قصص من خيمة الاعتصام - محكوم 9 مؤبدات وامضى 9 سنوات في العزل
زوجة الشيخ جمال ابو الهيجاء : رغم الخطر على صحته لن يتراجع عن الاضراب حتى خلاصه من مقابر الاحياء
جنين –تقرير علي سمودي-
لم يعد يغمض جفن لعائلة الاسير الشيخ جمال عبد السلام ابو الهيجاء بعدما اكد المحامي تدهور حالته الصحية واصراره على مواصلة معركة الامعاء الخاوية التي بداها في عزله في زنازين سجن "نفحة" مع رفيقه احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية منذ 27-9 ، وتقول زوجته المحررة اسماء ابو الهيجاء "يوميا نعيش واقع معاناةزوجي الذي يعانياساسا من عدة امراض خطيرة غالبيتها نجمت عن ظروف اعتقاله وخلال عزله ، وحالته لا تحتمل المزيد من المضاعفات ، ولكن ادارة السجون تمارس بحقه منذ اعتقاله كل صنوف القهر والظلم التي حولت حياته لجحيم وبالتالي هناك خطر حقيقي يتهدد حياته ، وما زالت مؤسسات حقوق الانسان عاجزة عن القيام باي شيء لحماية اسرانا ".
وضع صحي خطير
وبين خيمة الاعتصاموالصليب الاحمر والمشاركة في الفعاليات التي ينفذها نادي الاسير ولجنة الاسير واللجنة الشعبية في جنين،واضرابهاعن الطعام تضامنا مع زوجها ، تمضي المحررة ابو الهيجاء اوقاتها مستصرخة الجميع التحرك قبل فوات الاوان ، وتقول " يؤلمنا ان حركة الاستجابة للفعاليات لا زالت محدودة رغم المخاطر التي تحدق بالاسرى المضربين ، اسبوعين كاملين من الصبر والصمود والتحدي رغم المعاناة لذلك نامل ان يكون هناك تحرك ودعم اكبر لمنع ادارة السجون من الاستفراد بهم ، فهم يواصلون عقابهم والانتقام منهم "، وافاد المحامي رامي العلمي انه لدى زيارته للشيخ جمال في زنزانته في سجن نفحة بدت عليه علامات الاعياء والتعب ، واضاف "الشيخ يعاني من ظروف صحية صعبة للغاية حتى أنه لا يستطيع الوقوف على رجليه من شدة الاعياء، وهناك خشية على حياته، خاصة أنه ابلغني اصراره على مواصله إضرابه المفتوح عن الطعام احتجاجًا على ظروف عزله القاسية وللمطالبة بإنهاء سياسة العزل الانفرادي للأسرى.
عقاب فوق العقاب
واكد المحامي العلمي "للقدس"، ان ابو الهيجاء فقد 5 كيلو من وزنه ، ولم تكتفي الادارة بوضع ورفيق زنزانته سعدات ، بل اقتحمت زنزانته الانفرادية بعد خوض الإضراب وصادرت كل الأدوات الكهربائية منها والملابس الخاصة به، وتعمدت تركه دون تقديم علاج له بعد أن تراجعت صحته وما زالت ترفض ادخال لجنة طبية لفحصه ،اما رفيقة دربه التي اكتوت بالم السجنفانتزعت من بين ابناءها وانضمت لزوجها في الاسر وهي مريضه ، وتقول " ادارة السجون تعاقبه فوق عقابه القاسي وكان حياته وكل الاسرى ليس لها ثمن ، ولكن نؤكد اننا معهم وكل يوم نصوم انا وابنائي من اجل الشيخ وكل رفاقه الاسرى الذين ندعوا لهم بالانتصار ".
