الطيراوي : على إسرائيل الانشغال ببيتها الداخلي بدلا من امنياتها العبثية حول اليوم التالي    وفد حركة "فتح" يطمئن على جرحى غزة في "مستشفى معهد ناصر" بالقاهرة    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها إلى ثلاثة شهداء وسبع إصابات    غزة: شهداء وجرحى في سلسلة غارات اسرائيلية واقتحام مجمع ناصر الطبي واعتقال كوادر طبية    7 شهداء في غارة اسرائيلية على بلدة الهبارية جنوب لبنان    استشهاد شاب برصاص الاحتلال في جنين    مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على رفح والنصيرات وخان يونس    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 32414 شهيد و74787 إصابة    وفد "فتح" يطلع وزير خارجية مصر على الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية    ناشطون يطلقون حملة لمقاطعة شركة (intel) الأميركية لدعمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي    ثلاث إصابات بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس    شهداء وجرحى في سلسلة غارات وقصف مدفعي بمحيط مستشفى الشفاء ومناطق متفرقة بالقطاع    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من مناطق متفرقة من الضفة    سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة  

سبعة شهداء في قصف للاحتلال استهدف منتظري مساعدات في مدينة غزة

الآن

فلسطين والبحر.. التباس وهوس وهواجس وحنين

رام الله- وفا- يامن نوباني- في لقاء مكثف ومزدحم غاص بالعلاقة بين الانتاج الأدبي الفلسطيني بكل أشكاله وفنونه، وبين البحر.. بين الفلسطيني الذي أصيب بفاجعة التشرد عن بحره عام 1948، وتبعات هذا البعد على النواحي الثقافية والاجتماعية والسياسية.

كيف تعاملت الثقافة الفلسطينية مع بحرها واقعا وحنينا؟ وكيف عملت على استرداده في الفن والوعي والحكاية الشعبية؟ متى بدأت السباحة في البحر المتوسط كظاهرة؟ وما الدور الذي فرضه الاحتلال ونكبة فلسطين الكبرى على تلك العلاقة بين الأجيال المتعاقبة وبحرها الذي يشكل هوسا للوصول إليه؟.

في اللقاء المتعمق بفكرة البحر بشكل عام والتخيلات والأساطير والحنين، ضمن فعاليات "قلنديا الدولي"، تحدث مهتمون في الأدب والفن والبحث والدراسات، وغاصوا في تلك العلاقة الملتبسة.

في البداية كانت كلمات الفنان خالد حوراني، التي قدمها علاء حوراني: "من حسن حظ الجغرافية الفلسطينية أنها تطل على ثلاثة مسطحات مائية، البحر الابيض المتوسط من الغرب، والميت من الشرق، والاحمر من الجنوب، مساحة فلسطين المائية 12 ميلا بحسب الأعراف والمواثيق الدولية".

علاقة الفلسطينيين بالبر والبحر علاقة استثنائية نتيجة للسلب والنهب بفعل الاحتلال وانقطاع عن برهم وحقولهم وبساتينهم في قراهم ومدنهم وانقطاعهم عن شواطئهم وصيدهم، وهذا جعل من الحنين للبحر سمة للتعبير عن الوطن.

فإن لفلسطين كلها حصة في البحر لأننا دولة صغيرة. أهل الشواطئ لهم ثقافات مختلفة عن أهل الجبل وأغان وطعام مختلف.

 


لم يغب البحر رغم هذه المنظومة الاستعمارية والسلب ومفهومه عن الوجدان الفلسطيني وان تراجعت بفعل الشتات، وبسبب تقدم العمر في البحارة الفلسطينيين آنذاك وغياب أو رحيل بعضهم عن الحياة، حضر البحر وان ملتبسا احيانا في الاغاني التي كان يرددها البحارة على مراكبهم وحضر في الأدب والسينما ولاحقا في الفنون البصرية.

ومن الطبيعي أن تؤثر تجربة بحجم النكبة على الفلسطينيين وعلاقتهم بالبحر الذي تم إقصاؤهم عنه في الغالب، وان تحدث هزة في الثقافة عموما وطقوسهم المختلفة وان تتأكل تدريجيا، وأن تغيب أنماط عيش معينة وتحل محلها بفعل الحرب والتهجير أنماط أخرى كاستبدال البرتقال اليافاوي بشجرة الزيتون، استبدلت ثقافة اهل الشاطئ كرمز وطني لفلسطيني بثقافة اهل الجبل.

في الفن كما في شؤون الحياة الأخرى، أثر الغياب القسري للبحر على وجدان وعيون الفلسطينيين وممارساتهم الثقافية، وحل محله الحنين "النوستالجيا" والبحر الافتراضي، علينا أن نتخيل أحفاد أحفاد هؤلاء صار البحر لديهم خيالا بعد أن انتقلوا للعيش في المخيمات.

