ندوة في جامعة روان في فرنسا حول الهُوية والتعددية في شعر درويش
أقيمت في جامعة روانRouen في النورماندي شمال غرب فرنسا نـــدوة أدبية مخصصة للشاعر الفلسطيني الكبير محمّود درويــــــش تحت عنوان: (الهوية والتعددية في شعر محمود درويش)، وهي الأولى من نوعها للبحث في أدب وشعر الراحل درويش في فرنسا، وسابقة في الجامعات الفرنسية.
وشارك في الندوة فؤاد العروسي الأستاذ في جامعة روان، وصالح سروجي الاستاذ في جامعة بايروث في ألمانيا، ورابعة حمّــو الأستاذة في المعهد الوطني للغات والحضارات في باريس، والباحث والصحفي المكلف بمهمة في مكتبة معهد العالم العربي في باريس الطيـب ولد العروسي.
وتــوقــــــف العروســـــي فــــي مداخلتـــــه التي حملت عنـــــوان 'الأنـــــا والآخـــــر في شعر محمـــود درويــــش' عند عدة موضوعات رئيسـيـــة في شعر محمود درويش، كموضوع التاريخ والذاكرة، والغنائيـــــــة، والهويــــــــة والغيريـــــــــة، ومفهوم ديناميكية الضمائر في شعر درويش بين (الأنا) و(الأخر) وال(نحن).
كما توقف عند مقولة درويش الشهيرة أنه 'شاعر طروادي'، وبينَ الفرق بين معنى شاعر طروادي وشاعر طروادة. فقد أعتبر أن دروش ينتمي لطروادة ؛ ليس لأنه مهزوم، بل لأنني مهووس بالنّص الغائب. وحق درويش بأن يتحدث باسم الغائبين الذين لم يُسمع لهم صوت.
وحملت مداخلة سروجي عنوان: 'المنفى والغربة وسؤال البحث عن الهوية في شعر محمود درويش في التسعينيات'، وتوقف عند محورين اثنين: أولها التطور الفني لشعر محمود درويش في تسعينيات القرن الماضي، والثاني صورة 'الأنا' و'الآخر' وتأثيرها على مفهوم الهوية عند درويش، وبالذات، في ديواني 'لماذا تركت الحصان وحيدا' عام 1995 و'سرير الغريبة'، عام 1999.
وتناولت حمّو في مداخلتها التي حملت عنـــــوان: 'الملحمة في شعـــر محمّود درويـــش ودورُها في تجسّيد الهـُـويــــّة'، فن الملحمة وعلاقتها في تجسيد الهوية في شعر محمود درويش.
وتحدث الباحث ولد العروسي حول 'محمود درويش في كتابه الروائي ذاكرة للنسيان'، الذي كتبه درويش إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وتم نشره عام 1987 عن دار نشر العربية، وترجم إلى اللغة الفرنسية عن دار نشر آكت سود عام 1994.
وأعرب المحاضرون في نهاية الندوة عن أملهم بأن تكون جامعة روان في النورماندي قد فتحت الباب أمام جامعات أخرى للعمل والبحث العلمي لشعر محمود درويش، الذي أصبح صوته عالمياً ويستحق الدراسة والتنقيب والبحث فيه والتعريف به وبشعره وبفكره وفلسفته، ليس بفرنسا فحسب بل بجامعات أوروبية أخرى.