دبلوماسيات يكسرن الصمت
(جيفارا سمارة)
هالهن حجم الدمار والمجازر، وحركتهن مشاهد القتل والدماء إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، للقيام بدور إنساني يتخطى الدور الدبلوماسي، وإنشاء مجموعة أطلقن عليها اسم 'مساعدة اطفال غزة' تعنى بالتعريف بما يعانيه الشعب الفلسطيني من ويلات الاحتلال، وجمع الدعم والتبرعات لأطفال القطاع المحاصر.
خمس نسوة هن زوجات لسفراء ودبلوماسيين يعملون في الضفة المحتلة، (جينا لوند زوجة ممثل النرويج، وشيرلي غارنير زوجة ممثل سويسرا، وسيرينا روميرو زوجة ممثل جنوب افريقيا، ولوريتو ديلريو زوجة ممثل تشيلي، ومانديسا باتيست زوجة الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP)، تعددت أعراقهن، وجمعهن ما وصفنه بـ'ضرورة نشر الوعي عن الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال، خاصة أطفال غزة'.
تقول غارنير: بدأت فكرة إنشاء هذه المجموعة غير الرسمية في شهر تشرين أول المنصرم، بعد ما شاهدناه من فظاعات العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة خلال زيارتنا للجرحى في مستشفيات الضفة، خاصة الاطفال، وجاء تشكيل المجموعة لتكون صرخة في الوسط الدبلوماسي العامل في فلسطين، لنقل معاناة الفلسطينيين إلى العالم.
وتضيف: شكلنا لهذا الغرض صفحة الكترونية على شبكة الانترنت، لتصل إلى العديد ممن نريد ان نوصل صوتنا لهم للالتفات للظلم الواقع على الفلسطينيين، والحصول على الدعم والتمويل اللازمين لتخفيف هذه المعاناة، خاصة لدى الأطفال.
وتؤكد غارنير إن مجرد ايصال حقيقة ما يجري لم يكن كافيا لهن، فشرعن بالبحث عن ما يمكن أن يساعد الانسان في غزة، فكانت الفكرة بالتركيز على الأطفال، خاصة بعد أن كان كل الحديث يتركز على عملية إعادة الاعمار، فوقع الاختيار على جمعية إغاثة أطفال فلسطين في القطاع.
وتشير إلى أن المجموعة والجمعية تسعيان إلى تنظيم ستة مخيمات صيفية، في كل واحد منها، سيشارك نحو 160 طفلا، بكلفة 8 آلاف دولار للمخيم الواحد، وأن المجموعة بدأت قبل نحو شهرين، مساعيها لتجنيد التمويل اللازم لإقامة هذه المخيمات، بكافة السبل الممكنة كتنظيم لقاءات، وجمع مساعدات عبر حفلات استقبال لدبلوماسيين، ومشاركة الفلسطينيين بهذا النشاطات كالتوجه إلى نادي الروتاري في القدس، وإقامة بازار خيري خصص لدعم أهالي القطاع خلال أعياد الميلاد في القدس.
نجحت المجموعة حتى الآن بجمع مبلغ 11 ألف دولار من أصل الـ 48 ألفا المطلوبة، وستنظم حفلا في فندق 'سانت جورج' في القدس نهاية الشهر الحالي لجمع التبرعات، وتبلغ تذكرة الحفل 150 دولارا، وستباع فيه أيضا لوحات لفنانين من القطاع، تقول غارنير.
وتضيف: نعلم أننا سنعود إلى بلادنا خلال بضعة أعوام، لكن لن نترك عملنا في خدمة ما نعتقد أنه حق، هذا على الصعيد الشخصي، لكننا أيضا سنترك وراءنا بذرة ستنبت عملا مثمرا للنسوة الدبلوماسيات اللواتي سيخلفننا في فلسطين.
وتقول باتيست: قررت المجموعة بالفعل دعم مشروعين للجمعية، أحدهما يختص بإقامة مخيمات صيفية تضم أطفالا من ذوي الإعاقة مع أطفال آخرين، إلى جانب إقامة قسم خاص لأمراض السرطان في قطاع غزة، علما أن تجهيز هذا القسم يحتاج إلى 4 ملايين دولار.
وتؤكد أن هناك مبنى قائما للمشروع، لكن يظل المطلوب هو تجهيز القسم، الذي سيحمل اسم الراحلة هدى المصري، زوجة رئيس جمعية إغاثة أطفال فلسطين ستيف سوسبي، مناشدة الأثرياء من الفلسطينيين والعرب المساعدة في إتمام هذا المشروع.