في اليوم العالمي للمرأة معاناة النساء مضاعفة وغير مسبوقة بفعل تبعات العدوان على قطاع غزة
يوافق اليوم الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، وهو اليوم الذي كرسه المجتمع الدولي للتأكيد على ضرورة تمتع النساء بحقوقهن المكفولة بموجب المعايير والقوانين الدولية ولدعم نضال المرأة من اجل العدالة والمساواة وإلغاء التمييز.
وفي هذا العام يحل الثامن من آذار على النساء الفلسطينيات وهن يواجهن ظروفا بالغة القسوة والسوء بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية والتي أثرت بشكل كبير على حياة النساء.
وعلى وجه خاص تضاعفت معاناة النساء في قطاع غزة بفعل التبعات التي خلفها العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الأمر الذي جعلهن يواجهن ظروفا معيشية في غاية الصعوبة والتعقيد.
لقد كانت النساء طيلة أيام للعدوان الذي استمر لمدة 50 يوما عرضة لخطر الموت والإصابة نتيجة لإفراط قوات الاحتلال في استخدام القوة المميتة عدا عن انتهاكها الواضح لمبدأي التناسب والتمييز اللذين ينص عليهما القانون الدولي الإنساني.
ووفقا لتوثيق منظمات حقوق الإنسان أسفر العدوان عن مقتل( 293 ) امرأة وقد شكلت النساء ما نسبته (18% ) من إجمالي عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلال فترة العدوان. كما أصيبت ( 2114 ) امرأة، ما أدى إلى إعاقات دائمة للعشرات من هؤلاء النساء.
ولم تقتصر معاناة النساء على أعمال القتل التي طالتهن وأفراد عائلاتهن، فقد ازدادت معاناتهن نتيجة تهجيرهن قسرا عن منازلهن واضطرارهن إلى اللجوء لمراكز الإيواء، وسط ظروف إنسانية بائسة تفتقر لأدني الخدمات الأساسية الضرورية، بما في ذلك المياه ومياه الشرب النظيفة وخدمات صحة البيئة، وفي غياب تام للخصوصية وحالة غير مسبوقة من الاكتظاظ والازدحام في أماكن النوم المخصصة في تلك المراكز. وقد ألقت تلك الأعباء الإضافية مزيداً من المسؤولية والتعقيد على حياة هؤلاء النساء. ورغم الحماية التي كان يفترض توفرها للمدنيين، والنساء والأطفال بشكل خاص، في مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة، تعرضت النساء لهجمات حربية عشوائية في تلك المراكز، ما أسفر عن سقوط امرأتين وإصابة نحو 70 امرأة أخرى، فضلاً عن مقتل وإصابة أفراد عائلاتهم، ووسط أجواء مرعبة من الترهيب والترويع في صفوفهن.
وفي ظل تعثر جهود إعادة إعمار قطاع غزة، ما تزال الآلاف من العائلات تقيم في مراكز الإيواء، فيما اضطرت آلاف العائلات الأخرى للعودة إلى منازلهم التي تعرضت للتدمير، وما تزال غير صالحة للحياة الإنسانية، وفي ظل حالة الإحباط واليأس الشديد بتغيير سريع في ظروف معيشتهم.
أما في الضفة الغربية فتتواصل معاناة النساء جراء الانتهاكات الإسرائيلية المطبقة بحق السكان المدنيين الفلسطينيين، وتواجه هؤلاء النساء ظروفاً بالغة القسوة عبر إمعان سلطات الاحتلال في سياساتها التعسفية، جراء أعمال القتل و/ أو مداهمة المنازل، وحملة الاعتقالات، بما فيه اعتقال فتيات ونساء، هدم المنازل، فضلاً عن القيود الشديدة على حرية التنقل والحركة، بسبب الحواجز ونقاط التفتيش الثابتة والمتحركة، ما ضاعف من معاناة النساء وأثر بشكل كبير على حياتهن.
وعلى المستوى الفلسطيني الداخلي، تستمر معاناة النساء، بسبب العنف القائم على النوع الاجتماعي، والذي تصاعدت وتيرته بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية في الأرض الفلسطينية المحتلة. وقد وثق المركز خلال العام الماضي مقتل (16) امرأة في سياقات مختلفة ذات علاقة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي.
يجدد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في الثامن من آذار، دعمه المطلق للنساء الفلسطينيات أينما وجدن، ويؤكد على أنهن يعشن ظرفا غير مسبوق في مستوى المعاناة الإنسانية والظروف القاسية، والتي يواجهنها بفعل ممارسات قوات الاحتلال وانتهاكاته كما يؤكد على ضرورة توفير الدعم والمساندة للنساء الفلسطينيات من قبل المجتمع المحلي والدولي.
كما يدعو المجتمع الدولي إلى:
· توفير الحماية للسكان المدنيين، بمن فيهم النساء، وإجبار سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي على احترام حقوق الإنسان والالتزام بمبادئ القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي.
· العمل الفوري على رفع الحصار الشامل المفروض على قطاع غزة، وإزالة كافة مظاهره وأشكاله من أجل تمكين سكانه، بمن فيهم النساء من التمتع بحقوقهن في العيش بكرامة واحترام حقوقهن السياسية والمدنية، فضلاً عن حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
يدعو السلطة الوطنية وحكومة الوفاق إلى:
· اتخاذ الإجراءات والتدابير الأزمة لوضع حد لمظاهر العنف المحلي وملاحقة مقترفي الجرائم بحق النساء ومحاسبتهم.
· يؤكد أن استمرار تعطيل المجلس التشريعي يحول دون إقرار قوانين أكثر عدالة وإنصاف بحق النساء.