الرجوب: لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة في فلسطين    الاحتلال يقتحم مناطق في بيت لحم ويداهم عدة منازل    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    مستعمرون يحرقون شاحنة ويعتدون على سائقها شرق رام الله    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال في بلعا وعنبتا شرق طولكرم    "الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات  

14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات

الآن

رمضان في ظل الكورونا

باسم برهوم

نكتشف قيمة الامثال الشعبية، وكيف راكمت البشرية تجاربها بأمثال، عندما نعيش نحن تجربة عينية مباشرة ونتذكر المثل. وبما يتعلق بتصادف مجيء شهر رمضان الكريم في ظل انتشار وباء فيروس كورونا، فقد تبادر لي ولغيري بالتأكيد المثل الرائع والذكي جدا "رب ضارة نافعة"  والمقصود هنا قد يكون الوباء نافعا في العودة للتفكير بعمق بالمغزى الايماني لصوم رمضان، والمغزى التكافلي على الصعيد الاجتماعي.

لأسباب تراكمت عبر مئات السنين كطبقات غبار، انحرفنا عن الفكرة الاساسية للصوم، وبالمناسبة الصوم موجود في كافة الاديان السماوية وغير السماوية وله مغازٍ متشابهة، دعونا نتذكر معا الفكرة او الافكار الاساسية من وراء فريضة الصوم، في مقدمة هذه الأفكار العبادة الفردية، بمعنى تمتين العلاقة بين الفرد وخالقه بطريقة بسيطة، متقشفة، اقرب الى التصوف والخلود للنفس، كفرصة للتأمل والتفكير الهادئ بشؤون الدين والدنيا. الفكرة الثانية ولا تقل اهمية، هي الصبر والتحمل والشعور مع الجار القريب او البعيد، المحتاج للمساعدة والدعم، ولعل هذه الفكرة هي واحدة من اهم قيم التكافل الاجتماعي والإنساني بشرط ان تتم بطريقة انسانية وبدون اي نفاق.

وهناك فكرة في غاية الاهمية. التسامح والغفران، وانتهاز فرصة الصوم لتنقية العلاقات بين البشر ومع الطبيعة بكل تنوعها، مغزى الصوم يتناقض مع فكرة البذخ، وهدر المال، والمقدرات، ويتناقض مع المظاهر الاحتفالية المبالغ بها. رمضان ليس العيد، لانه لو كان كذلك، لماذا ياتي العيد بعد انتهائه، لرمضان مغاز اخرى.

الفكرة الاخيرة هي ما يطلق عليها صلة الرحم، والمقصود الانتباه للأمهات والاخوات والعمات والخالات، صحيح ان يكون شهر رمضان فرصة للتاكيد على هذا الاهتمام، ولكن هذه المسألة ليست موسمية او تحدث في مناسبات محددة انها سلوك يومي، ولا يتم في اطار ابوي، اي ما يمليه المجتمع الابويي، وانما من منطلق انساني، ان يكون الانسان رحيما مع اخيه وأخته الانسان كركن رئيس من سلوكنا واخلاقنا، ورمضان هنا تاتي اهميته لتأكيد هذا المسلك وممارسته بطريقة سلسة وليس من قبيل الواجب العابر المؤقت.

دعونا نستغل ما فعله بنا الوباء اللعين، هذه الضارة لنحولها الى نافعة والتفكير كيف يمكن ان يكون رمضان هذا العام بكل ما يعنيه هذا الشهر الكريم، وفي مقدمة ذلك كيف نحوله لشهر للتكافل والتكامل والتضامن، بكل ما تعنيه هذه المفردات من قيم واخلاق، لنعود بفريضة الصوم الى مغزاها الحقيقي، وننفض ما تراكم عليها من غبار السلعة وجنونها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024