الرجوب: لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة في فلسطين    الاحتلال يقتحم مناطق في بيت لحم ويداهم عدة منازل    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    مستعمرون يحرقون شاحنة ويعتدون على سائقها شرق رام الله    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال في بلعا وعنبتا شرق طولكرم    "الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات  

14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات

الآن

19 عاما على رحيل المناضلة سميحة خليل

عُلا موقدي

عرف التاريخ الفلسطيني، نساءً غرسن النضال الوطني في نفوسهن، ونفوس بعضهن البعض، ليتشاركن سنوات النضال، بما فيها من سجن وإبعاد وجرح واستشهاد، ونثرن سيرتهن لسنوات طويلة ممتدة، وبقين، فالموت لا يُغيب من جمع نصوص الحكايات الشعبية، وقاوم الاحتلال باليد والفكر والكلمة، وكرّس حياته ليكون الوطن، محررا ودافئا.

من هؤلاء النسوة، سميحة يوسف القبّج (سميحة خليل)، التي رحلت في مثل هذا اليوم، قبل 19 عاما (26 شباط 1999).

ولدت سميحة خليل في بلدة عنبتا شرقي طولكرم عام 1923، وتزوجت من سلامة خليل، ولها خمسة أبناء.

لم تنهِ خليل تعليمها الثانوي إلا بعد 25 عاما من زواجها من التربوي سلامة خليل، مدير مدرسة قلقيلية آنذاك، حيث تقدمت لامتحانات الثانوية العامة في العام 1964، وكانت في الثانية والأربعين من العمر، فقدمت التوجيهي في الأردن، ثم التحقت في جامعة بيروت العربية بين الأعوام 1964 – 1967 لدراسة الأدب العربي، وبدأت تدرس في بيتها على مدار السنة، وكانت تسافر من حين لآخر للجامعة العربية في بيروت للامتحان، لكنها لم تحز على لقب البكالوريوس بسبب اندلاع حرب 1967 والتي مُنعت على إثرها من مغادرة الضفة الغربية إلى بيروت للتقدم للامتحانات.

عرفت سميحة خليل بمساهمتها العالية في تشجيع النساء للخروج من أجل النضال، ومواجهة الظلم الاجتماعي، فعملت على تأسيس الجمعيات النسوية والمؤسسات الفاعلة في المجتمع، فمثلت المرأة الفلسطينية في أكثر من عشرين مؤتمرا دوليا، ومنعت من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من حضور عشرات المؤتمرات الأخرى.

أسست جمعية "الاتحاد النسائي العربي" – البيرة، وكانت رئيسة لها، وفي العام 1965 أسست مع مجموعة من السيدات "جمعية إنعاش الأسرة"، التي امتد نشاطها إلى كل القرى والمدن الفلسطينية، فهي تقدم العون والمساعدة للأسر المحتاجة، وكانت رئيسة لها حتى وفاتها، وكانت عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني في العام نفسه، وانتخبت في اللجنة التنفيذية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وأصبحت أمينة سرها، وساهمت في "جمعية الشابات المسيحيات"، و"اتحاد الجمعيات الخيرية في القدس"، وكانت رئيسة "اتحاد الجمعيات النسائية التطوعية"، الذي ضم في صفوفه 55 جمعية من الضفة وغزة، ورئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية المشكّل من 55 جمعية و6 أطر سياسية نسائية، وكانت عضو شرف في اتحاد المحامين العرب وأمينة الصندوق للجنة محو الأمية وتعليم الكبار.

وألّفت خليل كتاب زجل بعنوان "من الانتفاضة إلى الدولة"، وكتبت عدة مقالات سياسية واجتماعية نشرت من خلال الصحف المحلية والأجنبية.

كانت المرأة الوحيدة في قيادة "الجبهة الوطنية في الضفة الغربية" مع 42 رجلا، والمشكلة من ائتلاف سياسي من المنظمات والشخصيات الفلسطينية والنقابية والحزبية، وفي العام 1978 أصبحت عضوا في "لجنة التوجيه الوطني"، وهي الهيئة القيادية العليا التي ضمت رؤساء البلديات ومندوبين عن الأحزاب والفصائل والمؤسسات والنقابات المهنية والشخصيات الوطنية، مع 34 عضوا، وكانت المرأة الوحيدة في تلك اللجنة، وحينما أقيمت لجنة التوجيه الوطني في مبنى النقابات المهنية في القدس الشرقية، انتخبت سميحة خليل كممثلة وحيدة لكل النساء في الضفة، حيث أُعلنت اللجنة فيما بعد خارجة عن القانون وقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال أعضائها وإبعاد بعضهم وفرض الإقامة الجبرية على البعض الآخر.

نالت خليل أوسمة وجوائز تقديرية، أبرزها: وسام من الاتحاد العام لطلبة فلسطين 1992، ووسام من الجمعية الفلسطينية للعلوم الرياضية 1993، ووسام القدس للثقافة والفنون والآداب 1995.

تعرضت سميحة خليل خلال سنوات الاحتلال، إلى الاعتقال ست مرات ولفترات مختلفة دون محاكمة، أمـضت فــي المرات الأربعة الأُولى فترات قصيرة تراوحت بين يومين وخمسة أيــام، ثم اعتقلت في المرة الخامسة 23 يوماً، وفي المرة السادسة 28 يوماً، وفي العام 1980 فرضت عليها الإقامة الجبرية لمدة سنتين ونصف، ومنعت من السفر لمدة 12 عاماً متواصلة، حرمت خلالها من الالتقاء بأبنائها.

رشحت خليل نفسها في الانتخابات الأولى لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1996 كمنافسة وحيدة أمام القائد ياسر عرفات، وحصلت على 12% من الأصوات، لتكون بذلك أول عربية تترشح لمنصب رئاسة الدولة.

 توفيت في 26 شباط 1999، وكتبت على قبرها عبارة "ناضلت من أجل حرية واستقلال الشعب الفلسطيني"، وأطلق اسمها على إحدى المدارس في مدينة البيرة، وهي "مدرسة سميحة خليل الثانوية للبنات".

ــ

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024