أفظع من الارهاب

قضت محكمة مصرية اعتبار كتائب القسام التابعة لحماس منظمة ارهابية، وفي اللحظة التالية لهذا الحكم اتصل بي عدد كبير من وكالات الانباء  الفلسطينية والعربية والدولية وبعض المواقع التابعه لحماس نفسها للتعقيب على هذا الحكم ، اذكر منها وكالة الاناضول ووكالة الانباء الصينية (شينخوا) وصحيفة المستقبل وغيرهم الكثير ولكنني رفضت الادلاء  باي تصريح حول هذا الموضوع ، وكذلك فعل زملائي الناطقين.

السبب الرئيسي للموقف الذي اتخذناه هو الجهود المبذولة لتوجه وفد من منظمة التحرير الى غزة للمصالحة ؟؟؟ ولرغبتنا في تهيئة الاجواء على الاقل من طرفنا ، على امل نجاح مهمة الوفد والتخفيف من معاناة اهلنا في القطاع،  واعادة الاعمار وغيره من القضايا المعطلة ، فلم نتعامل بانتهازية او استغلال للموقف على قاعدة الخصومة السياسية. 

لكن قيادات حماس كانت ومازالت تواصل حملتها الاعلامية من السباب والشتائم والتخوين التي لم تتوقف لساعة واحدة ضد حركة فتح ورموزها وشخص الرئيس ابو مازن الذي يخوض معركة وطنية كبيرة ووقفوا مع الاحتلال في ذات الجهة.

من هذه التصريحات ما قالة اسماعيل الاشقر النائب عن حماس في المجلس التشريعي عن وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الاخ عزام الاحمد المنوي توجهه الى غزة (ان الوفد مكون من كذابين ودجالين وغير مرحب به للقدوم لغزة ) ( موقع دنيا الوطن ) بالرغم من ان الوفد من قادة الشعب الفلسطيني ومناضليه المحترمين ، وما قالة محمود الزهار بان من اوصل المعلومات للمحكمة المصرية لتأخذ هذا الحكم هم عناصر من فتح والامن الوقائي وهم عملاء هاربين من غزة كما تحدث ل( فضائية الجزيرة ) ولايسمح المقال او المقام بذكر جميع تصريحات قيادة حماس بهذا الصدد وهذا اليوم .

في اليوم التالي لصدور الحكم ارسل لي احد الاصدقاء خبرا منشورا على مواقع حماس وعلى صفحاتها الالكترونية منسوب لي بانني وباسم حركة فتح رحبت بالقرار الصادر عن المحكمة المصرية وايدته واضفتُ عليه !!!.

انطلقت ماكينة كتاب حماس بكتابة المقالات للتعليق على ما ماجاء في الخبر ( المزور)  طبعا ، حول موقفنا من الحكم و(بأسلوبهم المحترم !!) وكذلك فعل اعضاء حماس بالتعليق على شبكات التواصل الاجتماعي باسلوبهم (المحترم !!! ) وهنا اسأل :هل هذه اخلاق شعبنا؟ وهل هذه اخلاق المسلمين ؟ وهل هذه اخلاقيات المقاومة؟ حاشى لله ، اذن فباي اخلاق تتصفون ؟

قد يستغرب البعض ما اقوله ؟! وهنا اسأل : هل هذه اول مرة تقوم بها حماس بذلك ؟ الجواب بالتأكيد لا لأنها قامت بما هو اسوأ من ذلك، فمن استباح حرمة الدم ونفذ انقلاب راح ضحيته مئات الشهداء والجرحى وبيوت مهدمة يفعل ذلك ؟ ، من قام بالتحالف مع قوى اقليمية على حساب مصالح ودماء ابناء شعبنا يقوم بذلك ؟ من اقسم على تبعيته لجماعة الاخوان المسلمين ووضع اولويات الجماعة على حساب مصالح شعبنا يقوم بذلك ؟ فحماس فعلت افظع من مجرد تزوير خبر الذي هو ايسر فعل عندها.

