جزار "قانا" يهاجم الرئيس عباس لمشاركته في تظاهرة باريس
تواصل المؤسسة الإسرائيلية استثمار الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا لتعزيز مزاعمها اتجاه الفلسطينيين، حيث انتقد وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت (البيت اليهودي)، مشاركة الرئيس محمود عباس (ابو مازن) وقطر في تظاهرة باريس بزعم أنهما «يمولان الإرهاب».
وبينيت الذي يتحدث عن الارهاب هو ذاته من كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية قبل أيام مسؤوليته المباشرة عن مجزرة "قانا" التي وقعت في جنوب لبنان عام 1996 وقتل فيها 102 مدني لبناني داخل موقع تابع للأمم المتحدة.
وقال بينيت خلال لقاء جمعه امس في باريس قبيل انطلاق التظاهرة مع أعضاء حركة "بني عكيفا" اليهودية وحصلت القناة الثانية العبرية على تسجيل لما تفوه به هذا الوزير ضد المشاركة العربية في التظاهرة قائلا "انه نفاق أن يأتي القطريون وعرب يمولون الإرهاب إلى باريس ويتظاهرون وكأنهم يقفون ضد الإرهاب فهذا النفاق أمر غير مقبول"، حسب تعبيره.
وأضاف بينيت "من يقف وراء الإرهاب ومن يموله ومن يشجع الإرهابيين في إسرائيل على قتل اليهود لا يمكنه أن يأتي ليشارك في الحزن على الإرهاب ذاته، لأن الإرهاب الذي ضرب باريس لا يختلف عن الذي يضرب تل أبيب أو مستوطنة عندما يقوم قاتل إسلامي بقتل عائلة بوغل: في ايتمار ويقوم ابو مازن (الرئيس محمود عباس) بتمويل الإرهاب والإرهابيين الذين يفجرون أنفسهم في تل أبيب، هذا لا يختلف عن الإرهاب في باريس"، وفق ما قاله بينيت في التسجيل الذي حصلت عليه القناة الثانية .
وقال بينيت إن الإرهاب الذي ضرب فرنسا "لا ينذر بسوء لليهود فحسب بل لأوروبا وللعالم الحر. 2015 ليست عام 1938. دولة إسرائيل هي بيت جميع اليهود في العالم، وهذه الرسالة التي نوجهها لليهود: نحن بيتكم، وإذا ما اخترتم البقاء هنا نحن مسؤولون عن سلامتكم".
واستغل رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الحزن العالمي في أعقاب الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، واعتبر أن "الإرهاب الإسلامي يهدد البشرية كلها" في الوقت الذي يخلط فيه بين الإرهابيين الذي نفذوا هذه الاعتداءات والمقاومة الفلسطينية، وفق تصريحاته من الأيام الماضية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله لدى توجهه إلى باريس صباح امس، للمشاركة في "مسيرة الجمهورية"، 'إنني أغادر إلى باريس للمشاركة في التظاهرة سوية مع زعماء العالم في النضال المتجدد ضد الإرهاب الإسلامي الذي يهدد البشرية كلها، وهو أمر دعوت إليه منذ سنوات عديدة".
ويلحظ من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين محاولات حثيثة لتشبيه نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال بالإرهاب الذي ضرب فرنسا، ومحاولات لتجريد الصراع من أبعاده الحقيقية ووضعه في خانة الإرهاب والتطرف الديني.