المذبوح يطلع على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين المحتجزين في مقدونيا
تفقد سفير دولة فلسطين لدى بلغاريا أحمد المذبوح، اللاجئين الفلسطينيين المحتجزين في مركز الحجز بمنطقة غازي بابا في العاصمة المقدونية سكوبيا، واطلع على أحوالهم.
وقدم مدير المركز شرحا للمذبوح الذي يعتبر أول سفير يدخل الحجز، عن الوضع القانوني للمحتجزين، مبينا أنهم لا يعتبرون متهمين إنما شهوداً على المتهم بتهريبهم وهو في الغالب يكون سائق السيارة التي كانوا فيها لدى ضبطهم، لذا يستمر احتجازهم لفترة طويلة إلى أن تنتهي محاكمة المهرب.
وقال لدى لقائه السفير المذبوح، إن المحتجزين يحصلون على ثلاث وجبات من الطعام يوميا، ويعاملون معاملة حسنة.
وأبلغ السفير المذبوح الفلسطينيين الموجودين في المركز وعددهم عشرين شخصا، أن وجوده يأتي بطلب من القيادة الفلسطينية للمحاولة في حل المشاكل التي وقعوا فيها خلال نزوحهم إلى أوروبا نتيجة الأوضاع في سورية، وللتخفيف قدر المستطاع من ظروف الحجز وتحسين الغذاء الذي يقدم لهم، وإطلاق سراحهم من المركز.
وأطلع اللاجئون المحتجزون السفير على الظروف الصعبة داخل المركز، وعدم السماح لهم بالخروج إلى الهواء الطلق لفترة طويلة، إضافة إلى أن الطعام الذي يقدم لهم غير كافي، واشتكوا من أحد الحراس الليليين الذي يعاملهم معاملة سيئة.
وطالبوا بتقصير مدة نظر المحكمة للقضايا التي هم شهود فيها، علما أن الفترة الزمنية المنصوص عليها في القانون لا يجوز أن تتجاوز الشهر الواحد، إلا أنهم يمكثون في مركز الحجز لأكثر من ثلاثة أشهر، متطرقين إلى المشاكل المرتبطة بسوء الخدمات الصحية في المركز.
وفي نفس السياق، وضع السفير المذبوح رئيس دائرة العلاقات الثنائية، ورئيس مديرية الشؤون القنصلية في الخارجية المقدونية، ورئيس حرس الحدود المقدوني ونائبه، ومساعد وزير الداخلية، ونائب رئيس بلدية منطقة غازي، في صورة التطورات على الساحة الفلسطينية، مشددا على أهمية تحسين ظروف الحجز في مركز غازي بابا، وتقديم الطعام المناسب والعناية الطبية للمرضى.
وحث السلطات العمل على تقصير مده النظر بالقضايا المتعلقة بالمحتجزين الذين هم شهودا وليسوا متهمين فيها، مشيرا إلى أنه لا يحق للسلطات تقييد أو منع حركة الشهود إلا بقرار من المحكمة وبالتالي يجب إطلاق سراح المحتجزين جميعا وعلى الفور.
من ناحيته، تطرق ممثل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في مقدونيا محمد عريفي، إلى الحالات الإنسانية التي تتطلب علاجا سريعا، وكذلك على موضوع التغذية، إضافة إلى مناشدته للتدخل كمؤسسة دولية للضغط على الجهات الحكومية المعنية للإفراج عن المحتجزين اللاجئين.
كما واجتمع السفير المذبوح مع السكرتير الدائم للصليب الأحمر المقدوني في سكوبيا سوزانا باونوفسكا، ووضعها بصورة الوضع في مركز الحجز، وطلب تدخلها لإدخال بعض الحالات المرضية للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وأطلع المذبوح القائم بأعمال السفارة القطرية في مقدونيا، على أوضاع المحتجزين في مركز (غازي بابا)، وطلب تدخله لدى السلطات المعنية من أجل إطلاق سراحهم، خاصة وأنهم السفارة العربية الوحيدة الموجودة في مقدونيا.
واجتمع السفير مع وفد منظمة (هيومان رايتس ووتش) الذي جاء خصيصا لزيارة مركز الحجز (غازي بابا)، وسمح لهم بلقاء مدير المركز فقط دون التحدث مع المحتجزين، فيما أطلعهم المذبوح على ظروف الحجز، وطالب تدخلهم للمساعدة في إطلاق سراح المحتجزين هناك.
وفي وقت لاحق، عاد المذبوح الطفل المصاب محمد حسن حافظ (من أم فلسطينية وأب سوري) الموجود في مركز إعادة التأهيل في مدينة أوخريد، الذي أصيب برصاص الشرطة قبل عدة أشهر في مقدونيا، ما أدى لإصابته بشلل نصفي، واطمأن على صحته، وتحدث مع الطبيب المعاين له لمعرفه وضعه واحتياجاته، وتبين بأن الطفل محمد بحاجة إلى 'كارسيت' طبي ليتمكن من الوقوف ومحاولة البدء بالمشي لكن لا يوجد إمكانية للمستشفى لتأمينه.
وتواصل السفير مع ممثل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين لتأمين المستلزمات العلاجية للطفل، ولقي تجاوبا سريعا من الممثل الذي وعد بتأمين ما يلزم بأسرع وقت.