حليمة السرابطة.. صماء تتحدى الإعاقة بتصاميم عصرية
علاء حنتش
حليمة السرابطة (31 عاما) فتاة صماء لديها مشكلة سمعية ونطقية كاملة، كانت تقف بكل ثقة وتملؤها الحيوية والنشاط، لدى عرضها مشغولاتها اليدوية المطرزة في معرض' أنت فلسطين' في رام الله.
استوقفت السرابطة الكثير من زوار المعرض الذي نظمته لجنة الخريجات في حركة الشبيبة الفتحاوية وهي تتواصل معهم من خلال صديقتها نيمالا خاروفة، التي قدمت معها من بيت لحم لتساعدها في تجربتها الأولى.
وما أن تسألها عن سعرالمعروضات تتفاجأ بابتسامتها وتجيب عليك صديقتها نيمالا، وإن لم تكن بجانبها، تتواصل معك عن طريق الكتابة وتطلب منك كتابة ما تريد على دفتر وضعته على طاولة العرض.
حليمة عبرت عن اعتزازها بتجربتها ومشاركتها الأولى في معارض تجارية، وإفساح المجال لعرض مشغولاتها اليدوية المطرزة، التي تعلمتها منذ أن كانت في السادسة من عمرها، من أمها التي هي أيضا صماء لديها صعوبة سمعية ونطقية كاملة، آملة ان تشارك في معارض قادمة وفي أماكن مختلفة.
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول كان ممن ابتاعوا منها، بعض الاكسسوارات المطرزة وأبدى تقديره للانجازات التي تحققها المرأة في مجال الصناعة المحلية، التي يجب أن تكون بديلا لمنتجات الاحتلال.
من جهتها أشارت عضو سكرتاريا الشبيبة في الضفة ميسون القدومي الى أن المعرض يأتي ضمن فعاليات يوم المرأة وعيد الأم وتشارك فيه 20 سيدة من مختلف المحافظات، ويهدف الى دعم الأيدي النسوية العاملة والمبدعة، ودعم المنتجات الوطنية لتكريس مقاطعة بضائع الاحتلال وايجاد بديل محلي.
وأكدت عضو لجنة الخريجات مادلين مناع على أن ما يميز المعرض أنه خيري ومجاني للمشاركات، ولم يطلب منهن رسوم للمشاركة كما هو متعارف عليه في المعارض التسويقية، وإنه أقيم في أهم شوارع مدينة رام الله حتى يستطيع كل المارة مشاهدة المعروضات والتسوق، مشيرة إلى أن نسبة كبيرة من المشاركات يعتمدن بشكل رئيس في دخل أسرهن على هذه المنتجات.
ولفتت الى أن المشغولات اليدوية تنوعت ما بين أغذية شعبية وتطريز ومشغولات إبداعية وفنية.
حليمة عرضت خلال مشاركتها في المعرض مطرزات مختلفة كيفتها مع الموضة العصرية، بطريقه تستوقف من مر بجانبها، إلا أن تحديها للحياة وإصرارها على التميز يستوقفك أكثر، فهي واحدة من سبعة أبناء لدى أربعة منهم مشكلة في السمع إضافة إلى أمها، وثابرت حتى تمكنت من أن تكون معلمة أطفال يعانون مشكلات سمعية.