أهالي الأسرى في جنين.. فرحة عارمة وخيبة أمل!!
وفا- ثائر أبو بكر
في جنين ومخيمها وتجمعاتها السكانية، يعيش أهالي الأسرى بمختلف مشاربهم السياسية والاجتماعية، وقبيل ساعات معدودة من إتمام صفقة التبادل، حالة ترقب ومشاعرهم ممزوجة بالحزن والفرح والأمل والحيرة وتساؤلات "معلقة" حول مصير أبنائهم ممن سيبقون في السجون.. ورفاق دربهم الذين سيتنفسون عبق الحرية خارج الوطن.
والدة الأسير حمزة نايف حسن زايد (45 عاما) التي تنقلت بين السجون على مدار 26 عاما، لم تفقد الأمل يوما.. وها هي تتحضر لاستقبال نجلها الذي شملته صفقة التبادل، والذي كان قد اعتقل وشقيقة عمر بتاريخ 15-11-1986 بحجة قتل مستوطن مع خلية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحكم بالسجن مدى الحياة.
"لم أصدق خبر إدراج اسمه في قائمة التبادل، غير أني صدمت بقرار سلطات الاحتلال إبعاده إلى قطاع غزة" قالت "أم حمزة"، وأضافت، "إن الاحتلال يتعمد قتل فرحة الأمهات بمعانقة أبنائهن واحتضانهم".
"لقد توفي والده منذ سنوات وتوفي شقيقه قبل عامين وحرم من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه من قبل سلطات الاحتلال والذي جاء اليوم بقرار الظالم والمجحف واللاإنساني والذي حرم حنان الأم من معانقته وتقبيله، بل أصر على إبعاده لقطاع غزة، تقول الأم الملوعة والمكلومة.
وبالرغم من الفرحة "المنقوصة" بتحرره، إلا أن الدموع لم تفارق عيون والدة حمزة التي تحمل صورته وتحضنها إلى اقرب مكان من القلب، وتؤكد أن فرحتها وأفراد العائلة لن تكتمل إلا بعودة حمزة إلى جنين وتحرير سراح كافة الأسرى والأسيرات لتعانقهم أمهاتهم.
وفي مخيم جنين لا يختلف الوضع في استعداد أهالي الأسرى لاستقبال أبنائهم وأحبائهم الأسرى الذين سوف يتم تحريرهم ضمن صفقة شاليط، بالرغم من حالة الإحباط والاستياء واليأس لدى العديد من أهالي الأسرى والمحكومين بالمؤيدات ما قبل "أوسلو"، بسبب عدم شملهم بصفقة التبادل.
وكما هي الفرحة في بيت الأسير حمزة زايد، هي فرحة كذلك داخل منزل الأسيرة قاهرة سعيد علي السعدي (36 عاما)، في مخيم جنين، والمعتقلة منذ 8/5/2002، وتقضى حكما بالسجن لمدة المؤبد 3 مرات، بالإضافة إلى 30 عاما، بتهمة انتمائها إلى حركة الجهاد الإسلامي والمساعدة في إيصال استشهادي إلى داخل إسرائيل لتنفيذ عملية استشهادية.
يقول زوجها ناصر لـ"وفا"، إنني تفاجأت بقرار سلطات الاحتلال بإدراج اسم زوجتي على القائمة بسبب تعنت الاحتلال وإصراره على عدم تحرير الأسرى، إضافة إلى الحرب النفسية التي عشناها عبر وسائل الإعلام التي كانت مرة تنشر اسمها كمحررة، ومرة تشطب اسمها، ومرة ثالثة تقول إنها ستقوم بإبعادها.
وأضاف أن صفقة التبادل فتحت لنا ولبقية الأهالي بريق أمل جديد بتحرير بقية الأسرى، مشيرا إلى أن أبناءه كانوا أطفالا حينما اعتقلت والدتهم، واليوم منهم من أنهى الثانوية العامة بتفوق دون أن تتمكن والدتهم من مشاركتهم فرحتهم، لافتا إلى أن الاحتلال حرم أبناءه، وهم: "محمد" و"ساندي" من زيارة والدتهما بحجج أمنية، وبحجة أنهما أصبحا بالغين.
وأضاف: خلال عشر سنوات تمكنت من زيارة زوجتي والتي كانت تعاني من أوضاع صحية متردية، ثلاث مرات فقط.
وفيما عبر راجح شقيق الأسيرة قاهرة والذي أمضى سبع سنوات خلف قضبان سجون الاحتلال عن فرحته، تساءل بدهشة: " ما هو مصير الأسرى والمحكومين بالمؤبدات قبل اتفاقية أوسلو.
من جهته، عبر عز الدين بسام السعدي عن فرحته بإدراج قريبته إيمان بسام السعدي والمحكومة بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف.. عبر عن فرحة غامرة، غير انه تساءل أيضا عن مصير والده الذي أمضى في سجون الاحتلال مدة تسع سنوات ونصف وأفرج عنه لشهر ومن ثم تم اعتقاله، وشقيقه الذي ما زال معتقلا.
وأشار إلى أنه كان هناك وعود بإدراج اسم والده الشيخ بسام السعدي ضمن القائمة، خاصة أن شقيقيه عبد الكريم وإبراهيم استشهدا عام 2002، ومن ثم تم اعتقال والده.
وتقول والدة الأسير سامر عصام المحروم (46 عاما)، من سكان جنين بضاحية صباح الخير والذي أدرج اسمه على قائمة تبادل الأسرى ضمن صفقة شاليط، والمعتقل منذ 26 عاما، "أخيرا جاء الفرج وحمدا لله، لأن سامر ما غاب عن بالي ولا لحظة، وبقيت صابرة وصامدة رغم المرارة والحسرة والحزن والتلهف والشوق الذي ما غاب عن قلبي ولو للحظة، لأحتضنه وأعانقه".
وقال شقيقه زاهر، "إن شقيقي سامر اعتقلته قوات الاحتلال بتهمة قتل مستوطن في مدينة القدس المحتلة مع خلية للجبهة الشعبية، وحكم عليه والخلية خلال خمس دقائق بالسجن مدى الحياة، مشيرا إلى أنها كانت أسرع محاكمة عسكرية في تاريخ إسرائيل عام 1986.