مسؤولة أممية: شمال قطاع غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوبه    انتشال جثمان شهيد ثانٍ من تحت ركام المنزل الذي هدمه الاحتلال في دير الغصون شمال طولكرم    مستعمرون يعطبون مضخات مياه في الأغوار الشمالية    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 34,654 والاصابات إلى 77,908 منذ بدء العدوان    الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال المحكمة الجنائية والتهديدات ضدها غير مقبول    الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء الشعائر الدينية بـ"سبت النور"    طلاب في جامعة "برينستون" الأميركية يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة    مجلس الأمن يعقد اجتماعا الأسبوع الجاري بشأن المقابر الجماعية في قطاع غزة    مع دخول العدوان يومه الـ211: الاحتلال يواصل قصفه الصاروخي والمدفعي على قطاع غزة مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى    الحراك الطلابي التضامني مع قطاع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم    الاحتلال يشرع بهدم المنزل المحاصر في دير الغصون شمال طولكرم    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    انتشال جثامين 7 شهداء من مدينة خان يونس    قوات الاحتلال تحاصر منزلا في بلدة دير الغصون شمال طولكرم    دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم  

دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم

الآن

مبعدو كنيسة المهد.. حنين إلى الوطن

عنان شحادة

يصادف اليوم، العاشر من أيار، الذكرى الـ20 لإبعاد سلطات الاحتلال الإسرائيلي 39 مناضلا، بعد حصارهم داخل كنيسة المهد في مدينة بيت لحم.

في العاشر من أيار عام 2002، غادر 39 مناضلا كنيسة المهد، بعد انتهاء الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على الكنيسة لأكثر من 39 يوماً خلال اجتياح المدينة، باتفاق يقضي إلى إبعاد 13 منهم قسرا إلى خارج الوطن، و26 آخرين إلى قطاع غزة.

ورغم مرور 20 عاما على إبعادهم من كنيسة المهد، ما زال أمل اللقاء مع الأهل والأحبة، والعودة إلى أرض الوطن قائما لكافة المبعدين.

جهاد جعارة (50 عاما) من مخيم العروب شمال الخليل، أحد المبعدين إلى إيرلندا، قال لـ"وفا": "ما زالت كنيسة المهد وأيام الحصار البالغة 39 يوما، عالقة في اذهاننا، لن ننساها، خلفت ذكريات جميلة بالصبر عل كل الظروف القاهرة من عدم توفر إمكانيات الحياة اليومية والأجمل مجابهة المحتل وكسر شوكته، ومرة بإبعادنا عن وطننا الحبيب".

وأضاف، "استذكر حصار الكنيسة، بالموقف المشرف والبطولي للرهبان والراهبات، بصمودهم وصبرهم إلى جانبنا دون ملل، شاركونا المعاناة والآلام، استذكر إحدى الراهبات التي كانت مصابة بالسرطان ورفضت الخروج وفضلت البقاء معنا".

وتابع جعارة: "ظروف صعبة عشتها إلى جانب كافة المحاصرين، كنت مصابا في قدمي، أثناء التصدي لاقتحام الاحتلال لمدينة بيت لحم، ولكن كانت أسطورة في تاريخ شعبنا، خرجنا أجسادا من بيت لحم لكن قلوبنا وأرواحنا بقيت على أرض المهد وفلسطين، حرصنا على تجنيب الأهل في بيت لحم ويلات المحتل".

وتساءل، "أي قانون في العالم يجيز ألا يجتمع المواطن مع أسرته على مدار 20 عاما من الإبعاد المرير، أبعدت ورزقت بابني الرابع صامد في 22-5-2002 يوم وصولي إلى المطار في إيرلندا، لحظة إنزالي من الطائرة أبلغت بذلك من أحد القائمين على تأميننا، لم أشاهده إلا عبر الصور والهواتف النقالة، لم احتضنه بتاتا ولم ألتق مع أفراد أسرتي المكونة من أربعة أولاد منذ 20 عاما، هل هناك أصعب من هذا المشهد"!

وأشار إلى أن المعاناة الأكبر تمثلت بملاحقة الاحتلال لأبنائه، حيث تم اعتقال نجليه قصي وصامد وأمضيا فترات مختلفة في سجون الاحتلال، لافتا إلى أن الاحتلال ومنذ إبعاده لم يسمح لكافة أفراد أسرته بالخروج من فلسطين والالتقاء به.