في فلسطين شكل الجبل ملاذا قسريا، وشكل البحر التباسا للراحلين عنه ولمستقبليهم. لا نعرف أي من اللاجئين حمل شباكه وادوات صيده كما حمل اهل الجبل مفاتيح بيوتهم.

على الرغم من أن السمة العامة للثقافة العربية هي ثقافة جبل وزراعة لكنها في الغالب ثقافة صحراء يحضر فيها الجمل كسفينة صحراء بدلا عن السفينة الحقيقية، ولحم الغنم والطيور بدلا عن الاسماك والأكل البحري، إلا أن لفلسطين خصوصيتها كما لبنان ايضا شكل البحر ومن قديم الزمان جزءا أصيلا من ثقافته.

للبحر في أحكامه شؤون، وهو ليس فقط لون أزرق مبهم نراه على الخارطة، وليس فقط خطا متصلا باليابسة، ولكن مكان للترويح عن النفس أثناء مشاهدته أو الرحلات اليه، انما هو حياة كاملة، فمثلما للبر قوته وتأثيره فللبحر قوة وتأثير ايضا. وان كان للصحراء واليابسة أثرهما بسبب ثباتهما النسبي، فإن للبحر أثرا اكثر تعقيدا بحكم تقلبه وأخطاره غير المعهودة وبحكم انفتاحه على الآخر البعيد والقريب، ثقافة البحر فيها قدر من المغامرة والمجهول، بينما ثقافة البر فيها السكون والاتكال المعروف والمألوف.

متغيرة تدعو للتعلم والاقتراب وثقافة الصحراء تأملية كسكونها تدعو للأمان. بغياب هذه السمات كليا او جزئيا عن ثقافة الفن في فلسطيني تدريجيا اصبحت ثقافة الزراعة والعمل بالأجرة وما شابه سمات لها دلالات وممارسات في الفعل الثقافي حتى على لغة الخطاب بشكل عام.

 


نسجت بعض الحكايات الفلسطينية علاقتها بالبحر كأسماء بعض الافلام التي يحضر فيها البحر، كذلك الروايات والنصوص الشعرية، بينما ينحصر الحضور البصري البحري عن المشهد الفني التشكيلي واصبح حضوره الشكلي مقتصرا على اللون الأزرق وبعض السفن والاشرعة والأسماك في الغالب دون معرفة حقيقية بأنواع السمك او السباحة فيه.

خسرت فلسطين علاقتها بالبحر كجزء من خسائرها الكبرى منذ نكبة 1948، ومثلما خسرت البيت والشجرة خسرت مياه البحر ومراكبه وأسماكه، غير أن في الثقافة تعويض ليس عن الخسائر فقط وانما الطموح والتطلع نحو ما نريد، وهناك دائما املا يسكن الفن والثقافة وهذه الندوة هي مثل على ان الفن والثقافة هي محاولة للتذكير في موج البحر، وصوته الذي لم يعفينا غياب سؤاله الكبير عن اسئلتنا الاخرى، فها هو المركب ينادى على البحارة مرة أخرى "هدي يا بحر هدي".

الكثير من الأعمال أعلنت توقها للبحر الذي لا تعرفه، يستحضرني هنا عمل الفنان عايد عرفة "خط الأفق" و"بكجة البحر."

أستاذ الأدب والناقد، ابراهيم أبو هشهش، قال إن البحر يمثل الغموض والمجهول، والبحر في الاساطير هو انثوي ويمثل الولادة والموت، وفي الكثير من الاساطير يكون البحر اساسا الوجود وخلق هذا العالم. كما أن الفناء وتصور الموت يرتبطان بالبحر، وأيضًا تصور البحر على انه انثى لسببين الخوف وظهور الحديث عن حوريات البحر مثل حورية البحر الصغيرة لهانز كريستيان، وتمثالها الموجود على شواطئ بنهاغن.

ومن ناحية سيكولوجية فإن البحر يمثل الغموض، فحتى سطحه يخفي امور كثيرة وتتكون قوته، لذلك هو في اعماقه يمثل رمزية اللاوعي الغامض المجهول وفي نفس الوقت هو مصدر للخلق الفني والشعري، ويمثل البحر ايضا الاتساع والبعد والغربة.

في الادب والفنون الرومانسية ارتبط اللون الازرق بالغياب لأن البحر هو الغياب والغياب ايضا يتضمن عكسه وهو العودة، لذلك البحر ارتبط دائما بهذا المعنى خاصة في الادب الرومانسي. وذكر محمود درويش لون البحر حين قال "وفي كل فراغ سنرى صمتا يغني ازرقا حتى الغياب".

