الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

لافتة معتمة في غزة.. وصلت الرسالة!

-  يامن نوباني

كان مصطلح "تخلف" هو أكثر وأدق مصطلح استخدمه وتفاعل معه عدد كبير من نشطاء التواصل الاجتماعي، لعبارة " يا تعليم يا تعليم بدنا فصل البنات عن البنين" والتي انتشرت بشكل كبير بعد أن تم التقاط صورة لطفلة تحملها، مما استدعى نقاشات مطولة شارك بها كتاب وشعراء ومثقفون، انتقدوا من قام بكتابة العبارة محملين إياهم مسؤولية زرع أفكار لا تراعي سن الصغار، وتؤدي بهم إلى أسئلة مربكة لم ينضجوا بعد إلى مستواها.

وذهب البعض الى اعتبار المسألة وصلت إلى حالة "القرف"، بينما في الجهة  المقابلة قالت أصوات أنها مع الفصل وأن الأطفال في الابتدائية بحاجة إليه، وتحدث آخرون حول الطريقة والأسلوب الذي تمت به المطالبة بالفصل، وهو زج الصغار في عتمة الخوف من الجنس الآخر في سن مبكرة جدا، اضافة الى ادخال مصطلحات العيب والممنوع والحرام، بدلا من استخدام أفكار ومصطلحات تليق بذلك السن، كالحذر والتنبيه وزيادة التوعية.

"هكذا جاءت الصورة، محملة برائحة حماقة فادحة. فإن كان مقصد البلاغة ايصال المعنى، فقد وصل بأكثر صوره قهرا وظلما: صغيرات يحملن لافتات تطالب وزارة التربية والتعليم بفصل البنات عن البنين"، يقول الشاعر وليد الشيخ.

ويضيف "من الذي يقف خلف تلك الفكرة، وخطط لها، واستدرج الصغيرات كي يقفن مطالبات بعزل أولاد الصف من الاخوة والأقرباء وأبناء الحي؟ أي ثقافة مربوطة الى ساقيه العفن، تلك التي أخرجت صورة الصغيرات في يوم المعرفة ( يوم بداية الدوام الدراسي كما يسمى في دول كثيرة) كي يرفعن شعارا واحدا، طرد الأخوة والاقرباء من الصف؟"

ويتابع "إنها الثقافة نفسها التي زوجت صغيرات دون العقد الأول في اليمن الى رجال في الأربعينيات، وهي نفسها التي تركت مجموعة من رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يطاردون سيدة في سوق تجاري في السعودية لأنها وضعت طلاء على أظافرها وهم ولا يغضون الأبصار".

ويقول الشاعر الشيخ: "إنه في الوقت الذي يخوض أسرى الحرية في سجون الاحتلال إضرابا عن الطعام، وبأمس الحاجة الى وقفات من أبناء وبنات شعبهم لمساندتهم، نرى مجموعة تسهر الليل في التخطيط والترتيب والتحضير لوقفات احتجاج صاخبة في يوم المعرفة كي لا يتعرف أولاد وبنات فلسطين على بعضهم سوى باعتبارهم حراما وسوءا وريبة.. وإن الخطر الحقيقي ما يهدد مجتمعنا فعلا هو أن بيننا عقول ترى في الصغار موضوعات إثارة تستوجب عزلها. وصل الخطاب كاملا دون التباس أن بيننا من يرى في أولاد وبنات الابتدائية الصغار مشاريع وحوش بشرية ستنقض على بعضها عند أول جرس يقرع معلنا استراحة الخمس دقائق بين حصة اللغة العربية ودرس العلوم. هناك تماما، تكمن ثقافة الموت تكبر وتمتد في العتمة. وفي نفس المساحة تلك، علينا الآن ان استطعنا أن نعلق أجراسا تواصل رنينها كي لا يعود الأولاد والبنات الى الصف تاركين المعرفة ورميها في الاستراحة".

واعتبر الكاتب أكرم الصوراني من غزة، "أن فصل غزة عن رام الله كان بمثابة نكبة ثانية في تاريخ شعبنا الفلسطيني القضية أكبر من فصل البنين عن البنات في المدارس الذي تروج له وزارة التربية والتعتيم في غزة، وقال "هناك عتمه في الوعي وعتمه في عز النهار وفصل شامل للكهرباء، وإن كان ولا بد من فصل فنحن نطالب بفصل الدين عن الدولة، من باب أولى ومن باب آخر المجلس التشريعي فيه اختلاط بدنا فصل البنين عن البنات".

ورأت الكاتبة الغزية انتماء البربري، أن الله - تعالى - أمرنا أن نفرق بين أبنائنا في المضاجع، لفظة المضاجع هنا تعني أماكن النوم، ولا شأن بهذا التفصيل الذي ذكره الله بأمور الحياة أو المعاش "وجعلنا النهار معاشًا " هذه السياسة التي تنوي المعلمات أو المعلمون أو أيًا كان المسؤول عن هذه المطالبات تجعل الأطفال ينظرون إلى الجنس الآخر على أنه الممنوع الذي يأكل قلوبهم حتى يكتشفه فضولهم.

وتتساءل البربري كيف يمكن تصور معنى أن يعرف الأطفال أن المصافحة واللمس والنظرات البريئة التي تسقط سهوًا عن الأطفال شيء "محرم" من منطلق رجعي لا ديني، وقالت: "بمثل هذه الممارسات سننشئ كوكبًا جديدًا تزداد به عمليات التحرش وقضايا الاغتصاب والتعنيف سواء للطفلة أو الطفل اللذين رأيا قطة بالشارع فقررا أن يداعبانها معًا دون تخطيط مسبق ولا احتكام للأمراض النفسية الجنسية التي أقحمهم بها الكبار، بالنهاية لقد درست في مدرسة ابتدائية مختلطة وجامعة مختلطة وأعمل الآن في شركة لا يوجد بها امرأة غيري ولا أشعر بخوف ولا اختلاف أو فضول تجاه الجنس الآخر ولا تحرك من يعملون معي أي مشاعر عدا الاحترام والتقدير، لا تجعلوا من بناتكم يمشون بالشارع كمن يمشي على لغم متفجر ينظر إلى الحياة من خرم ابرة، علموهن أنهن المحور والنصف الآخر الذي يكمل المجتمع الناقص، بالمحصلة إن الخروج الفعلي للمبررات التي يضعها المسؤولون عن هذه المطالبات أن هناك حالات تحرش بين الأطفال -إن وجد- يكمن في التربية ورقابة الأهل فحسب ولا شأن لتمزيق الرابط البشري أو تشويه البراءة به".

بدوره يقول طالب العلوم السياسية في جامعة القاهرة، عادل بركات: لست أعرف لما هذا الاستغلال البشع للأطفال، عندما يلصق شعار" يا تعليم يا تعليم بدنا فصل البنات عن البنين" بيد طفلة لا يتجاوز عمرها 10 سنوات في أول يوم من بدء العام الدراسي الجديد في غزة.. وماذا تعرف هذه الطفلة عن الاختلاط كي تطالب بمنعه، أليس كل ما يشغل بال هذه الطفلة أخذ مصروفها اليومي. إن ما يجدر نشره بين الأطفال في مثل هذا العمر هو قيم المحبة والتسامح والسلام والمشاركة مع الآخرين، لا حشو الفكر الظلامي في عقول أطفالنا.

ــ

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024