أمهات الأسرى يرابطن بخيمة الاعتصام في نابلس مطالبات بحرية أبنائهن
تتمالك والدة الأسير محمد زكريا حمامي نفسها بعد أن علمت عدم إدراج اسم ابنها ضمن صفقة التبادل المنوي إتمامها غدا بإفراج أول دفعة من الأسرى، فانهارت أم محمد وهي تبكي ألما وحرقة على غياب ابنها ضمن الأسرى المحررين.
إلا أن أم محمد وغيرها العشرات من الأمهات عاودن من جديد مرابطات داخل خيمة الاعتصام على دوار الشهداء في مدينة نابلس حاملة صورة ابنها المحكوم بالسجن مدى الحياة آملة أن تجد اسمه في قائمة الأسرى الذين سيفرج عنهم في الدفعة الثانية.
حرقة وألم
تقول أم محمد والدموع تملأ عيناها "تلقيت الخبر مابين الفرح والحزن فقد فرحت للأسرى الذين أفرج الله عليهم وستنتهي معاناتهم ومعاناة ذويهم، ولكن ما أحزنني هو أن معاناة ابني ستسمر في السجون الإسرائيلية وأتمنى أن يفرج الله عليه قريبا ويخرج في الدفعة الثانية".
وتضيف: ابني حاله كحال بقية الأسرى في السجون الإسرائيلية خرجوا حاملين أرواحهم على كفوفهم للدفاع عن فلسطين وعن الأرض التي اغتصبها الاحتلال الإسرائيلي ولم يخرجوا للدفاع عن أي فصيل معين.
كما أنها أبدت عدم رضاها عن حجم التضامن الشعبي مع الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية في السجون الإسرائيلية منذ 21 يوما ويواجهون جبروت السجان الإسرائيلي.
ودعت والدة الأسير الجميع للوقوف أمام مسؤوليتاهم والتضامن مع الأسرى الذين قدموا الكثير للشعب الفلسطيني والذين يستحقون منا كل الاهتمام.
والى جانب أم محمد في خيمة الاعتصام تجلس أم أحمد القدح تضامنا مع ابنها المعتقل منذ سبع سنوات على خلفية مشاركته في فعاليات احتجاجية وتضامنية مع الأسرى، وتروي لنا قصة ابنها (27 عاما) الذي أصيب إصابة بالغة الخطورة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مشاركته في مسيرات تضامنية مع الأسرى.
وقالت انه أصيب في البطن والأمعاء أجريت له على إثرها عدة عمليات جراحية ووضعت له أمعاء بلاستيكية والآن الرصاصة مستقرة في عموده الفقري، وهو الآن في السجن يعيش ظروفا صعبة ويعاني من تدهور حالته الصحية التي تسوء يوما بعد يوم.
أمل بالإفراج
وفي زاوية أخرى من الخيمة تجلس أم مصطفى النادي من مخيم عسكر فتروي لنا هي الأخرى معاناة ابنها الأسير مهدي النادي (26 عاما) في سجن النقب والمحكوم 20 عاما وثمانية شهور وتقول "اعتقل ابني وهو في السادسة عشرة من عمره حيث كان طالبا في المدرسة ولم يتمكن من إكمال دراسته، وكغيره من الأسرى يعاني من المعاملة السيئة التي يعامل بها الأسرى في مختلف السجون الإسرائيلية".
تذكر والدته وقلبها يعتصر ألما على عدم إدراج ابنها ضمن الأسرى المفرج عنهم مشيرة "لقد كان أملنا كبير بخروجه، إلا أننا أحبطنا وانزعجنا كثيرا عندما علمنا انه ليس من ضمن المنوي الإفراج عنهم، فنحن كبقية العائلات المتشوقة لرؤية أبنائها وعودتهم إلى أحضان أمهاتهم، ولكن الحمد لله على كل شيء، ويبقى أملنا بالله كبير بالفرج".
مضيفة وهي تتنهد " إحنا مثل الغريق المتعلق في قشة، من أول يوم تم الحديث فيه عن الصفقة تأملنا خير ولا زلنا نتابع الأخبار بتفاصيلها، حتى حركتنا وحياتنا باتت مرتبطة بالأخبار، الله يلهمنا الصبر فقط".
وتعيش المئات من العائلات الفلسطينية وعيونها شاخصة نحو حرية أبنائها يلفهم الأمل كل يوم علهم يرون أبنائهم وسطهم مكللين بالحرية.
ومن المقرر الإفراج عن 450اسيرا و27 أسيرة غدا الثلاثاء، ومن أصل 477 أسيرا، سيسمح لـ131 بالعودة إلى منازلهم في الضفة الغربية، و203 أسير سيتم ترحيل 145 منهم.
في حين يواصل مئات الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم عن الطعام لليوم الحادي والعشرين على التوالي لى قطاع غزة و40 إلى الخارج في دول لم يعلن عنها بعد.
كما وتستعد المدن الفلسطينية لاستقبال الأسرى وسط فرحة كبيرة ضمن فعاليات تم الإعلان عنها، والتي ستبدأ باستقبالهم على معبر بيتونيا غدا صباحا ويتم توجههم إلى مقر الرئاسة الفلسطينية حيث سيكون باستقبالهم الرئيس الفلسطينيين وسيتم فتح قاعات الاستقبال لهم بكل مدن الفلسطينية ابتداء من يوم الأربعاء.