يوميات اسير .. الاسير احمد الريماوي: سخرية الضابط الاسرائيلي لن تزعزع ثقتنا بقضيتنا وبقيادتنا وشعبنا
سراب عوض ـ تحمل قضية الأسرى في طياتها قداسة وعدالة لا توصف، وتعبر عن ألم شعب بأكمله وعدالة قضيته. قصص كثيرة تختلف في تفاصيلها لكنها تلتقي بهدف واحد هو حب الوطن والتضحية من أجله.
من سجن رامون يروي الأسير أحمد هديب الريماوي (35 عاما)، يومياته على مدار 14 عاما قضاها في المعتقل حتى الان من سنوات محكوميته الـ 25.
يقول:" اعتقلت في بيت ريما، في منزل عمي وكانت أول حالة اعتقال ينفذها الاحتلال في القرية، تم ادخال قوات خاصة لتطويق البيت ومحاصرته، ومن ثم بدأ بالمناداة بمكبرات الصوت لأسلم نفسي، ومن ثم اقتادوني الى معسكر حلميش، مكثت يوما واحدا، وبعدها الى مركز عوفر للتحقيق".
ويضيف:" أثناء عملية الترحيل الى عوفر مررت بطريق طويل، ومع أن المسافة بالواقع لا تستغرق اكثر ساعة واحدة، الا أنني أمضيت نصف نهار في الطريق، ومع ازدياد المسافة ازدادت معاناتي، وتم ضربي واهانتي ووصفت بالارهابي والقاتل".
يواصل أحمد:" بعدها استقبلني ضابط مخابرات وبدأ باستفزازي، كان يوجه لي ضربات على صدري ويردد (عامل فيها بطل، هينا جبناك يا مخرب)، ومن ثم يعود ويهدأ ويرجع مجددا ليقول: "بالك في حد سائل عنك، هلا بينسوك وحياة الناس ماشية" كنت أرد عليه وأقول : لا أريد من أحد أن يسأل عني وشعبي يستحق، ليرد الضابط ويشتمني بـ "حقير".
وتابع:" بعد تحقيق استمر 120 يوما على عملية قتل مستوطنة، وبعد أن رفضت الاتهام تم انزالي للتحقيق العسكري وكانوا يريدون طرف خيط وكانت الشكوك عندهم بكل النشطاء".
وقال:" التهم التي وجهت الي كانت، اشتباكات مع جيش الاحتلال، وعضوية كتائب، وحيازة سلاح، وشبه ادانه على عملية القتل رغم عدم اعترافي بشيء ، حكمت بالسجن مدى الحياة، وبعد سنتين استؤنف الحكم وتم تخفيفه الى 25 عاما".
يقول أحمد: بعد التحقيق تم ارهاقي وتعذيبي بشكل آخر وهو عدم استقراري في سجن واحد أكثر من شهر، وهذا شيء يتعب الأسير لأن مسافة كل سجن عن الآخر تقارب 4 ساعات".
واشار الى انه مكث في كافة السجون: نفحة، جلبوع، شطة، عسقلان، السبع ولم يتمكن من رؤية أحد من عائلته الا بعد أربع سنوات حيث سمحت ادارة السجن لوالدته بزيارته كل 4 أشهر. وكان هذا ضمن سلسلة عقوبات وعده بها ضابط الشاباك أثناء فترة التحقيق.
وقال الاسير الريماوي:" بالبداية كنت أسترق أخبار الأهل والأصدقاء من خلال برامج الأسرى وكنت مواظبا على سماع برنامج الأسرى على اذاعة منبر الحرية "الخليل" وبعدها أصبحت والدتي تزورني وتنقل لي أخبار الأهل والأصدقاء وهذا خفف كثيرا من معاناتي".
واضاف:" كنت أتمنى أن أجتمع بشقيقي الأسير رشدي والمحكوم بـ 29 عاما في أحد المعتقلات، ولكن السجان حال دون ذلك".
وعن حياته في المعتقل يروي أحمد بعض التفاصيل اليومية التي يقوم بها كممارسة الرياضة التي ما زال مواظبا عليها منذ 14 عاما وبشكل متواصل، والقراءة والكتابة معظم ساعات اليوم.
ووجه الاسير أحمد الريماوي رسالة الى أبناء شعبه يقول فيها:" بعد 14 عاما من السجن والتعذيب ما زلت أذكر سخرية الضابط وهو يوجه لي سؤالا ساخرا: "شو استفدت وما عاد حد سائل فيك" ولهذا أقول لشعبي: يا شعبنا هذا الضابط خلف قيادته الفاشية لن يزعزع ثقتنا بكم، وأناشدكم أن تحافظوا على قضيتنا في وجدانكم وحياتكم وأن تسقطوا ما يسعى الاحتلال لبثه في نفوس الأسرى من خلال وقفتكم الجادة مع الأسرى وقضيتهم".
وحمل الأسير أحمد رسالة أخوته الأسرى في معتقل رامون للرئيس محمود عباس التي تقول: لا تستجب لأي ضغوط، فثقتنا بك لا تقبل المساومة واعلم أن خلفك جيش من الأسرى يبايعك حتى النصر أو الشهادة".