خيام الفراحين
(يامن نوباني)
'كان لي هنا بيت، صار لي هنا خيمة، أنا وأطفالي نستحق الحياة ونحبها، وغزة أيضا تستحق الحياة'، بهذه العبارة وصف المواطن الغزي عوني أبو دقة، أوضاعه في الخيمة التي يقطنها مع أبنائه، بعد أن دمر الاحتلال منزلهم.
يعيش أبو دقة مع زوجته وأطفاله الخمسة، إلى جوار أشقائه الستة، كل واحد في خيمة، بدلاً عن بيته الذي دمر في العدوان الاسرائيلي الأخير، في حي الفراحين، إلى الشرق من خان يونس، في بقعة صغيرة تحولت بفعل الخيام المتجاورة إلى ما يشبه المخيم الصغير، تقطنه 35 عائلة.
يقول أبو دقة لـ'وفا': نعيش منذ أن انتهى العدوان في خيام تالفة ومتسخة، ولا تتعدى مساحة الواحدة منها (4*4)، وتضم من 7-10 أشخاص.
وأضاف: لم اتخيل يوماً أن أعيش في ضيق كهذا، وهذه أول مرة في حياتي أقطن فيها خيمة، بعد أن كان لي بيت بمساحة 165 مترا، نشعر أننا على كوكب آخر، فأبسط الخدمات معدومة، المياه شحيحة، والتيار الكهربائي متقطع.
وخلّف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الصيف الماضي، أكثر من 2200 شهيد، ودمر ما يقارب 90 ألف منزل بشكل جزئي وكامل، وشرد أكثر من 600 ألف مواطن، حسب تقديرات الأمم المتحدة، في نزوح داخلي، اعتادت عليه غزة خلال كل عدوان إسرائيلي، لكنه كان هذه المرة أكبر وأكثر تعقيدا.
تأخر إعمار غزة، ولم تصل أموال المانحين التي أعلن عنها في مؤتمر إعادة الإعمار، الذي عقد في تشرين الأول من العام المنصرم في القاهرة، برعاية مصرية ونرويجية، وتعهد المانحون بتقديم مساعدات 'قيمتها قرابة 5.4 مليار دولار للفلسطينيين، نصفها ستخصص لإعادة إعمار غزة'.
وقبل أيام قليلة تفاقمت الأوضاع المأساوية، بعد إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، وقف المساعدات لمشردي العدوان الأخير، ما ولّد حالة من الغضب والسخط لدى المستفيدين من خدماتها.
ويضيف أبو دقة: نحمد الله على نجاتنا من القصف الإسرائيلي، لكن لم نتوقع يوما ان نبقى مشردين بلا منازل، وبهذه التعاسة. يسألني أطفالي الصغار: متى سنعود لبيتنا، فأشعر بالحزن لأني لا أملك الإجابة، يُشعرني الأطفال أني مسؤول عما نحن به، عن الخيمة التي أصبحت عنواننا الجديد.