وتعزيز فرصتها لحياة أفضل، وضمن رؤية هدفها خلق مجتمعات فلسطينية نابضة بالحياة في بيئة مستدامة لتجربة تاريخ فلسطين الثقافي على طول المسار.

وتطرق إلى تاريخ عرب الرشايدة الذين يقطنون قرية فلسطينية من قرى الضفة الغربية، وقد وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967 ولكنها تتبع السلطة الوطنية الآن، وتقع على بُعد 18.7 كيلومترًا جنوب شرق بيت لحم ، يرجع تاريخها إلى عام 1983، وجاء اسم قرية عرب الرشايدة نسبة الى قبيلة آل الرشايدة المتواجدة في جميع أنحاء العالم العربي.

وبين أن منطقة العريشة الأثريّة تُعتبر واحدة من أهم المواقع في الرشايدة التي تمتاز بمنظر خلّاب حيث تطل على البحر الميت من الأعلى، والتي يمكن للزائر استكشاف الطبيعة والبرية الممتدّةِ في صحراء القدس.

جمال هذه المنطقة وطبيعتها الخلابة، والتي يعتبر الدخول لها مغامرة، يقتله مشهد انتشار تلك المكعبات التي وضعها جيش الاحتلال، إنها مناطق عسكرية ومناطق إطلاق نار.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024