شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس    قوات الاحتلال تفجر منزل الشهيد نضال العامر بمخيم جنين    مجلس الوزراء يبحث توسيع تدخلات غرفة العمليات الحكومية في الإغاثة والإيواء    فتوح يُطلع السفير المصري على آخر التطورات وسبل تقديم الدعم إلى شعبنا في قطاع غزة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,219 والإصابات إلى 111,665 منذ بدء العدوان    "الجدار والاستيطان": الاحتلال يشرع ببناء مستعمرة على أراضي بيت لحم ويخصص 16 ألف دونم للاستعمار الرعوي    الاحتلال يهدم منزلا في دير إبزيع غرب رام الله    الاحتلال يواصل عدوانه لليوم الـ22 على جنين ومخيمها: تدمير واسع في البنية التحتية والممتلكات    16 يوما من عدوان الاحتلال على طولكرم ومخيميها: تدمير البنية التحتية واعتقالات ونزوح جماعي قسري    الرئيس يستجيب لاحتياجات العائلات الفلسطينية التي تحتاج للدعم والتمكين ويجري تعديلات قانونية على منظومة الرعاية الاجتماعية    تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين  

تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين

الآن

كتاب فلسطيني بلا هوية للشهيد القائد (ابو اياد)صلاح خلف

سيظل يوم 13 أيار (مايو) محفورا في ذاكرتي إلى الأبد. ففي هذا اليوم وقبيل إعلان دولة إسرائيل بأربع وعشرين ساعة، فرت عائلتي من يافا لتلجأ إلى غزة، فقد كنا محاصرين: كانت القوات الصهيونية تسيطر على كافة الطرق المؤدي إلى الجنوب، ولم يكن لدينا من وسيلة أخرى للنجاة بأنفسنا إلا طريق البحر. وكان أن أقلعنا، والدي وأشقائي وشقيقاتي الأربعة وعديدون آخرون من عائلتنا، في ما يشبه أن يكون مركبا تحت وابل من القذائف التي كانت تطلقها المدفعية اليهودية المتمركزة في التجمعات المجاورة ولاسيما في تل أبيب.
ولقد سلك مئات الآلاف من الفلسطينيين طريق المنفى في ظروف مأساوية في الغالب، فأما أنا الذي لم أكن بلعت سن الخامسة عشر بعد، فإن الرحيل اتخذ بالنسبة إلي أبعاد يوم الحشر.
فقد أخذني مشهد تلك الحشود من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال الرازحين تحت ثقل الحقائب أو الصرر، متجهين بشق الأنفس نحو أرصفة مساء يافا في عجيج كئيب، وكانت تتخلل صرخات البعض وندب وانتحاب البعض الآخر، انفجارات تصم الآذان.
ولم يكد المركب يرفع مراسيه، حتى سمعنا عويل امرأة، فقد لاحظت أن أحد أطفالها الأربعة لم يكن على المركب، وراح تطلب العودة إلى المرفأ للبحث عنه. إلا أنه كان من الصعب علينا، ونحن نتعرض لنيران المدافع اليهودية الغزيرة أن نعود أدراجنا فنعرض للخطر حياة ما بين مائتين وثلاثمائة شخص بينهم العديد من الأطفال المتراكمين في المركب. ولقد ذهبت توسلات تلك المرأة الباسلة سدى فانهارت باكية، وكنا بضعة أشخاص نحاول تهدئتها مؤكدين لها أنه سيتم إيواء ابنها الصغير بالتأكيد ثم يرسلونه في وقت لاحق إلى غزة. ولكن عبثا، إذ راح قنوطها يتزايد برغم مقالاتنا، وبرغم تطمينات زوجها. ثم إذا بأعصابها تخور فجأة: فتتخطى درابزين المركب وتلقي بنفسها في البحر. وأما زوجها الذي لم يفلح في الإمساك بها، فقد غاطس بدوره، ولم يكن أي منهما يحسن العوم فابتلعتهما الأمواج الهائجة أمام نواظرنا، وأما المسافرون الذين أخذهم الروح فكانوا كمن ضربه الشلل.
ولماذا غادرنا دورنا وأرزاقنا ورمينا بأنفسنا في مغامرة المنفى.. أني لم أكن ـ وأنا الذي يوقر السلطة الأبوية ـ لأطرح المسألة على نفسي في ذلك الحين حتى مجرد طرح. سيما وأني كنت مقتنعا، شأن ذوي، بأنه ليس أمامنا سبيل آخر للإفلات من الموت. فمجزرة دير ياسين وقعت قبيل ذلك بشهر، وزرعت الرعب في نفوس أبناء وطني. ففي 9 نيسان (أبريل) قامت حركة مناحيم بيغن، الأرغون في ليئومي (المنظمة العسكرية القومية) بمهاجمة هذه القرية الوادعة الواقعة غربي القدس وأبادت معظم سكانها: فقتل أكثر من 250 رجلا وامرأة وطفلا لا مدافع عنهم، أو ذبحوا أو دفنوا أحياء، ومثل بالعديد من الجثث بالسلاح الأبيض وبقرت بطون ثلاثين امرأة حاملا.

 

حمل الكتاب المرفق في الاسفل

الملفات المرفقة

فلسطيني بلا هوية.doc
mo

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025