مسؤولة أممية: شمال قطاع غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوبه    انتشال جثمان شهيد ثانٍ من تحت ركام المنزل الذي هدمه الاحتلال في دير الغصون شمال طولكرم    مستعمرون يعطبون مضخات مياه في الأغوار الشمالية    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 34,654 والاصابات إلى 77,908 منذ بدء العدوان    الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال المحكمة الجنائية والتهديدات ضدها غير مقبول    الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء الشعائر الدينية بـ"سبت النور"    طلاب في جامعة "برينستون" الأميركية يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة    مجلس الأمن يعقد اجتماعا الأسبوع الجاري بشأن المقابر الجماعية في قطاع غزة    مع دخول العدوان يومه الـ211: الاحتلال يواصل قصفه الصاروخي والمدفعي على قطاع غزة مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى    الحراك الطلابي التضامني مع قطاع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم    الاحتلال يشرع بهدم المنزل المحاصر في دير الغصون شمال طولكرم    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    انتشال جثامين 7 شهداء من مدينة خان يونس    قوات الاحتلال تحاصر منزلا في بلدة دير الغصون شمال طولكرم    دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم  

دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم

الآن

هُنَّ ثلاثة أرباع المجتمع

موفق مطر

لا يسعنا في البدء إلا الإشادة أولا بالوجه المشرق المميز الذي برزت فيه صحيفة الحياة الجديدة بتخصيصها معظم صفحات عدد أمس الأربعاء، لنجمات ونجوم شباب فلسطين، فأثبتت - وهي الصحيفة الرسمية - مدى اهتمام الرئيس محمود عباس أبو مازن بالمعرفة والعلم والتحصيل العلمي كقواعد لبناء مؤسسات دولة حرة مستقلة ذات سيادة متقدمة، تجسد حقيقة القدرات الكامنة لدى الشعب الفلسطيني، ومكانة التربية والتعليم في مسار التحرر وصولا للاستقلال والحرية وتطبيق مبادئ الحرية العدل والمساواة واستثمار هذه القدرات في مسار سلام يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وثوابته كخيار وحيد لازدهار منطقة الشرق الأوسط. 

عند النظر في طريق التحرر، فإننا نفترض أن كل إعلان عن نتائج امتحانات الثانوية العامة في فلسطين سيُسقِطُ حاجزا أو عائقا اجتماعيا، مصنوعا من فولاذ التطرف وإسمنت الجهل، رفع في درب ومسيرة الإنسان الأنثى وطموحاتها في بلادنا، فالطالبة الفلسطينية الناجحة بامتياز، المسالمة، الرقيقة، الجميلة بعلمها وأدبها وأخلاقها، تبرهن على أن قدرة الإنسان على اكتساب العلوم والمعرفة وإنتاجها والوصول إلى مرحلة الإبداع ليست حكرا على جنس، وإنما مرتبطة ببيئة المجتمع، ومساحة الحرية الممنوحة للجنسين في توظيفها. 

الامتحانات شكل من أشكال العدالة تمنح للطلبة من الجنسين، متساوون في المستوى الدراسي والعمري، طلبة تلقوا ذات المواد الدراسية، وطبقت على الجميع مناهج تعليم حكومية وخاصة لا اختلافات جوهرية بينها، لذلك يمكننا اعتبار النتائج بمثابة معيار لقياس قدرات الإنسان ذكرا كان أو أنثى وفق متطلبات الامتحانات، ليس الثانوية وحسب بل الجامعية أو أي نوع من الامتحان بغرض نيل شهادة ما تؤهل المرء للانتقال إلى مرحلة تالية أعلى وأصعب. 

أطاحت نسبة الناجحات في امتحانات الثانوية العامة، وتقدمهن على أقرانهن الذكور في المراتب العشر الأولى بكل ادعاءات المتفوهين بمقولة "الأنثى ناقصة عقل ودين"، والقائلين إن الإنسان الأنثى (المرأة) مصيرها البيت خاضعة لسلطان (سي السيد) مهما اجتهدت وحصدت شهادات علمية ومعرفية، ومهما تراكمت تجربتها وبلغت بخبرتها النظرية والعملية مستوى الإبداع. 

اللافت والمثير لبصيرة المؤمنين بالمساواة والعدل والحرية، والحق في الاختيار للجنسين أن نسبة النجاح في الفرع العلمــي 62,85%، قد تجاوزتها نسبة الناجحين في الفرع التكنولوجي 87,76%  مقارنة بنسبة الفرع الأدبــي 65,21%، وهذا مؤشر على إدراك شبابنا من الجنسين لمتطلبات الحياة المعاصرة، وإن كنا نأمل ظهور نسب عالية متقاربة نوعا ما، لتحقيق توازن المجتمع بمساريه العلمي التكنولوجي والأدبي الثقافي، لكن لا بد من النظر بإيجابية إلى نسبة الناجحين في فرع الريــادة والأعمــال 66,71 %، وأعلى منها نسبة الناجحين من الجنسين طبعا في الفروع المهنية حيث بلغت 71,23% . 

الأرقام توحي بحجم المسؤولية الملقاة على المكلفين بمهمة التخطيط الاستراتيجي في فلسطين، أولهم في الحكومة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكذلك رؤساء وعمداء الجامعات الفلسطينية، فالارتقاء بهذه القدرات إلى مستوى التميز بالاختراع والإبداع الهدف الأول المطلوب تحقيقه، عبر مناهج ترقى بمستوى ذكاء الفرد ابتداء من الروضة وصولا إلى مرحلة التعلم بالدراسة والبحث العلمي والتعبير عنها باكتشافات ونظريات جديدة. 

وحده رئيس التحرير سيحكم فيما إذا كان تسليط دائرة الضوء الرائعة على إنجاز نعتبره فخرا لفلسطين وشبابها ومؤسساتها التعليمية لأربعة مهندسين من خريجي جامعة بيرزيت قد كان مصادفا مع إعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة أو عن قصد، وإن حق لي القول فاعتقد بغلبة القصد على المصادفة. 

آلاء أبو عوض، ديالا أندونيا، ميس بني عودة، ومجد المالكي، اربعة مهندسين شباب، وكما نلاحظ ثلاثة من الفريق إناث شاركوا بمسابقة دولية نظمتها مؤسسة (Jerusalem-IDAR)، مقرها القدس، ضمن برنامج جائزة حيفا الدولية هدفها معالجة مساحات «المخاطر» عبر أفكار معمارية عصرية لإعادة إعمار مناطق مدمرة، ففاز مشروعهم المخصص لإعادة إعمار مرفأ بيروت، حمل عنوان (ما بعد الانفجار بيروت المنتجة) وحصلوا المركز الأول من بين 24 مشروعا من 13 دولة. 

هن بمنطق العدل والمساواة نصف المجتمع، أما بمعيار نتائج الامتحانات العامة وتحديدا الامتحانات الوطنية فهن ثلاثة أرباع المجتمع، فوراء كل مناضل أو شهيد أو أسير امرأة عظيمة أيضا. 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024