ولم يخف جعارة، حقيقة مرارة الإبعاد، ويقول: "المعاناة وألم الفراق والإبعاد حاضرة معنا في كل يوم، نعيش في الإبعاد فقط من أجل إمضاء يوم عادي، لأن الأمل نحو العودة ما زال قائما ولن يسقط، فنحن أسرى خلف الحدود، رغم أن أيام الإبعاد تحمل معها مرارة الحياة، حيث فقد والده وأمه وأصدقاء وأحبة وجيران، لكن ما زلت أحن إلى شوارع مخيم العروب، وأيامه الجميلة المفعمة بالمحبة والحيوية، حلمي هو العودة إلى الوطن ولن أفقد الأمل ما دمت على قيد الحياة، وأقول لأبنائي سأعود واحتضنكم وأكون إلى جانبكم وسأعوضكم عن فترة إبعادي وحرمانكم وأكون إلى جانبكم".

وقال جعارة: "مطلبي الوحيد كما هو مطلب كافة المبعدين العودة، وعلى العالم والمجتمع الدولي وأصحاب المؤسسات الحقوقية الإنسانية الالتفات إلى ملف المبعدين وإنصافهم وإنهائه، يكفي 20 عاما من الإبعاد.

وفي قطاع غزة حيث أُبعد 26 مناضلا، يرى المبعد خالد صلاح (49 عاما) من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، أن الوقت حان لأن يتحرك الجميع في هذا العالم الصامت لحل قضيتنا، لا يعقل أن نبقى في هذا الحال المرير، يكفي مرارة الإبعاد.

ويتابع صلاح في حديث لــ"وفا"، "خلال فترة إبعادي فقدت والدتي التي التقيت بها لمدة 72 ساعة فقط، ووالدي، لم أستطع أن ألقي عليه نظرة الوداع الأخيرة، كذلك الصديقان محمود صلاح ووليد صبيح اللذان استشهدا، والقائمة طويلة".

وأشار إلى أن الأهل في قطاع غزة يغمرونهم بالمحبة والاحترام، إلا أن نار الشوق للقاء الأهل والأصدقاء والعودة قائمة، وأنه في إبعاده لم يفقد أمل الحياة رغم قساوتها، تزوجت وأنجبت ولد وبنت لكن دوما يكثرون السؤال متى سنعود بابا إلى بلدة الخضر ونلتقي بأهلنا".

وتم ابعاد 39 مناضلا بعد اتفاق يقضي إلى إبعاد 13 منهم قسرا إلى خارج الوطن، و26 آخرين إلى قطاع غزة.

وبدأ حصار الكنيسة في الثاني من نيسان العام 2002، واستمر 39 يوما، سقط خلاله 7 مناضلين شهداء، هم: جاك الأسعد، وخلف نجاجرة، وعصام جوابرة، ونضال عبيات، ومحمد أبو عايد، وحسن نسمان، وخالد صيام، وأصيب 26 مواطنا.

والمبعدون إلى خارج الوطن هم: المرحوم عبد الله داود محمود عبد القادر، إبراهيم موسى عبيات، جهاد يوسف جعارة، محمد سعيد عطا لله سالم، خالد عبد الحميد أبو نجمة، رامي كامل عيد كامل، محمد فوزي مهنا، عنان محمد خميس، خليل محمد عبيد الله نواورة، أحمد عليان حمامره، إبراهيم محمد سالم عبيات، عزيز خليل محمد عبيات، وممدوح إحسان الورديان.

أما إلى قطاع غزة فأُبعد: سليمان محمد نواورة، مازن طاهر حسين، نادر محمد عبد العزيز الهريمي، مجدي عبد المعطي دعنا، سلطان محمود الهريمي، مؤيد فتحي جنازرة، جواد أحمد العبيات، رائد موسى عبيات، ناجي محمد سالم عبيات، ياسين محمد الهريمي، محمد نصري خليف، رامي حسن شحادة، إياد عبد عدوي، فهمي محمد كنعان، فراس محمد عودة، صامد مصطفى خليل العطابي، سامي عبد الفتاح سلهب، موسى أحمد شعيبات، جمال أحمد أبو جلغيف، زيد محمود سالم عطالله، عيسى عزت أبو عاهور، خالد حمدالله مناصرة، رائد جورج شطارة، خالد سليمان صلاح، وحاتم محمد حمود.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024