عيون كفر قرع شرق قلقيلية...محمية طبيعية في قبضة ست مستوطنات اسرائيلية
خاص العلاقات الوطنية- قلقيلية ـ همسه التاية:
تتعدد الاشكال والأساليب التي تتبعها المستوطنات الاسرائيلية لتدمير البيئة الفلسطينية والحاق الضرر بها وجعلها بؤرة للتلوث خاصة في المناطق التي تعتبر من أخصب الأراضي الزراعية كعيون كفر قرع الواقعة الى الشرق من بلدة كفر ثلث قضاء مدينة قلقيلية والغنية بتنوع غطائها النباتي ووفرة مراعيها الحيوانية ، الأمر الذي جعلها هدفا اسرائيليا مقصودا من أجل السيطرة عليها ونهب ثرواتها الطبيعية .
وتشكل عيون كفر قرع المعروفة حاليا باسم تجمع "عرب الخولي " محمية طبيعية للكثير من النباتات والأعشاب الطبية والحيوانات والطيور المختلفة بالاضافة الى امتلاكها لخزان طبيعي للمياه كونها امتداد لواد قانا المستهدف من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، لأجل ذلك سعى الاحتلال الى تلويث اراضيها الزراعية وينابيعها والتي اصبحت مجمعا للحشرات والقاذورات .
أملاك دولة .. ممنوع الاقتراب
وبهدف التضييق على الاهالي ومنعهم من استصلاح اراضيهم الزراعية والوصول اليها، يمنع الاحتلال المزارعين من التواجد على ارضهم الزراعية والتي تبعد مسافة 500 متر عن المستوطنات الاسرائيلية بحجة انها املاك دولة يمنع الاقتراب منها. ناهيك عن اعتداءات حراس المستوطنات بمساندة الجيش الاسرائيلي على الاراضي الزراعية والاشجار المثمرة واطلاق الكلاب البوليسية وسياقة مركباتهم وآلياتهم بسرعة كبيرة بين المواشي لقتلها.
وتحاول سلطات الاحتلال الاسرائيلي احكام قبضتها العسكرية على أراضي التجمع التي تقع ضمن مايسمى أراضي c حسب اتفاق أوسلو وذلك من خلال اقامة ست مستوطنات زراعية وهي: معاليه شمرون غربا والمتان جنوبا، جينوت شمرون شمالا، كرنيه شمرون الى الشمال الشرقي، ونوفيم وياكير شرقا، وتوسعتها على حساب الأراضي الزراعية لسكانها الأصليين.
"عرب الخولي" .. بيئة غير آمنة
ورغم كل الممارسات والاعتداءات التي تهدف الي تنفيذ مخطط المصادرة والتهجير، يصر أهالي تجمع عرب الخولي على العيش بالعراء في بيئة غير آمنة وتفتقر الى ابسط متطلبات الحياة الضرورية من مياه وكهرباء وشبكات صرف صحي وعيادات صحية، حيث يقطنون في "سقايف" ارضيتها من باطون والسقف من زينكو والجدران من حجارة، ورغم ذلك تم هدم العديد منها من قبل الاحتلال ، بالاضافة الى تسلم الاهالي اشعارات بالهدم كان اخرها للمواطن كايد .
ويتعرض الأهالي ومنشآتهم السكنية وأماكن عيشهم الى مهاجمة الضباع والذئاب والخنازير ، بالاضافة الى لدغ الثعابين وبخاصة في فصل الصيف .
اعتداءات مستمرة
وفي نفس السياق، لم يتصور المزارع داوود علي من عيون كفر قرع شرق مدينة قلقيلية ، في يوم من الأيام، ان تصبح أرضه الزراعية المزروعة بالقمح والتي تقدر بحوالي 50دونما جزءا من أراضي مستوطنة " المتان " بعد قيام المستوطنين بالاستيلاء عليها وتدميرها واعادة حراثتها وزراعاتها لصالحهم (برسيم) حيث اصبحت في حكم المصادرة وتم ضمها للمستوطنات .
الى ذلك، تمكن المستوطنين بمساندة جيش الاحتلال الاسرائيلي من بناء مكعبات اسمنتية بارتفاع 2 متر بقاعدة عريضة من الباطون المسلح من الجهة الغربية والشمالية من التجمع، بعد تدميروتجريف الأراضي والقضاء على المحاصيل الزراعية، بهدف منع المواطنين من التنقل وادخال المواشي والاعلاف للاضرار بالثروة الحيوانية في المنطقة .
