مسؤولة أممية: شمال قطاع غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوبه    انتشال جثمان شهيد ثانٍ من تحت ركام المنزل الذي هدمه الاحتلال في دير الغصون شمال طولكرم    مستعمرون يعطبون مضخات مياه في الأغوار الشمالية    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 34,654 والاصابات إلى 77,908 منذ بدء العدوان    الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال المحكمة الجنائية والتهديدات ضدها غير مقبول    الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء الشعائر الدينية بـ"سبت النور"    طلاب في جامعة "برينستون" الأميركية يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة    مجلس الأمن يعقد اجتماعا الأسبوع الجاري بشأن المقابر الجماعية في قطاع غزة    مع دخول العدوان يومه الـ211: الاحتلال يواصل قصفه الصاروخي والمدفعي على قطاع غزة مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى    الحراك الطلابي التضامني مع قطاع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم    الاحتلال يشرع بهدم المنزل المحاصر في دير الغصون شمال طولكرم    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    انتشال جثامين 7 شهداء من مدينة خان يونس    قوات الاحتلال تحاصر منزلا في بلدة دير الغصون شمال طولكرم    دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم  

دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم

الآن

الجزائر تواجه إسرائيل في افريقيا

فتحي البس

الولايات المتحدة لم يكن مرحبا بها في افريقيا، فقدمت لإسرائيل كل ما تحتاجه من مال وتكنولوجيا ودعم لصناعاتها العسكرية لتتمكن من الدخول الى افريقيا بشكل خاص، فحيث توجد إسرائيل، فإنها تنوب عن الولايات المتحدة في حماية مصالحها، وبالطبع تحقق إسرائيل مصالحها الضخمة: تجارة مزدهرة ومحاصرة للدول العربية الافريقية وأولها مصر والسودان، وعمل دؤوب لعلها تشارك في الحصول على حصة من مياه النيل وتحييد الدول الافريقية عندما يصل الأمر الى صراع على الأصوات في الأمم المتحدة ومنظماتها بخصوص القضية الفلسطينية.

لم تستطع إسرائيل الدخول الى افريقيا قبل عام 1967، فقد كان فيها قادة عظام قادوا بلادهم للاستقلال عن الاستعمار وعلى رأسهم كوامي نكروما، واحمد سيكوتوري وباتريس لومومبا. ما حصل لاحقا من تفكك في العالم العربي، وحاجة الدول الافريقية، مكّن إسرائيل من التغلغل في افريقيا وإقامة علاقات مع 46 دولة افريقية، بدعم كبير من الولايات المتحدة الأميركية، فتحقق لها نفوذ واسع، كُرِّس أخيرا بمؤامرة وحيلة دنيئة من قبل رئيس الاتحاد الافريقي التشادي موسى فكي محمد، بقبول إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد. موقع خطير جدا، يحقق لإسرائيل مكاسب عظيمة.

موسى فكي محمد، تحوم حوله شبهات فساد واتّهامات "بالتحرش الجنسي وممارسة الترهيب في المفوّضية" وفق تقرير أصدرته مؤخّرًا مجموعة الأزمات الدوليّة، ومقرب من رئيس وزراء اثيوبيا، وله دور سلبي غير مفهوم من قضية سد النهضة، لذلك لجأ الى قبول إسرائيل كعضو مراقب بقرار فردي، معتقدا أن اتفاقات التطبيع الأخيرة بين الدول العربية وإسرائيل ستجعل معارضة هذا القرار غير واردة، وخاصة اتفاقات السودان والمغرب، العربيتين الافريقيتين، وقبلهما طبعا اتفاقية كامب ديفيد، التي اضعفت التأثير المصري في افريقيا.

فور الإعلان الفردي عن قبول إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الافريقي، أعلنت الجزائر العربية، وجنوب افريقيا رفضهما الفوري وبدء حراك لإلغاء هذا القرار. أكدت الجزائر على أن هذا القرار لا يحمل "أي صفة أو قدرة لإضفاء الشرعية على ممارسات وسلوكيات المراقب الجديد التي تتعارض تماما مع القيم والمبادئ التي ينص عليها القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي" وقال بيان الخارجية الجزائرية "أن القرار لن يؤثر على التزام المنظمة القارية بتجسيد الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وأهمها إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس".

وبدأ وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة حملة دبلوماسية قوية لتجنيد موقف افريقي رافض لهذه الخطوة، وقام باتصالات وجولات دبلوماسية أثمرت عن موقف قوي معارض انضمت إليه 21 دولة وعلى رأسها جنوب افريقيا ومصر وتونس، وتكللت جهوده في إدراج قرار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، ضمن جدول أعمال المجلس التنفيذي المقبل للاتحاد الافريقي، للنظر في التحفظات التي أبدتها مجموعة من الدول الأعضاء، بعد أن أصر فقي على موقفه المشبوه.

الأمل معقود على موقف عربي وافريقي داعم لموقف الجزائر التي برهنت على أصالتها ومواقفها القومية التي لا تتزحزح حتى لو غضبت الولايات المتحدة ودول الاستعمار الغربي. ولمصر، التي تعود بقوة الى دورها القيادي تأثير حاسم في القرار المأمول.

شكرا للجزائر العربية وهي تتصدى لإسرائيل، فإفريقيا كانت دائما موحدة في دعم قضايا التحرر، والاستقلال، وستكون ساحة مواجهة بين الحق الفلسطيني، وباطل العدوان الصهيوني.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024