الصغيرة ساجدة
اما الصغيرة ساجدة 14 عاما ، فهي الاكثر تاثرا بوضع والدها ، ويوم الاحد احتجزت على بوابة السجن ومنعت من زيارة والدها ، وفور عودتها اضربت عن الطعام ليوم ، وشاركت مع ابناء الاسرى في مسيرة الشموع لحرية والدها وكل المعتقلين ، حملت صورته وارتسمت على عينيها معالم الحزن والالم وهي تقول " الى متى سابقى اخاطب صورة والدي ويحرمني الاحتلال عناقه وحنانه وحتى زيارته ؟ ، لاطعم لحياتنا في غياب ابي الذي يغيبه الاحتلال عن منزلنا وعن لحظة اجتماعنا في كل المناسبات ، فمنذ ولادتي لا اذكر رمضان واحدا قضاه ابي معنا ، فهو اما مطارد او جريح او معتقل ، وعلى مدار السنوات العشر الماضية فرق الاحتلال شملنا ، فلم يكن ابي الغائب الوحيد عناات ، فاتذكر في عامي 2002-2003 ، اني امضيت رمضان دون ابي وامي واخوتي لانهم جميعا كانوا في السجن، ومنذ اندلاع انتفاضة الاقصى لا ياتي عيد او رمضان او مناسبة الا وابي وعدد من اشقائي خلف القضبان ، لذلك فحياتناصور من الاحزان المتواصلة والتي لا تنتهي .
لحظات مؤلمة
تقاوم ساجدة دموعها ، وهي تحدق في صورة والدها وتتابع حديثها " لم انام خلال اليومين الماضيين بسبب قلقنا على وضع ابي منذ اعلان الاضراب امضيت لحظاتي احصي الدقائق والثواني بانتظار الموعد المحدد من قبل ادارة السجون لزيارة ابي ولكن سرعان ما تحولت لحظات الفرح والسعادة بعد وصولي للسجن لالم ودموع فقد منعوني من رؤيته وابلغونيان زيارتي تشكل خطر على الامن الاسرائيلي لان والديمعاقب بسبب الاضراب عن الطعام "، واضافت زوجته "انه قرار ظالموغير مبرر وغير قانوني وغير منطقي فاي خطر تشكله زيارة طفلة لوالدها ولكن ما نتعرض له من ممارسات هدفه الضغط على والديوالانتقام منا ومنه ليستمر عزله وحرمانه من التواصل مع اسرته ولتضييق الخناق عليه وكان احتجازه في العزل وحرمانه من كافة حقوقه وخاصة الاتصال مع باقي الاسرى والعالم الخارجي غير كافي في نظر الاحتلال لتمنع حتى طفلتنا الصغيرة من رؤية والدها فاين هي حقوق الانسان ؟ واين هي المؤسسات المتباكية على حقوق الانسان وزوجي تسلب ابسط حقوقه ؟.
الشيخ في سطور
وفي لحظات تمضي ببطء ، لا تملك الزوجة الصابرة والابناء سوى الصلوات والدعاء لله ليفرج كرب كل الاسرى وزوجها الذي عاش لوطنه وقضيته ويعتبر من رموز القضية والوطن ، تتذكره في خيمة الاعتصام وتقول " ينحدر من عائلة مناضلة من قرية عين حوض قضاء حيفا عقب النكبة لجات لمخيم جنين وولد هناك في25/11/1959 ، وبعد النجاح في الثانوية تخرج من الكلية العربية إعداد المعلمين في عمان سنة 1980 وقام في التدريس في اليمن مدة سنتين ثم في السعودية مدة عشر سنوات حتى عاد للوطن"، وتضيف " منذ صغره كان يحمل الدعوة وراية الجهاد ، فالوطن يعمر قلبه وفلسطين والتضحية في سبيلها حياته ، لذلك أعتقل عدة مرات بتهمة تاسيس وقيادة حركة حماس ، كان له دور مميز في الانتفاضة الاولى ".
