"الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 35.091 شهيدا و78.827 مصابا    فتوح يدين تصريحات السيناتور غراهام بشأن غزة    "فتح" تثمن دور الصين في رعاية الحوار الفلسطيني لتحقيق الوحدة الوطني    مستعمرون يمنعون مرور شاحنات مساعدات من الضفة إلى غزة    الاحتلال يوسع توغله برفح ويكثف غاراته شمالي القطاع  

الاحتلال يوسع توغله برفح ويكثف غاراته شمالي القطاع

الآن

على هامش ما كتبت الأرملة

دعونا ننقل لكم أولا ما كتبت الفلسطينية شروق، أرملة الشهيد الصحفي، رشدي السراج، الذي قصفت طائرات الاحتلال الاسرائيلي الحربية، حياته، وحياة طفلته دانيا، نهاية الشهر الماضي في غزة.

 

كتبت شروق "حبيبي رشدي السراج، في مثل هذا اليوم قبل عام بالضبط، كنت تمسك بيدي، وتريحني أثناء المخاض،وجودك بجانبي جعل الأمر أسهل بكثير، لقد اخترنا اسم دانيا لابنتنا،الذي يعني القريبة باللغة العربية، لتبقى قريبة إلى قلوبنا حتى الأبد. يصادف اليوم عيد ميلادها الأول، وقد خططنا لاحتفال كبير متخيلين الذكريات التي سنصنعها لها، حبيبي لقد مر أسبوعان منذ أن رحلت بشكل مأساوي أثناء تناول وجبة الإفطار معا، وكنت ما زلت متمسكا بالأمل بأن تكون هنا لمساعدتها على إطفاء شمعتها الأولى، لقد دمرتني فكرة كيف ستبقى دانيا قريبة من قلب أب دون ان تتذكر وجهه ..!! إنها أصغر من أن تكون يتيمة، وأنا أصغر من أن أكون أرملة، وأنت كنت أصغر من أن تفقد حياتك لمجرد كونك صحفيا، لا تسامح أبدا".

 

هذه هي الحرب وما صنعت، وتصنع: أرامل ثكالى، وأطفالا تيتموا شهداء، وما علقت بعد وجوه أبائهم في ذاكرتهم، وأباء لن ينسوا أبدا وجوه أطفالهم، وقد باتوا في الدار الآخرة.

 

هذه هي الحرب المقصلة، التي ترقمنها العديد من الفضائيات الإخبارية،شارحة بخبراء التحليل السياسيوالعسكري، والإخباري، آلية عملها، دون أن تقول كيف يمكن وقف هذا العمل البغيض..!!

 

الحرب ليست خرائط، ولا دبابات على الورق، بل على أرض الواقع، وطائراتها حديد يغلي بالحقد والكراهية، والضحايا ليسوا أرقاما، بل حيواتبحكايات، وذكريات، وأحلام وتطلعات، قصفتها الطائرات الحربية، وأشعلت فيها النيران لتنتهي رمادا، وما عرف أصحاب هذه الطائرات، ومموليهم،أن هذا الرماد، إنما هو الذي ينهض من بين أثلامه في فلسطين عادة، طائر الفينيق، وما كتبت شروق، يؤكد ذلك، فالألم، والحزن، أجنحة لهذا الطائر، و"لا تسامح أبدا" دلالة نهوضه وتحليقه في فضاء التحدي.

 

امتلكت شروق لحظة الكتابة، فكتبت، ودونت بشاعة الجريمة، التي ترتكبها الحرب، بتسعة أسطر فحسب، وما حاجة اللغة إلى الثرثرة والتنظير، حين الجرح هو الذي يشهق ويتحدث..!! مثل شروق في فلسطين الكثيرات،بكتابة أخرى، حبرها الدمع، وكلماتها النحيب، لكن هذا هو دمع الحارسات، ونحيبهن، نحيب اليمامة بنت كليب التي صاحت "أريد أبي حيا"الفلسطينيات كمثل اليمامة اليوم بفروسيتها وشجاعتها وفصاحتها، وصيحتهن صيحة الحياة، نريدها كاملة بالعز، والكرامة، والأمن والاستقرار، ولن نساوم على ذلك أبدا.

 

هذا ما قالته شروق، وقد أشرقت بنص الحقيقة، متعافيا من كل ادعاء، وثرثرة،واستعراض، وحاسما في أمر التحدي، والحق ما غابت دانيا، وما غاب رشدي، وقد أدركنا شيئا من تفاصيل حياتهم،التي لا شك أنها كمثل تفاصيل حياة كل الضحايا الشهداء، الذين قصفت طائرات الاحتلال، وقذائفه، ورصاصه حياتهم بمنتهى العنف والوحشية، هناك في غزة، وهنا في الضفة.

 

رئيس التحرير

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024