طولكرم: سيدات صيدا ينجحن بإنتاج كريمات محلية الصنع.. والعالمية طموحهن
المشروع النسوي الأول على مستوى الضفة
طولكرم ـ همسه التايه: تمكنت سيدات جمعية تنمية المرأة الريفية بصيدا شمال مدينة طولكرم بقوة إرادتهن من تطبيق أفكارهن على أرض الواقع، ليصبح حلمهن بإنتاج كريمات مختلفة الإستخدام للسيدات، حقيقة ماثلة أمام أعينهن، حيث شهد يوم السبت الماضي أول دورة لإنتاج كريمات محلية الصنع مكونة من مواد طبيعية كشمع العسل وزيت الزيتون وإضافات أخرى طبيعية ذات ميزات عالية الجودة.
ويعتبر مشروع انتاج وتصنيع كريمات اليدين وحمام "زيت الشعر" ومطري الشفاه من المشاريع النسوية المتميزة، وذلك لقيام سيدات صيدا بإستغلال الأعشاب والزيوت الطبيعية في مكونات المنتج، الذي ليس له مدة صلاحية معينة كونه لا يحتوي على مواد كيماوية حافظة، ليسجل هذا المشروع الأول على مستوى الضفة، انجازا جديدا يضاف إلى سجل انجازات ونجاحات جمعية تنمية المرأة الريفية بصيدا التي تفوقت في السابق بانشاء مزرعة عضوية تضم أعشاب طبية وغذائية يتم استغلالها في انتاج الكريمات.
وحول فكرة المشروع وأهميته في السوق الوطني الفلسطيني، أكدت السيدة روضة الأشقر "ام السعيد" رئيسة الجمعية على أن المشروع يشكل مصدر قوة لنساء صيدا لإثبات قدرتهن على العمل وتحقيق النجاحات وتعزيز مكانتهن وتمكينهن اقتصاديا في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، مؤكدة على أهمية هذا المنتج في السوق المحلي كأحد أدوات مقاومة المنتج الإسرائيلي.
وأضافت" أن نجاح المشروع دليل على تعاون سيدات الجمعية مع بعضهن البعض وانتمائهن وحبهن للعمل التطوعي وتحقيق الذات حيث سيعمل المشروع على استقطاب أيدي عاملة من النساء".
" فكرة المشروع كانت وليدة مشروع آخر لإنتاج العسل والشمع للإستفادة منه في علاج الحروق والجروح، ولأن طموح السيدات لا يتوقف عند نجاح معين، فقد اجتمعن على ضرورة الإستفادة من العسل والشمع في صنع كرمات تستفيد منه النساء خاصة انهن يعتمدن اعتمادا كبيرا على الكريمات المختلفة، حيث تم الموافقة على تنفيذ المشروع بتمويل من الإغاثة الزراعية ضمن مشروع " الذهب الأخضر" ".قالت أم السعيد.
وتقوم حوالي ثماني نساء من الجمعية بتصنيع الكريمات والإشراف على سير العمل بالمشروع، حيث تلقين دورات تدريبية مختلفة حول إدارة المشروع من حيث تكلفته واحتياجات السوق وكيفية الترويج للمنتج وطريقة التصنيع والكمية السنوية التي سيتم انتاجها... الخ، وحول ذلك تقول "أم السعيد" تم عمل دراسة لاحتياجات السوق في قرى الشعراوية وبعض القرى المجاورة ومدينة طولكرم وسنقوم بانتاج حوالي 5% من قيمة المنتج السنوية وذلك كون المشروع في بداياته حيث سيتم انتاج حوالي 536 كيلو حمام زيت شعر في السنة بالإضافة إلى 746 كيلو كريم لليدين حيث سيتم في هذه السنة التركيز على هذين المنتجين لكثرة استهلاكهن بين السيدات حيث سنقوم بالترويج لذلك في الجمعيات ووالمؤسسات والأندية والصيدليات ومحال البقالة.
وحول حجم العبوات التي سيتم تصنيعها وتعبئتها في غرفة خاصة لذلك في مقر الجمعية، قالت أم السعيد:" سنقوم بانتاج عبوة الكيلو والنص كيلو لحمام زيت الشعر أما كريم اليدين فسننتج عبوة النص كيلو و250 غرام بالإضافة إلى مطري الشفاة 250 غرام".
وكانت سيدات الجمعية قد قامت بتجهيز غرفة خاصة تحتوي على معدات وأجهزة يدوية خاصة للعمل كتوفير الغاز وميزان حسابي للكمية وللحرارة بالإضافة إلى مواعين وطناجر وخلاطات يدوية وبراميل مزودة بصنبور تسمح بمرور السائل.
وتمنت أم السعيد للمشروع النجاح والإستمرارية وتحقيق أهداف النساء العاملات في ترسيخ المنتج الوطني في السوق المحلي الفلسطيني ودعمه وتعزيز مكانته كمنتج وطني وتحفيز النساء للتوجه لشرائه، مشددة على أن نساء الجمعية يطمحن إلى تسويق المنتج عربيا وعالميا لإثبات أن الشعب الفلسطيني والمرأة تحديدا والتي خرجت من صلب الألم والمعاناة قادرة على تحقيق الإنجازات المختلفة.