في الحقيقة إن الأدب العربي ليس أدب بحار وكذلك الفلسطيني، بينما في الأساطير اليونانية البحر أساسي فيها، فهناك إله البحر.. وهناك شخص اسمه اقيانوس، وبالعربية تعني المحيط، وهو النهر الاسطوري الذي يحيط بالكون كله.. وهناك أيضا افرودايت، التي ولدت من زبد البحر لأن زيروز كبير الالهة كان عندما ينجب يعيدهم إلى بطن جارية، وجارية هذه كانت زوجته.. 

في الادب العالمي هناك أدب بحار، رواية "ذئب البحار" لجاك لندن، التي تتحدث عن مجاز الصيادين ضد حيوان عجول البحر، وتمثل الرواية وهي من اهم الروايات العالمية التي تحدثت عن البحر، قسوة الصياد والبحارة، وهناك الكثير من الروايات التي تحدثت عن البحر ومنها روايات المستكشفين مثل الماجلان الذي اكتشف طريق الماجلان في جنوب التشيلي.

ومثل فاسكو دي جاما، الذي اكتشف رأس الرجاء الصالح بواسطة ملاح عربي اسمه ابن ماجي عذبه بالزيت حتى يدله على راس الرجاء الصالح، بعد ذلك انهارت الحضارة العربية والاسلامية لأن اوروبا وجدت طريقا تجاريا بديلا، فالدولة التاجرة التي كانت كل حياتها تقوم على التجارة والجمارك وخدمة التجار انهارت وتبعها بعد ذلك انهيار ثقافي وفلسفي، وبدأت سيطرت اوروبا نتيجة لمعرفتهم بالبحار وطرقه ونتيجة لامتلاكهم السلاح الناري فيما بعد فسيطرو على العالم.

أهم الكتاب العرب الذين تحدثوا عن البحر هو حنا مينا، كتب عشرات الروايات، ولكن في احد المرات قال له صديق انت لست كاتب بحار انت كاتب سواحل وموانئ، فغضب جدا منه لأنه مس وترا حساسا في داخله. من روايته "حكاية بحار" التي تدل على الجهل التام ليس فقط في البحار بل بالبلدان التي زارها البحار.

عمل حنا مينا منذ كان في الثالث ابتدائي في ميناء طرطوس وميناء اللاذقية وتعرف على حياة الميناء القاسية والقوى الفاعلة في الميناء، ومثل ذلك في روايته "نهاية رجل شجاع" الذي تحدث فيها عن شخصيات الميناء، مثل: الختيار، والبطحيش وقسوتهم.

اما بالشعر العربي فكان للبحر مفهوم رومنسي

هناك قصيدة لاليا ابو ماضي يقول فيها:

 قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟

هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟

أم ترى ما زعموا زوار وبهتانا وإفكا؟

ضحكت أمواجه مني وقالت:

لست أدري!

أيّها البحر، أتدري كم مضت ألف عليكا

وهل الشاطئ يدري أنّه جاث لديكا

وهل الأنهار تدري أنّها منك إليكا

ما الذّي الأمواج قالت حين ثارت؟

هذه القصيدة تلخص كامل اسئلة الانسان اتجاه البحر وكان لأبو ماضي القدرة الكبيرة لتحويل الافكار الذهنية الى شعر.

في الادب الفلسطيني، فلسطين لم توثق علاقة قوية بالبحر.. حتى غزة لم تكن ساحلية بالقدر الكافي ولم يكن فيها صيادين حتى لجئ اليها صيادي يافا وبدأت ملامح حركة الصيد، ولكن بقي الحال على صيادين اصحاب قوارب صغيرة وهؤلاء لا يملكون علاقة عميقة بالبحر كالبحارة الذين يغيبون سنوات طويلة قبل أن يرى أحدهم شاطئ. في الأدب الشعبي كان هناك قصص للبحر مثل "السندباد البحري"، في المنظور الفلسطيني ارتبط البحر باللجوء، البحر الذي أخذ الفلسطينيين ولم يرجعهم الغياب بلا عودة.

البحر عند درويش كان ينحصر بالأبيض المتوسط وهو بحر الثقافات، كما أن كل الثقافات بدأت هناك، الاغريقية العربية الفينيقية الكنعانية الاسلامية، لذلك سماه بحر الثقافات. أطل عليه الكرمل وبيروت ومن تونس. ويعتقد درويش ان البحر المتوسط من شكل للفلسطيني قوة على الثبات واصرار على الحياة رغم كل الأمور القاسية.

بيروت (بحر -حرب - حبر – ربح)

البحر: أبيض أو رصاصيّ وفي إبريل أخضر،

أزرق، لكنه يحمرّ في كل الشهور إذا غضب

و البحر: مال على دمي

ليكون صورة من أحبّ

الحرب : تهدم مسرحيتنا لتلعب دون نص أو كتاب

 

الباحث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية، سليم تماري، تحدث حول العداء للبحر في الثقافة الشعبية، حيث نشر قبل عشرة سنوات دراسة عن الجبل والبحر وعلاقة الساحل بالجبل وتعرض لهجوم شديد بسبب بعض النقاط.

