الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا    مسؤول أممي: اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة "مثيرة للقلق" وندعو لتحقيق "موثوق"    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34,097 منذ بدء العدوان    منظمات "الهيكل" تواصل حشد المستعمرين لاقتحام الأقصى وترصد مكافآت مالية لمن يذبح "القرابين" داخله    "الأشغال العامة" تباشر بإزالة آثار عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس    انتشال عشرات الجثامين من مقبرة جماعية بخان يونس    شهيدان برصاص الاحتلال شمال شرق الخليل    الإضراب الشامل يعم محافظات الوطن تنديدا بمجزرة مخيم نور شمس    "فتح": غدا الأحد إضراب شامل حدادا على شهداء طولكرم وغزة    الصحة: 14شهيدا في مجزرة ارتكبها الاحتلال في مخيم نور شمس    عزام الأحمد يتصل ببهية وأحمد الحريري معزياً  

عزام الأحمد يتصل ببهية وأحمد الحريري معزياً

الآن

التطهير الثقافي.. بقلم: حسن سليم

نعم هو تجسيد لشعارها الذي طرحته في الانتخابات التشريعية عام 2006، منقوصا منه الإصلاح، مبقية على النصف الأول بالتغيير. والحديث هنا عن الشق الثقافي، فقد بدأت حركة حماس مبكرا بإعادة صياغته وتشكيله وفق رؤية مجلس الشورى الذي تأتمر بأمره، بهدف "أخونة" الرواية والحكاية والاصطلاحات والمفاهيم.

بداية الغزوات كانت في عهد حكومتها، عندما حظرت وزارة التربية والتعليم كتاب "قول يا طير" في آذار 2007، لشريف كناعنة وإبراهيم مهوّي، وإعدامه، وقيل في وقتها تبريرا بأن القرار جاء حرصا على أخلاق الأطفال وطلبة المدارس، وفي الحقيقة ان القرار يمثل إخضاعا للثقافة، وعودة لمحاكم التفتيش.

وفي العام المنصرم 2015 في تشرين الأول، أقدمت سلطة حماس، التي لا سلطة إدارية لها على المدارس، على إزالة اسم الشهيد غسان كنفاني عن مدرسة في مدينة رفح، واستبداله باسم "مرمرة" مجاملة لأنقرة، على حساب اسم الشهيد الأديب غسان كنفاني، الذي شكل إنتاجه الأدبي تاريخا وهوية للمقاومة الفلسطينية، ودفع حياته ثمنا لنصوصه الجريئة.

وفي هذا العام 2016، لم تكتف حماس بالانتقاص من الذين يرددون "الدحية" في أعراسهم، ووصفها كما كتب ما يسمى وزير الثقافة في سلطة الأمر الواقع على صفحته بأنها "كلام أعجمي بدائي غير مفهوم، ومن أشد الملوثات السمعية، وليست أكثر من جعير"، حتى نهض من أطلق على نفسه أستاذا أكاديميا في الجامعة الإسلامية، ويدعي بأنه أستاذ في تخصص العقيدة والمذاهب المعاصرة، وشغل قبل ذلك موقع وزير الأوقاف لدى حماس، صالح الرقب، ليقترح على طلبته من خلال تغريدة له عبر صفحته على الفيسبوك، رسالة ماجستير بعنوان (الانحرافات الاعتقادية في الشعر الفلسطيني المعاصر- محمود درويش نموذجا)، مضيفا: "طبعا هناك شعراء لهم تخبيصات وهو موضوع يستحق الكتابة كون هؤلاء تم تمجيدهم وتقديمهم على أنهم عظماء في أشعارهم مع أنها مليئة بطامات مهلكات".

بالطبع لو كان محمود درويش "حيا جسدا"، فهو لم يمت بشعره وفكره وثقافته، لم يكن يقبل الرد، سوى بعبارة "تأدب يا صالح"، فكل من قرأ شعره وأبحر في نصوصه، يدرك الغي الذي يعيشه الرقب، ليطوع بيت الشعر، ويقول "وإذا أتتك مذمتي من جاهل، فهي الشهادة لي بأني كامل".

المواقف الظلامية تلك، لا يمكن تصنيفها بأقل من اعتداء كافر على المكون الثقافي، ورموزه، بل هي تطهير ثقافي وجريمة وطنية، وانقلاب على المشهد الثقافي الذي شكل مقاومة عنيدة للرواية الإسرائيلية التي لا تزال تحفر بالصخر لدحض الحقيقة التي تمثلها حكاية فلسطين، ثقافية وإنسانية، قبل إن تكون سياسية وقانونية. 

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024