الانتقاضة الثانية
تعجز ام العبد عن احصاء عدد مرات اعتقال زوجها لكنها تؤكد ان السجن نال من عمره قبل اعتقاله الاحير 15 عاما ،لم ينال من عزيمته وتجسد دوره في قيادة حركة حماس مع اندلاع انتفاضة الاقصي ، وتقول " طاردته سلطات الاحتلال على مدار ثلاث سنوات قصف بيتنا وبعدها بشهراحرق الجنود البيت بالكامل ، واستمروا في محاولة اغتياله وبترت يده في إجتياح شهر اذار عام 2002 من جراء إصابته في رصاص دمدم ورصاصة اخرى في الصدر ، ورفض ان يسلم نفسه حتى اعتقل في 26/8/2002 في عملية خاصة وحكم بالسجن المؤبد 9 مراتاضافة لعشرين سنة بتهمة قيادة كتائب القسام "، وتضيف " منذ اعتقاله يقبع في العزل الإنفرادي الذي يجري تمديده كل 6 شهوربذريعة انه يشكل خطر على الامن الاسرائيلي لكنه سلاح يعاقبونه به ليعيش العذاب في كل لحظة " .
كل العائلة في السجن
في مسيرة الشموع ، شاركت الزوجة ام العبد وكريمتها المحررة المحامية بنان وطفلتها المولودة الجديدة تقى التي لم يراها جدها الاسير ومعهم ساجدة وجميعهم هتفوا مع اهالي الاسرى بنداء الحرية والتضامن مع المضربين ، وقالت كريمته بنان " تزوجت واصبح لدي طفله وامنيتي ان اعيش مع ابي ، منذ ولادتي وانا محرومة منه مطاردة واعتقال واستهداف وبعد اعتقاله اعتقلوني ايضا ، ومرت علينا فترة كل العائلة بالسجن ، اخي الاكبر عبد السلام امضى سبع سنوات وإعتقل في معركة مخيم جنين في 11/4/2002 ، امي إعتقلت في تاريخ 11/2/2003 وأمضت 9شهور إداري، اخيعاصم أمضى ثلاث سنوات إداري و عماد الدين إعتقل مرتين وأمضى في كل إعتقال مدة سنة ، واعتقلونيفي 7/6/2007 للتحقيق ورغم ذلك ، ما زلنا صابرين وكلنا امل ان تنتهي محنه العذاب والاعتقال عنا ويجتمع شمل عائلتنا لنعيش ككل البشر "، واضافت " فلا يوجد في حياتنا سوى الالم بسبب وضع ابي ، وعندما حاولنا البحث عن فرصة فرح لم تكتمل ، فعندما تزوجت ورزقت بطفلتي تقى بكيت لغياب ابي ، وعندما جرى زفاف اكبر اخواني عبد السلام لم نتوقف عن البكاء لغياب ابي ، كيف فرح الانسان وهو محروم من والده ؟".
صرخة ونداء
ومع اتساع نطاق الاضراب ، وتدهور الحالة الصحية للشيخ ابو الهيجاء وجهت كريمته ساجدةمن خيمة الاعتصام صرخة لكافة المؤسسات للتحرك لانقاذ حياة المضربين ، وقالت "رغم الخطر على صحته اكد والدي انهلن يتراجع عن الاضراب حتى خلاصه من مقابر الاحياءالتي يعاني فيها من الامراضالضغط وقصر النظر واللحميات حول عينيه وبتر يده اليسرى ومرض جلدي من رطوبة الزنزانة وروماتيزم دون علاج "، واضافت من اعماق قلبي الذي يسكنه الحزن منذ سنوات بعيدة اتامل في الضمائر الحية في العالم تلمس معاناتي كطفلة لا تطلب اكثر من اخراجوالدها من العزل وعلاجه ، فالعمر يمضي وياتي رمضان وخلفه الاعياد ونحن محرومين من والدنا فاي قانون او شريعة تجيز ذلك ان حلمي الوحيدان ارى ابي وازوره ككل ابناء الاسرى حتى تنجح صفقة التبادل وتحررهم ،فالى متى سابقى محرومة منه ؟ وهل سابقى اخاطب صورته للابد ؟ .