وقال تماري: "إن عداء الثقافة الشعبية قد تكون كلمة مبسطة، فحداثة البحر وعلاقتها بالجبل حداثة ملتبسة، ورؤيا البحر في الثقافة الفلسطينية فيها عدة تركيبات ليست جميعا سلبية، الامثال الشعبية في عدة اشارات مبهمة وسلبية كالقول المشهور: "موج البحر غدار، ما ييجي من الغرب يسر القلب". هذه أمثال تعكس موقف اكثر عمقا لعلاقة الساحل الشرقي للبحر المتوسط مع البحر، مثلا كيف تبنى البيوت، بحثت في دراستي بين حوالي 30 قرية على الساحل الفلسطيني للبحر و65 قرية على الساحل السوري لا يوجد بينها قرية مبنية على البحر وهي قرية الجورة. القرى كانت تبنى على البحر بعيدة 3 كيلو عنه، واجهاتها للشرق وظهرها للغرب، جزء منها حماية المبنى من الرياح الغربية والهواء البارد، لكن هناك نظرة تشاؤمية لها تنبع من رؤية البحر غدار".

وبين أن الصيادين في شرق البحر المتوسط لم يكونوا يعلموا اولادهم السباحة، لذلك كانت نسبة موت أبناء صيادين فلسطين وسوريا أعلى من نسبة الموت العادي بين الناس. لكن في هذا التراث، يوجد علاقة عضوية ايجابية نجدها في المواسم، هناك موسمين هامين في فلسطين لهما علاقة بالبحر، وهما النبي روبين في يافا، وأربعة أيوب في جنوب فلسطين.

النبي روبين يأخذ مجراه في شهر آب، ويستمر شهرا كاملا تنتقل خلاله جماهير واسعة الى نهر روبين، حيث تلتقي المياه العذبة بالمياه المالحة، ويتم الاحتفاء بموسم الصيف بأهازيج واغاني وطعام وفسحة تشارك بها جميع الجماهير، وهناك مقولة مشهورة في يافا: "يا بتروبني يا بتطلقني". وكان اهل اللد ويافا مشاركين اساسيين في النبي روبين. وهناك لوحة مشهورة تدل على مشاركة جميع الأديان في المهرجان.

الاحتفال الثاني هو أربعة أيوب احتفاء اشكالي، فالإخوان المسلمين في الفترة الناصرية منعوه في غزة لأن فيه نوع من الفحش في نظرهم، وهو مشاركة النساء العاقرات والنساء على اهبة الزواج في دخول البحر وممارسة نوع من الرمزية الجنسية مع البحر.

مورست هذه الطقوس في كافة المدن الجنوبية (غزة، رفح، دير البلح، خانيونس) في فترة الخمسينات ومنعت في نهاية الخمسينات وبداية الستينات وهي الفترة الناصرية.

اكتشاف البحر كحيز للمتعة هو اكتشاف حديث جدا، ليس فقط في فلسطين، لكن في البحر الابيض المتوسط، في القرن التاسع عشر لم تكن الناس تسبح في البحر، وهي ممارسة حديثة جدا ليس فقط في الساحل السوري وأنحاء العالم العربي بل في جميع أنحاء البحر المتوسط، في نهاية القرن التاسع عشر وخلال الحرب العالمية الاولى كان هناك نوع من السباحة يمارس فقط في الحمامات المعدنية ولم يكونوا يسبحون في البحر، في الحرب العالمية الثانية فقط بدأت جماهير الطبقة الدنيا والوسطى بالنزول للبحر والسباحة. الاستثناء الوحيد لهذه الظاهرة هو المحيط الهادي، في البرازيل مثلا وجزر سيشل هناك تراث قديم جدا للسباحة، فيما عدا ذلك هو حديث جدا، في فلسطين لم نشاهده إلا في بداية الثلاثينات.

الواضح أن العلاقة التي حولت البحر الى متعة، هي علاقة جديدة جدا، وانقطاع البحر عنا في النكبة ولد نوع من "النوستالجيا" التي جعلت هوس وهاجس الوصول الى البحر جزء من الشعور بالضياع وفقدان فلسطين. وبالتالي شعار هذا المشهد الفني "هذا البحر لي" هو استرداد "نوستالجيا" لما فقدناه واصرار على شيء لم نجده بيننا، هذه العلاقة المعذبة مع البحر علاقة استرجاعية فقدناها واستعدناها النوستالجيا، وفي الواقع اننا مضطرون لأن نواجهها بدراسة "انثلوبوجية" كنوع لم تعد في أذهاننا إلا في شكل شاعري ولا تمت للواقع الذي كان معاشا بصدق.

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024