"أم خالد": "تبادل" يخلط أحزان قلبها بأفراحه!
طوباس -ألف -عبد الباسط خلف:
جدد نشر قائمة أسرى الحرية الذين سيفرج عنهم في صفقة التبادل أحزان الحاجة طرب نمر شحادة الشاويش (70 عاماً). فتشت في قوائم الأسماء بمساعدة أحفادها، لعلها تعثر على واحد من أبنائها الثلاثة لكن دون جدوى.
تقول بدموع لا تتوقف عن الجريان، وبصوت يسيطر عليه الإنهاك: واسيت نفسي، وقلت أنني سأرى ابني خالد المشلول في القائمة، والمحكومة عشرة مؤبدات، لكنني لم أجده. فاتصلت على المسؤولين في غزة، وسألتهم عن خالد، فقالوا لي إن كل أسرى سجن الرملة سيفرج عنهم، وأن خطاً في الترجمة قد وقع، وستسمع أخباراً طيبة.
لم تتوقف مساعي الشاويش بحثاً عن ابنها خالد، فاتصلت بالتلفزيون الفلسطيني، وبإذاعات محلية، وتطلق اليوم عبر(ألف) نداء اللحظة الأخيرة للقادة في مصر ولزعماء حركة حماس، كي يدرج اسم ابنها في الصفقة؛ نظراً لوضعه الصحي الصعب.
تقول: نسيت ناصر، المحكوم خمسة مؤبدات متراكمة، ومحمد الأسير 11 سنة في النقب، وأجلت دموعي على ولدي موسى الشهيد، وكل ما أتمناه الآن أن يطلق سراح خالد المشلول من سجنه، لنعالجه، ونقف إلى جانبه. ولم أصدق أنهم نسيوا وضع اسم ابني مع الأسرى المفرج عنهم. ولم يبق لي غير ولدين بجنبي، وأدعو الله أن يفرج كرب كل أسرانا، لكن ما يكسر ظهري ابني المريض في سجن الرملة، والذي لا أستطيع زيارته، ولا الحديث معه.
تتابع بنداء جديد لرئيس الوزراء المصري عصام شرف، لكي يتدخل ويطلق سراح ابنها، في صفقة التبادل؛ لأنها لا تستوعب أن لا تشمل عملية التبادل واحداً من أولادها على الأقل: " ما في عقل يستوعب أن ينسوا إضافة أسم أسير مشلول، ومعه أخوة اثنين في السجون، واحد منهم مؤبدات، وله أخ شهيد."
وعبثا تحاول كلمات المواساة أن تساند أم خالد، أو زرع الأمل في قلبها المحترق، فهي تعرف أن الدفعة الثانية من أسرى الصفقة، لن تشمل على أصحاب المؤبدات. وتخشى أن يصل إليها القدر، قبل أن تضم ولدها إلى حضنها، وتشاهد أحفادها: قتيبة، وعناد، وأنصار، وتسنيم، يخففون من ألم والدهم المشلول، ويقفون لمساعدته بعد أن أرجعه رصاص الاحتلال الذي يستقر في جسده لطفل رضيع يحتاج إلى رعاية أولية.
فيما خطت انتصار الشاويش، رسالة قبل صفقة التبادل إلى ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكي، قائلة أنها تفقد ثلاثة من أخوتها خالد وناصر ومحمد، في سجون الدولة التي ترعاها إدارة زوجها، ولا يسمح لأحد من أقربائهم في الوصول إليهم ومعانقتهم، كما يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب والعزل والحرمان، رغم جراح خالد البالغة. وتجدد رسالتها ورسالة أمها لرئيس وزراء مصر عصام شرف، الدولة التي تدير صفقة التبادل، كي يخفف من أحزان العائلة قليلا.