طولكرم تتزين احتفاء بأسراها المحررين
وفا- هدى حبايب
شهدت محافظة طولكرم، الثلاثاء، عرسا وطنيا حاشدا، فور وصول الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل من المحافظة، للاحتفاء بهم كأبطال قدموا كل ما لديهم فداء للوطن.
واختلطت مشاعر الفرح والابتهاج بالدموع، بلقاء ذوي الأسرى لأبنائهم وأحبتهم الذين طال انتظارهم لسنوات عديدة، وهم قابعين في غياهب سجون المحتل وزنازينه المظلمة.
وكان الأسير مؤيد الجلاد الذي قضى 17 عاما في الأسر، أول أسير محرر حطت قدماه أرض طولكرم قادماً من رام الله، لتتوالى أفواج المحررين واحدا تلو الآخر، ليكون ختامهم مسك فور وصول الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي التي قضت 10 سنوات من أصل ثلاثة مؤبدات في سجون الاحتلال، أرض طولكرم.
وارتدت مدينة طولكرم بسياراتها وأبنيتها الأعلام الفلسطينية، وصور الأسرى، واصطفت جماهير المحافظة على جنبات الطرقات مرحبين بالأسرى.
وتوجه الأسرى فور وصولهم مدينة طولكرم إلى خيمة الاعتصام أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث أقيم مهرجان ترحيبي لهم هناك.
وشقت الدموع طريقا لها، لتكون سيدة الموقف لدى أمهات الأسرى الذين لم يتم تحريرهم ضمن الصفقة، اللواتي كان لهن المشاركة والحضور الأكبر في استقبال الأسرى المحررين وتوزيع الحلوى على الحضور، ومنهن والدة الأسير حاتم الجيوسي الذي يقضي حكماً بالسجن ستة مؤبدات إضافة إلى 55 عاماً، لتهنئ المحررين وتبدي تفاؤلا بخروج كافة الأسرى من سجون الاحتلال.
ووصفت والدة الأسير الجيوسي هذا اليوم بأنه مكسب وطني لشعبنا، إلا أن غصة فراق الأحبة ما زالت موجود في قلب كل أم أسير ما زال ابنها يقبع في الأسر.
ولم تجد والدة الأسيرين شادي مطر المحكوم 24 عاما وفادي المحكوم 10 سنوات ونصف، وسيلة للتعبير عن مشاعرها سوى ذرف الدموع حزنا على بقاء أولادها داخل السجن.
كما هنأت والدة الأسير يوسف مهداوي المحكوم مدى الحياة، وقضى حتى الآن تسع سنوات في سجن ريمون، كافة الأسرى المحررين وذويهم، معربة عن أملها في أن يكون هذا اليوم بادرة خير نحو الإفراج عن جميع الأسرى والأسيرات.
ومن جانبه، أعرب الأسير المحرر مؤيد الجلاد عن سعادته الكبيرة بخروجه من الأسر، معتبراً هذا الإنجاز الوطني رسالة بإطلاق سراح الأسرى من كافة الفصائل، وهم بذلك يمثلون جميع قطاعات شعبنا وأبطاله، ومن حق شعبنا أن يفتخر بهم.
وأكد أن الأسرى بخير وينتظرون فرصا جديدة لإطلاق سراحهم، و"فرحتنا لن تكتمل إلا بالإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال".
ومن ناحيتها، قالت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي صاحبة أعلى حكم بين الأسيرات، "إن فرحتي منقوصة كوني تركت خلفي أسيرات، هن بحاجة للعمل على إطلاق سراحهن جميعا وفي أسرع وقت".
وأشارت إلى أن معاملة الاحتلال للأسرى والأسيرات قاسية طوال الوقت، حيث التضييق عليهم من أجل كسر صمودهم ومعنوياتهم، "إلا أننا دائماً أقوى منهم ومن جبروتهم".
ووجهت الأسيرة الجيوسي التحية لأمهات الأسرى اللواتي لم يحالفهن الحظ بالإفراج عن أبنائهن، مؤكدة أن المرحلة المقبلة أكبر وسيخرج فيها كافة الأسرى والأسيرات.
ووجه الأسرى المحررون التحية لشعبنا وقيادته، وكل من ساهم في خروجهم من الأسر الظالم، مؤكدين ضرورة العمل والضغط نحو الإفراج عن إخوتهم الذين ما زالوا قابعين في سجون الاحتلال، ويتذوقون مرارة الظلم والقهر، وهناك عدد كبير من الأسرى قضوا أكثر من 26 عاما بانتظار الفرج القريب.
ووجه محافظ طولكرم طلال دويكات التحية والتهنئة للأسرى المحررين وذويهم، وكل أفراد شعبنا، معتبرا هذا اليوم "يوم فرح وطني للجميع، إلا أن الفرحة تبقى منقوصة طالما هناك أسرى خلف قضبان الاحتلال".
وأعرب دويكات عن أمله بتحرير تحرير كافة الأسرى قريباً رغم أنف وظلم وقهر الاحتلال، "لنعمل معاً من أجل تحقيق الوحدة الوطنية لطي صفحة الانقسام، وسنظل أوفياء لهم ولكل الأسرى في سجون الاحتلال حتى إقامة الدولة المستقلة".
بدوره، أعرب ممثل القوى الوطنية في طولكرم صائل خليل، عن الفرحة الكبيرة بالإفراج عن الأسرى، متمنيا أن تتوالى موجات الإفراج عن كافة الأسرى وتحريرهم، واعتبر أن الإفراج عن أي أسير فلسطيني ومن أي فصيل هو إنجاز وطني وبادرة خير.
وبلغ عدد الأسرى المفرج عنهم من طولكرم ممن عادوا إلى منازلهم 11 أسيرا، بينهم ثلاث أسيرات هن دعاء الجيوسي، ونسرين أبو زينة، وعبير عودة، وباقي الأسرى هم: مؤيد الجلاد، وعامر مقبل، ومحمد بركات، ومؤيد عبد الصمد، وأشرف الواوي، وعايد هرشة، ومجديب عجولي، وعبد المنعم طعمة، فيما تم إبعاد 10 أسرى آخرين.
واستعدت طولكرم منذ ساعات الصباح الباكر لاستقبال الأسرى المحررين، ليحتشد العشرات في خيمة الاعتصام رافعين شعار "الحرية كل الحرية للأسرى"، وبمشاركة طلبة المدارس الذين رسموا لوحات معبرة عن الأسر، مرددين الهتافات الوطنية الداعية للإفراج عن جميع الأسرى من سجون الاحتلال.
وأكدت مسؤولة نادي الأسير حليمة ارميلات أن فعاليات الخيمة مستمرة حتى ينهي كافة الأسرى إضرابهم عن الطعام، فيما سيستمر الاعتصام الأسبوعي كل يوم ثلاثاء أمام الصليب الأحمر، للتضامن مع الأسرى ودعم صمودهم.