في يوم ما انتحلت حماس اسمي على صفحة التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) ونسبوا مواقفا لي ، لم انطق بها  اطلاقا ، ليسارع الناطق باسم حماس بالرد على هذا التصريح المزور الموجود على الصفحة المزيفة ! هنا أسالهم:  الهذا الحد ؟ هل هذا مباح ؟ هل هذا حلال ؟ هل هذا تفسيرهم لقوله صلى الله عليه وسلم (الحرب خدعة) واذا كان ذلك فمن هو العدو  عند حماس؟! هل هو كل من لا ينتمي لها  ( وللاخوان المسلمين ) كما جاء في ادبياتهم ام انهم يقومون بذلك تفسيرا لقاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) طبعا وهذا تفسير خاطئ ولامجال لنقاشه هنا.

نعود الى الحكم الصادر عن محكمة الامور المستعجلة المصرية بحق كتائب القسام واعتبارها جماعة ارهابية ، ونناقش هذا الحكم على مستوين مصري وفلسطيني.

مصريا لماذا لم تحكم المحكمة المصرية هكذا حكم على سرايا القدس التابعة للجهاد الاسلامي ؟ أو كتائب ابو علي مصطفى او الكتائب الوطنية او كتائب شهداء الاقصى او لجان المقاومة الشعبية ؟ ولماذا لا يوجد ملف او مجرد طرح لهكذا موضوع على القضاء المصري؟

استمعنا الى المبررات المصرية ، ولمن من يدعي سيره على هدي الرسول محمد صلى الله علية وسلم الذي قال (اتقوا مواطن الشبهات ) فما بالكم واعلام حماس مسخر ضد الرئيس المصري المنتخب والجيش المصري.

من رفع شعار رابعة في مسيرات القسام وهل هذا تدخل بالشأن المصري ام لا ؟ 

من المتهم باقتحام السجون بالسلاح  واخراج  المحكومين منها ؟ من حفر وشغل واشرف على الاف الانفاق على الحدود الفلسطينية المصرية ؟ 

هل جماعة الاخوان المسلمين اهم من الشعب الفلسطيني حتى يتفاخر قادة  حماس بالتبعية لها  وانهم جزء منها حسب ميثاقهم  ؟ 

من حضر اجتماعات قيادة التنظيم الدولي للجماعة في لاهور واسطنبول للتآمر على الشعب المصري والثورة المصرية والجيش المصري ، وهل هذا تدخل ام لا؟  ألا يضرب هذا التدخل مصالح الشعب الفلسطيني ويضر بعلاقتنا مع الأشقاء العرب ؟

يعرف الارهاب انه ( أي عمل يهدف إلى ترويع فرد أو جماعة أو دولة بغية تحقيق أهداف لا تجيزها القوانين المحلية أو الدولية) وهنا نسأل في الشق الفلسطيني من معالجتنا : ما ذا يسمى اعمال كتائب القسام بحق حركة فتح واهلنا في قطاع غزة.

من الذي نفذ الانقلاب ؟ 
من الذي قصف المنازل على رؤوس ساكنيها؟ 
من الذي قتل سميح المدهون وقطع جثته ؟ 
من الذي قتل ابو المجد غريب وعائلته وأصدقائه بعد اعطائهم الامان ؟ 
من الذي اطلق الرصاص على مسيرة احياء ذكرى استشهاد ابو عمار وقتل العشرات وجرح المئات ؟  
من الذي فجر منازل العشرات من قيادات فتح ؟ 
من الذي احرق منصة احياء ذكرى الشهيد ياسر عرفات ؟ 
من الذي اقتحم ودمر وحرق البنوك ؟ 
من الذي قطع الارجل واطلق الرصاص على الركب وطيرها ؟ ومن الذي يسيطر على غزة بقوة السلاح ؟ 
من يبعث رسائل التهديد الى قيادات فتح و الوزراء ؟
انها حماس المسيطرة على غزة بالقوة ، تستحكم بحياة الناس ، ولا تحكم بمحبتهم وارادتهم ، ولا بعدل عمر كما يدعون ؟

ينطبق تعريف مصطلح الارهاب على افعال وجرائم حماس في غزة ، وما جرائمهم المرخصة بفتاوى التخوين والتكفير الا اشد مضاضة من الارهاب.

يحق لاي دولة ذات سيادة في العالم تحديد المخاطر المهددة لامنها وكذلك مصر ودول الخليج التي قضت بان جماعة الاخوان المسلمين ارهابية.

كتب المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف