صابر.. تخرج من العربية الأمريكية منذ عام وعاد عاملاً في أحد مبانيها
إسلام باسم- اختلفت الأيام "وجار الزمان" وتغير الحال على صابر أبوعرة من بلدة عقابا قضاء طوباس؛ فاعتاد أن يستيقظ مبكرا متأنقاً متعطرا صبيحة كل يوم على مدار 4 سنوات درس فيها درجة البكالوريوس في التربية الابتدائية في الجامعة العربية الأمريكية بجنين واليوم عاد إليها مبكرا نعم لكن ليس متعطراً ولا متأنقاً بل بثياب عامل بأحد مبانيها قيد الإنشاء، وينظر لكليته من بعيد ويتذكر نفسه طالباً بأحلام عانقت السماء، يتلفت بساحتها وبضحكات طلابها ويحادث نفسه: يوماً ما كنت سعيدا فرحا طموحا.
وبصوت يتخلله التنهد والكلمات المثقلة بوجع تبدد أحلامه وانكسار طموحه؛ قال صابر:" في الثانوية العامة كانت أسرتي تقول لي "كلها هالسنة اتعبها بعدين بتتريح" نجحنا في "التوجيهي" ودخلنا الجامعة وتخرجنا بعد مشقة وعناء لأجد أن الواقع معاكس تماماً.
في السادس والعشرين من شهر أيار/مايو 2014م تخرج صابر فكانت بداية لخطوة جديدة في حياته وأملاً لبناء مستقبله؛ واسترجع تلك اللحظات قائلاً: "كان حلمي أتخرج "وأتريح" كما قال لي أهلي، لكن للأسف واقعنا صعب جدا والبطالة متفشية، فاضطررت للعمل في جامعتي عاملاً لأسس نفسي من المتاح.
هدأ للحظة وأكمل بعد تنهدات الحديث:" تخرجت بثلاث سنوات ونصف وبتقدير جيد جدا وبمعدل 3.2 من أربعة، لأكون أول خريج تربية في الجامعة العربية الأمريكية وأول عاطل عمل فيها، اجتهدت في جامعتي على المستوى الأكاديمي والتفاعلي وكنت رئيس نادي التربية طوال دراستي وكانت طموحاتي وما زالت عالية لكنها تراجعت بفعل واقعنا المرير".
تساءلنا عن شعوره عند ذهابه إلى الجامعة التي تخرج منها ليعود لها كعامل بناء فأجاب صابر:" آخ آخ ! إحساس مدموج بالقهر والحزن، فيوماً ما كنت هنا طالباً متأنقا، أحضر محاضراتي بانتظام وأدرس فروضي وأجتهد لأنال درجة ممتازة لتساعدني في وظيفتي، واليوم بعد عام على تخرجي أعود للعمل في جامعتي كعامل بناء أنظر لطلبة أحلامهم تبرق بعينيهم كما بسمتهم تنصع بين شفاهم لمستقبل يتوقعونه مشرقا ناصع البياض.
وأضاف: "أكثر من عام على تخرجي لم اترك باب مدرسة حكومية ولا خاصة إلا طرقته لكن من دون جواب كأن الوطن أغلق أبوابه أمام أبنائه ليشجعهم بطريقة أو بأخرى للهجرة للبحت عن فرص عمل تتناسب والمؤهل العلمي؛ لكننا صابرون لآخر نفس في أرضنا ونربي الأمل" يقول صابر.
وناشد أبوعرة الحكومة لإيجاد حل شامل للبطالة من خلال توفير فرص عمل للخريجين ووضع خطة استراتيجية لاستيعاب كل المتعلمين في الدولة، وتوعية الناس حول التخصصات المطلوبة في السوق من خلال تنوع الالتحاق بالتخصصات وعدم التركيز على تخصص دون آخر.