الرجوب: لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة في فلسطين    الاحتلال يقتحم مناطق في بيت لحم ويداهم عدة منازل    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    مستعمرون يحرقون شاحنة ويعتدون على سائقها شرق رام الله    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال في بلعا وعنبتا شرق طولكرم    "الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات  

14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات

الآن

صمود..

معن الريماوي

في مشهد طغت عليه ملامح الحرية وانتزاع الحق في الحياة، وقف عشرات المواطنين بحالة من الذهول وسط مشاعر فرح ممزوجة بالألم، التقت صمود البرغوثي ابنة قرية بيت ريما شمال رام الله مع خطيبها الأسير المحرر محمد البرغوثي بعد انتظاره 11 عاما من مجموع حكمه البالغ 16 عاما.

صمود التي انتظرت وتحملت وصبرت سني بعدها عن خطيبها الأسير، لم تكن تعلم يوما أن اسمها جسد فعلا قصة صمود ووفاء حقيقيين، وأنها ستراه أمامها دون منغصات، ولا حواجز ولا زجاج ولا غيره، وأنها لن تسمع بعد اليوم صوت جندي يقول: "انتهت الزيارة".

قبل ستة عشر عاما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي البرغوثي، وبعد 5 أعوام، تقدمت عائلته لخطبة صمود، لتنتظره كل هذه المدة، تتنقل بين السجون، لتراه، ولو للحظات.

بالأمس، أفرجت سلطات الاحتلال عن البرغوثي (أو كما يطلق عليه أبو عميد)، إضافة للأسير إسماعيل البرغوثي، وإسماعيل الهودلي من القرية.

وقالت صمود (30 عاما) لـ"وفا": "قبل يوم من الإفراج عن محمد، لم أنم دقيقة واحدة، كنت فرحة جدا، لم أصدق أن هذا الانتظار الطويل سيكلل باللقاء، كانت العائلة مجتمعة وفرحة، كان الشعور غريبا".

وتابعت: "فرحة الحرية لا تعادلها فرحة، فالتجربة صعبة عندما يكون الشريك في السجن، تنتظره هذه المدة، لكن الحمد الله مرت السنون، التي بنظر البعض قصيرة، لكن بنظري بطيئة جدا، وطويلة (..) لكن الفرحة باللقاء تنسي عذاب الانتظار".

تطرقت صمود إلى قصة صمودها خلال زياراتها للسجن، "كانت صعبة جدا، وتجربة مريرة، والاحتلال كان يتفنن في تعذيبنا، كنا نبدأ المسير منذ ساعات الفجر، ونعود للبيت حوالي الساعة 12 ليلا، يوما كاملا من المعاناة، كان الاحتلال يسعى لتعذيبنا بكل شيء، من خلال بطء الإجراءات، والإهانات، والتفتيش، منوهة إلى أن أغلب الأغراض التي كانت تحملها، كانت تعاد معها ولم يسمح بدخولها.

وتابعت، "كنت أراه 45 دقيقة خلف الزجاج، وكنت أكون سعيدة جدا، لم أتمكن من الدخول ومصافحته، فكان الاحتلال يتفنن في محاربتنا نفسيا".

وفي حديث لـ"وفا" قال الأسير المحرر البرغوثي: "إن معاناة الأسير من قهر السجان، تنتهي لمجرد أن تضع قدمك خارج أسوار السجن، واللقاء مع الأهل، خاصة لقاء انسان انتظرني بكل دقيقة وثانية كل هذه السنوات، وكانت صمود تنتظر هذا اللقاء بشوق، وأنا أيضًا".

وأضاف، "أنا وصمود ارتبطنا ببعضنا البعض بعد أن رأيتها لأول مرة حين كانت في زيارة لأخيها علاء في سجن نفحة، أعجبت بها وكان عمرها 19 عاما، وأخبرت أمي أني أريد الارتباط بها، وهذا ما تم".

وتابع، "كانت الأيام مجرد ترقب وانتظار للقاء الأهل والأحبة، وما جرى اليوم رسالة واضحة للاحتلال بأن الصمود والتحدي والصبر لا حدود له عند الفلسطينيين، ولم يستطع الاحتلال بكل جبروته وسجونه وحواجزه وقف أو منع حقنا في الحياة والحرية التي تعد من أبسط الحقوق التي ينتهكها دون أدنى اعتبار للمشاعر الانسانية".

وتعكس حالة البرغوثي واقعا صعبا يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال، فهناك حالات مماثلة، وأسرى يقبعون في السجون بينهم آباء وأزواج وزوجات بانتظار لحظة من الحرية تعوضهم ولو جزءا بسيطا من سعادتهم التي سلبها السجان.

وتشير إحصائية لهيئة شؤون الأسرى والمحررين إلى وجود 1899 أسيرا ما بين متزوج ومرتبط، بينهم 24 أسيرة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024