تلوث يطال الارض والمياه
من جانبه، قال مفيد المقبل ممثل تجمع عرب الخولي لـ الصحافية همسه التايه :" أن الاحتلال يسعى لتلويث الارض الزراعية والقضاء على المحاصيل والاشجار المثمرة من خلال رش مبيدات زراعية سامة" ، مشيرا الى تكرار الاعتداءات التي الحقت الضرر الكبير بغرس الزيتون واشجار التين بهدف عدم الاستفادة من الارض الزراعية وهجرها خاصة وان العديد من العائلات اختارت الهجرة وترك اراضيها وذلك لصعوبة الوضع المعيشي اضافة الى الاعتداءات المتكررة .
وحول الاعتداءات المتكررة، اضاف ممثل التجمع :"ان الاحتلال قام بتجريف بئر مياه اعتبر مصدرا للشرب لاهالي التجمع ولسقاية الماشية".
واكد توفر نبعين للمياه وسط التجمع تم تلويثهما بفعل سباحة المستوطنين فيها، ناهيك عن تلويثها بالمياه العادمة (المجاري) المنبعثة من المستوطنات والتي تنساب وتستقر في تجمع النبع ، ناهيك عن سكب مواد سامة داخل النبع عند تفاعلها مع المياه تصدر رغوة بيضاء تفوح منها رائحة كريهة لايمكن استنشاقها، تبين عند فحص عينة منها في جامعة حيفا أنها مبيدات سامة ، ادت الى قتل العديد من المواشي.
وأوضح أن عيون الماء بحاجة لعمليات تعقيم والتي اصبحت مرتعا للحشرات والديدان والبعوض مشيرا الى ان الاهالي اصبحوا مضطرون لشراء 3كوب ماء بسعر 120 شيكل .
مجاري المستوطنات ... وانتشار البعوض
جدير بالذكر، أن الاحتلال الاسرائيلي قام بمد خطوط فرعية "مناهل" لتصريف مياه مجاري المستوطنات تمر في قلب الاراضي الزراعية التابعة للمواطنين والتي تم تجريفها، وذلك بهدف ربط المستوطنات بخط ناقل لاسرائيل.
وتلحق هذه المناهل الاضرار الصحية للمواطنيين والمخاطر البيئية للمنطقة برمتها، خاصة عندما تفيض "المناهل" وتتسرب المجاري الى الارض ملحقة الضرر بالتربة والمحاصيل وجمالية المكان بعد تحولها لمستنقعات يحوم حولها البعوض .
غطاء نباتي مهدد
وتعتبر اراضي تجمع عرب الخولي ملكية مشتركة بين ثلاث قرى هي عزون وكفر ثلث وديرستيا، وحسب تقديرات بلدية كفر ثلث تقدر مساحتها الزراعية بحوالي 500 دونم تم مصادرة 200 دونم منها وما تبق يمنع الاحتلال الاسرائيلي استغلاله من قبل المواطنين بحجة انه محمية طبيعية يمنع التواجد فيها او تغيير معالمها الطبيعية،للاستيلاء عليها والسيطرة على اراضيها .
من جهته، قال حسين الصيفي رئيس بلدية كفر ثلث ": أن الاحتلال الاسرائيلي صعد من اعتداءاته بحق عيون كفر قرع بهدف مصارة جميع اراضيها لانها تشكل غطاء نباتي متنوع وغني بالنباتات الطبية والاعشاب الحرجية بهدف اللاستيلاء عليها وضمها للمستوطنات ااسرائيلية ".
واضاف ان الاحتلال يستخدم شتى السبل للقضاء على المحاصيل الزراعية، ومنها اطلاق الخنازير البرية لتدمير المزروعات.
كهرباء المستوطنات .. اضرار واخطار
بدوره كشف المواطن فؤاد عثمان 56 عاما :" قيام الاحتلال باقتلاع الاشجار وتجريف الاراضي الزراعية لتمديد شبكة كهرباء خاصة بالمستوطنات، تشكل اسلاكها المكشوفة خطرا على المواطنين".
واستعرض المواطن عثمان الاعتداءات التي تعرض لها والاهالي كتدمير ارضه الزراعية والمواطنين من اجل شق الطرق الزراعية لتوسعة البؤرة الاستيطانية "المتان" بالاضافة الى سرقة المواشي من قبل حارس مستوطنة "نوفيم" .مشيرا الى ان اسرائيل تهدف من خلال ممارساتها الى تدمير البيئة الفلسطينية .
واشار الى ان الاحتلال يمنعهم من استصلاح اراضيهم الزراعية ، وبالمقابل يقوم بعمليات تجريف واسعة للاراضي الزراعية من اجل تحويلها الى طريق رئيسية للاليات العسكرية ولجيبات الجيش الاسرائيلي ولسيارات المستوطنين . مطالبا بضرورة تعزيز صمودهم على ارضهم وذلك بهدف المحافظة على ما تبقي خاصة وان اسرائيل تستهدف الحجر والشجر والبشر في تجمع عرب الخولي.