مرشح مدعوم من الجاليات العربية ينافس على موقع عمدة شيكاغو
ألقت منظمات الجالية العربية والفلسطينية في مدينة شيكاغو بولاية الينوي الأميركية بكامل ثقلها لدعم المرشح لمنصب عمدة المدينة جيسوس غارسيا 'تشوي' في مواجهة عمدة المدينة الحالي المدعوم من اللوبي الإسرائيلي 'رحبعام ايمانويل'، الذي يسعى للترشح لفترة ثانية.
وأفادت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير في بيان صحفي، بأن منسق تحالف حركة مقاطعة إسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية سنان شقديح، أوضح أن عددا من قادة المنظمات العربية والفلسطينية في شيكاغو أعلنوا دعمهم المطلق للمترشح 'تشوي'، وقام بعضهم بجمع تبرعات لصالحه، وفقا لما أكده الناطق بلسان شبكة الجاليات الفلسطينية رهيف عوض الله الذي اعتبر أن مشاركة العرب والفلسطينيين وأبناء الجالية الإسلامية بهذا الزخم في هذه الانتخابات مبشرة بحراك أوسع، نحو زيادة التأثير العربي والإسلامي على القرار السياسي الأميركي.
وكشف عوض الله النقاب عن تأسيس منظمة غير حكومية أميركية لتفعيل مشاركة العرب والمسلمين في الانتخابات الأميركية، ويقودها شباب وشابات عرب، منهم الناشطة أحلام جبارة، والناشطون باسم قعوار والمحامي ناصر رشيد، حيث استقال الأخير ويعمل حاليا مستشارا للمرشح 'تشوي'.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي للمجلس الأميركي الفلسطيني الدكتور غسان بركات دعم أبناء الجالية الفلسطينية والعربية للمرشح 'تشوي'، قائلا: نعمل حاليا على توفير عشرات المتطوعين لحملته الانتخابية.
وقال بركات إن إمكانية فوز 'تشوي' قائمة بقوة، مشيرا إلى أن الحملة الانتخابية بحد ذاتها وفرت الفرصة لعشرات المتطوعين الفلسطينيين للتدرب على خوض الحملات الانتخابية، موضحا أن ذلك سيترك انعكاسات مهمة على المشاركة العربية المستقبلي في القرار السياسي الأميركي، خاصة وأن تعداد المسلمين والعرب في الولايات المتحدة يزيد عن تعداد الأقليات الصهيونية التي اعتادت على دعم جرائم إسرائيل.
وأشارت دائرة المغتربين إلى أن المرشح 'تشوي' هو من أصول مكسيكية، ويعد صديقا للقضايا العربية، ونصيرا للقضية الفلسطينية بشكل خاص، ويحتفظ بعلاقات قوية وتاريخية مع الناشطين الفلسطينيين في الولايات المتحدة، حيث أكد اليوم في تصريحات خاصة 'أنه في حال فوزه في الانتخابات القادمة فسيكون لأبناء الجالية العربية مقعد شريك في إدارته'.
وأوضحت أن 'تشوي' يتنافس مع العمدة الحالي الإسرائيلي-الأميركي ايمانيويل، وهو جندي احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسبق له أن خدم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخدم في موقع كبير موظفي البيت الأبيض، خلال ادارة أوباما الأولى، قبل أن يفوز بموقع عمدة مدينة شيكاغو.
ومدينة شيكاغو هي ثاني أهم وأكبر المدن الأميركية بعد نيويورك، ويقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة، ويعمل فيها نحو مليون نسمة، يقطنون معظمهم خارجها.
وحسب بيان الدائرة، يحظى المرشح الإسرائيلي بدعم اللوبي اليهودي المؤيد لجرائم إسرائيل في الولايات المتحدة 'ايباك'، وجمع لحملته لغاية الآن نحو ستة عشر مليون دولار أميركي، معظمها أموال سياسية دفعت من خارج مدينة شيكاغو والولاية، ما سمح له بشن حملة انتخابية كبيرة بمساعدة منظمات علاقات عامة مختصة بالحملات الانتخابية.
وأوضحت أنه على الطرف الآخر تمكن المرشح 'تشوي' من جمع نحو900 الف دولار أميركي، كتبرعات من أبناء جاليات الأقليات العرقية، ومصدرها مدينة شيكاغو، مشيرا إلى أنه رغم الدعم الواضح من مراكز القوى شبه الحكومية، ومن الحزب الديمقراطي، والطاقة المالية للمرشح الإسرائيلي إلا أن فرصة المرشح 'تشوي' قوية وأسهمه في تصاعد مستمر بين الناخبين المحتملين، حيث تفيد آخر استطلاعات الرأي بحصوله على نحو خمسة وثلاثين بالمائة من أصوات الناخبين المحتملين مقابل أربعين بالمائة للمرشح الإسرائيلي، فيما توزعت الأصوات المتبقية على مترشحين آخرين، وهذا إن جرت الانتخابات في موعدها في الرابع عشر من آذار المقبل.
وبينت الدائرة في بيانها، أن قوانين انتخابات مدينة شيكاغو تنص على إجراء دورة ثانية من الانتخابات بعد شهرين، إن لم يحصل أي مرشح على أكثر من خمسين بالمائة من الأصوات، فيما يأمل أنصار 'تشوي' بأن ينجحوا رغم قلة الإمكانيات في خوض الدورة الثانية، حيث تبدوا فرص مرشحهم قوية على ضوء تشتت الأصوات في الدورة الأولى.
وأشارت إلى أن 'تشوي' يخوض الانتخابات وفقا لبرنامج من ثلاث نقاط، يصب لصالح الطبقتين المتوسطة والفقيرة وأساسه الإصلاح المالي والتعليمي، ومواجهة أرقام الجريمة المتصاعدة في المدينة، والتي حاول العمدة الحالي اخفاءها عبر التلاعب في الأرقام الأمنية.
ويطرح 'تشوي' استراتيجية لتحسين التعليم، وافتتاح مدارس مقابل قيام العمدة الحالي بإغلاق نحو خمسين مدرسة في الأحياء الفقيرة، علما أن المدارس تخضع لسلطة البلديات في الولايات المتحدة الأميركية.