بيت لحم:متحدثون في خيم اعتصام الاسرى ينتقدون صفقة شاليط
حسن عبد الجواد-انتقد وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، والعديد من أهالي الأسرى التي لم تطال أبنائهم الأسرى صفقة التبادل، وعدد من الفعاليات الوطنية، صفقة التبادل التي توصلت إليها حركة حماس مع الجانب الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال اعتصام حاشد لأهالي الأسرى، والفعاليات الوطنية، في خيمة الاعتصام، التي تزينت بصور الأسرى، نظمته اللجنة الوطنية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين الذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم 21 على التوالي، بحضور وزير الأسرى، ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل ، ونواب المجلس التشريعي، وممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وحشد كبير من ممثلي المؤسسات، وموظفي الوظيفة العمومية، ومواطني المحافظة.
وقال الوزير قراقع: في الوقت الذي نرحب فيه بإطلاق سراح أسرانا من مختلف الاتجاهات، في إطار صفقة التبادل، إلا أن ذلك لا يمنع أن نوجه النقد لبعض جوانب الخلل، وشروط الصفقة، معتبرا أن طابع الصفقة العام اتسم بالفئوية، ولم يشمل جميع الأسيرات في السجون الإسرائيلية.
وانتقد قراقع عدم إيفاء حركة حماس بوعودها التي أطلقتها في السنوات الماضية، بإطلاق المستوى القيادي من الأسرى أمثال مروان البرغوثي ، والأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات، وعدد من قادة حماس، وأشار إلى عدم شمول الصفقة على أسماء أكثر من 120 من الأسرى القدامى، والذين مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما، بينهم العديد من المرضى.
وانتقد قراقع موافقة حركة حماس على أبعاد عشرات الأسرى إلى الخارج، ونفي وفقا لمصادر الحركة الأسيرة، أن يكون قادة الأسرى في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تم استشاراتهم أو مناقشتهم في موضوع الصفقة أو معاييرها .
وذكر قراقع أن الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية سيتقبلون الأسرى المحررين في المقاطعة في رام الله، في مهرجان جماهيري حاشد، وذلك فور إطلاق سراحهم اليوم من سجن عوفر ، حيث سيتم نقلهم بحافلات خاصة إلى المقاطعة .
ودعا الوزير قراقع القوى الوطنية، واللجان الوطنية لمناصرة إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إلى مواصلة توسيع حركة التضامن الجماهيري في مختلف المحافظات، وخاصة مع دخول الإضراب المفتوح عن الطعام يومه الثاني والعشرين على التوالي، وحمل حكومة الاحتلال المسؤولية السياسية والأخلاقية والقانونية عن مخاطر أو أضرار قد تلحق بأمين عام الجبهة الشعبية ، الذي نقل إلى مستشفى الرملة بسبب تردي حالته الصحية، أو أي أسير شارك في الإضراب المفتوح عن الطعام ، وطالب المجتمع الدولي بالتحرك لإجبار حكومة الاحتلال على الاستجابة لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام .
و هنا محافظ بيت لحم اهالى الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، مؤكدا أن الرئيس أبو مازن، والقيادة الفلسطينية سيواصلون جهودهم من اجل إطلاق سراح أسرى الشعب الفلسطيني، داعيا إلى تنظيم استقبال جماهيري حاش في خيمة الاعتصام أمام مقر الصليب الأحمر الدولي للأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، من سجون الاحتلال .
ووجه الأسير المحرر إبراهيم مسلم الذي شارك في الإضراب التضامني لمدة عشرة أيام في خيمة الاعتصام في بيت لحم، في كلمة له باسم أهالي الأسرى التحية للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والصامدين في وجه جلاديهم ، داعيا إلى الاستمرار في تنظيم الفعاليات الوطنية التضامنية معهم، دعما لمعركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها في أصعب الظروف .
وهنا أهالي الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، و انتقد مسلم صفقة التبادل التي وقعتها حركة حماس مع الجانب الإسرائيلي، موضحا أن شروط هذه الصفقة، ونتائجها تتناقض مع العديد من الوعود التي قطعتها حماس على نفسها بإطلاق الأسرى القدامى، وجميع الأسيرات، وسعدات والبرغوثي ، وكبار قادة الحركة، كما أن الحركة انصاعت للشروط الإسرائيلية، فيما يتعلق بإبعاد الأسرى إلى خارج الوطن .
وأكد محمد حميدة رئيس جمعية الأسرى المحررين في محافظة بيت لحم ، على أهمية مواصلة تنظيم المهرجانات والاعتصامات في خيمة الاعتصام أمام مقر الصليب الأحمر الدولي تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام، ودعا إلى استقبال حافل للأسرى المحررين من أبناء المحافظة، وزيارة ذويهم .
وعبرت والدة عميد أسرى محافظة بيت لحم الأسير عيسى عبد ربة من مخيم الدهيشة عن حزنها الشديد لعدم شمول ابنها المعتقل منذ 27 عاما في صفقة التبادل، وتحدثت عن انتظارها سنوات طويلة لهذه اللحظة، لكنها لم تأتي لتحضن ابنها كبقية الأمهات الصابرات .
وتساءلت إلى متى سأنتظر هذه اللحظة، وانأ في هذا العمر المتقدم من السن، والمرض ينهش جسدي، ألا يكفي 27 عاما من الانتظار، يا حركة حماس ؟!
وكانت اللجنة الوطنية للتضامن مع الأسرى في محافظة بيت لحم واصلت فعالياتها التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرايئلي، والذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 21 يوما، تردت فيها أوضاعهم الصحية، إلى درجة أصبحت تشكل خطرا على حياتهم .
وقالت عدد من أمهات وزوجات الأسرى، والفعاليات التضامنية مع الأسر، في خيمة الاعتصام في بيت لحم التي نصبت أمام مقر الصليب الدولي، أن مرور 21 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام، يضع جميع المضربين في دائرة الخطر الصحي، ما يتطلب التحرك السريع على أعلى المستويات عربيا ودوليا ، من اجل وضع حد للعنجهية الإسرائيلية في لتعامل مع الأسرى، والمزيد من التحركات الشعبية انتصارا لمطالب الأسرى .
وقد شهدت خيمة الاعتصام زيارة العديد من الوفود الرسمية والشعبية ، حيث زارها وفد من المجلس الوطني الفلسطيني ، ورؤساء بلديات بيت لحم ، والدوحة، والخضر ، وزعترة، ووفود نسائية وطلابية ، ومن القطاع الصحي، والنقابات المهنية .
وفي بيت ساحور نظمت القوى الوطنية في المدينة اعتصاما جماهيريا ، شارك فيه رئيس بلدية بيت ساحور هاني الحايك ، وممثلو المؤسسات ، والشخصيات ، ورجال الدين .
وألقيت خلال الاعتصام عدد من الكلمات من رئيس البلدية ، وجلال برهم باسم القوى والمؤسسات الوطنية، وجورج عادل من لجنة التنسيق الفصائلي، حيوا فيها سعدات والبرغوثي، وأكدوا على أهمية التضامن مع الأسرى الذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 21 يوما، الأمر الذي يؤدي إلى يتسبب بمخاطر صحية، و تهديد حياتهم.