'حياة معلقة' المرشحة للبوكر العربية غيبها الحصار عن مكتبة صاحبها أبو سيف
قال الروائي الدكتور عاطف أبو سيف مرشح 'البوكر العربية'، اليوم الثلاثاء، إنه لا يمتلك نسخة من روايته 'حياة معلقة'، المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية، بسبب الحصار.
وأضاف أبو سيف في تصريح له، أن الرواية طبعت في الأردن، منتصف العام الماضي، وبسبب الحرب والحصار، المفروض على قطاع غزة، لم تصل نسخة من الرواية إلى القطاع.
وفي القائمة الطويلة لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية لعام 2015، أدرجت أمس الرواية، ضمن ست عشرة رواية مرشحة للفوز بالجائزة، وكانت 180 رواية من 15 دولة عربية قد تقدمت لهذه الجائزة. وصدرت رواية أبو سيف عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن.
نبذة عن الرواية المرشّحة:
تتحدث 'حياة معلقة' عن موت نعيم، صاحب المطبعة الوحيدة في المخيم، برصاصة الجيش. ونعيم الذي اعتاد أن يقوم بطباعة بوسترات الشهداء في المخيم، يرفض ابنه أن تتم طباعة بوستر له، في نقاش عميق حول مفهوم البطولة والجدل حول الاشتباك مع الحياة أو نفيها. لكن هذا الموت العادي يغير الكثير من تفاصيل الحياة في الحارة الهادئة الواقعة على تخوم المخيم، حيث ترقد التلة التي بنى نعيم عليها بيتا. موت يقلب حياة الناس وتفاصيلهم. فالحكومة تريد أن تستغل التلة وتبني عليها مخفرا للشرطة ومسجدا. وحيث إن التلة تحظى بمكانة خاصة في وعي الناس فهي ليست تلة كما يقول المختار بل هي جبل، فعليها حطت خيام سكان المخيم مباشرة بعد النكبة، ومن فوقها قتل أول جندي حين احتلت إسرائيل المخيم. عارض سكان المخيم المشروع وقاوموه حتى وصل الأمر للصدام مع الشرطة.
وكما بدأت الرواية بجنازة نعيم تنتهي بجنازة الحاج الذي يفيق من الموت ثم يعود إليه في حصر للحياة بين موتين يهزان المخيم.
وعبر فصول متنوعة في مستويات السرد وتقنياته تنكشف أمام القارئ الكثير من تفاصيل الحياة في غزة كما نعرفها ويعرفها الكاتب، كما يتم استدعاء يافا موطن اللاجئين عبر استرجاعات زمنية ومفارقات سردية وحكايات متداخلة ترسم بصورة مفصلة عالما مدهشا تتفاعل شخوصه وتتجادل وتصارع في إعادة تركيب لمفهوم الهوية. والبطولة والحياة.
تبدأ الرواية بجملة مثيرة تلخص كل الرواية تقول: ولد نعيم في الحرب ومات في الحرب أيضا ليس في ذلك من صدفة.
هكذا كما يقول أبو سيف، 'فإن حياتنا معلقة بين موتين. نحن نولد في الحرب ونموت فيها. ما ترمي إليه الرواية هو رصد التحولات الكبيرة التي ضربت غزة خلال العقود الثلاثة الماضية، تحديدا مع مسحة سريعة إلى مجمل التحولات التي هزت المكان خلال مسيرة العقود الأخيرة، وهي تحولات تنكشف بوضوح من خلال تفاعل سكان الحارة في المخيم مع التطورات التي تطرأ عليهم. غزة حاضرة بقوة في الراوية بشوارعها ومقاهيها وناسها كما هي حاضرة في تفاصيل حياة هؤلاء الناس، كما أن مجمل التحولات السياسية تجد أثرها في علاقات القوة في المجتمع والعلاقات الاقتصادية والثقافية وصراع الهوية والبحث عن البطولة'.
ولد عاطف أبو سيف في مخيم جباليا عام 1973 لعائلة هاجرت من مدينة يافا. حصل على بكالوريوس من جامعة بيرزيت، وماجستير من جامعة برادفورد بإنجلترا، ودكتوراه من جامعة فلورنسا بإيطاليا. يعمل أستاذا للعلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، ويرأس تحرير مجلة سياسات الصادرة عن معهد السياسات العامة في رام الله.
صدر لعاطف أبو سيف مجموعة من الروايات: ظلال في الذاكرة (الأمل للطباعة والنشر، غزة. 1997)، حكاية ليلة سامر (الأمل للطباعة والنشر، غزة. 1999)، كرة الثلج (اتحاد الكتاب الفلسطينيين. القدس 2000)، حصرم الجنة (المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي، رام الله 2003. شرقات، القاهرة 2006).
إلى جانب ذلك، صدرت له مجموعتان قصصيتان: الأشياء عادية جدا (اورغاريت، رام الله 2004)، حياة ميتة: قصص من زمن غزة (الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، القاهرة 2013).
كما كتب أبو سيف ثلاث مسرحيات: السيد بيرفكيت (من إنتاج مؤسسة فكرة وإخراج حسين الأسمر)، في شي عم بيصير (من إنتاج مؤسسة فكرة وإخراج إبراهيم المزين)، كل شيء تمام (من إنتاج مؤسسة فكرة وإخراج حسين الأسمر). ويكتب عاطف أبو سيف مقالا أسبوعيا في جريدة الأيام الفلسطينية.
صدر له مجموعة من الكتب البحثية في العلوم السياسية منها: المجتمع المدني والدولة: قراءة تأصيلية مع إحالة للواقع الفلسطيني (الشروق، عمان 2005)، الإتحاد الاوروبي وإسرائيل: الشراكة الناعمة (مركز مدار، رام، الله 2011)، علاقات إسرائيل الدولية (مركز مدار، رام الله+ الأهلية، عمان 2014).