انتخابات الثلاثاء الأكثر غموضا في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية
مهند العدم- يرى المراقبون أن الانتخابات الاسرائيلية التي ستجري يوم بعد غد الثلاثاء، غابت فيها القضية الفلسطينية عن برامج الدعاية الانتخابية الاسرائيلية بشكل واضح، مشيرين الى انها الانتخابات الاكثر غموضا بتاريخ اسرائيل.
واتفق الخبراء بان حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي غائب تماما عن المشهد والبرامج الانتخابية للاحزاب الاسرائيلية، فيما تباينت وجهات نظر المحللين حول نتائج الانتخابات في ظل امكانية حدوث مفاجأت وتحالفات اللحظة الاخيرة، تقلب الاوراق في المشهد السياسي الاسرائيلي الذي يسيطر عليه اليمن منذ بضع سنوات.
يقول الباحث السياسي في جامعة القدس البرفسور عزيز حيدر في حديث مع القدس دوت كوم، ان التنبؤ بنتائج الانتخابية الاسرائيلية التي ستجرى يوم الثلاثاء هو الاصعب في تاريخ الانتخابات الاسرائيلية، والذي يرجع ذلك الى ضعف الحزبين الكبيرين (حزب اليسار واليمين) ولغز التحالفات الاخيرة، مشيرا الى ان احزاب اليمين وبقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي "بنيامين نتنياهو" هي الاوفر حظا بالفوز.
واضاف أن تركيز الاحزاب الاسرائيلية منصب الان على استقطاب 10-12 مقعدا من اصوات الناخبين الذين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون، لافتا ان لهم الدور المرجح بين المعكسرين الرئيسيين اليسار او اليمين، الا ان تشكيل الحكومة سيكون بيد الاحزاب المتوسطة والصغيرة التي تاتي خلف المعسكرين، بالاضافة الى قدرة حزبي " ياحد" بزعامة ايلي يشياي" "وميرتس" بزعامة "زهافا جال اون" على تجاوزهما نسبة الحسم من عدمه وفي حال تم ذلك اي انه سميتلك كل واحد منهما 4 مقاعد، وتابع :هذا ما دفع "نتنياهو" ان يعرض على حزب "كولانو" بزعامة موشي كحلون حقيبة وزارة المالية لضمان تحالفهم، كذلك دفعه الى التحالف مع "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينت بالرغم انه استبعد ذلك بالبداية.
ويقول حيدر، ان التغيير في المشهد السياسي الاسرائيلي المقبل ممكن في ظل ضعف الحزبين الكبيرين وتقارب احزاب الوسط مع الاحزاب الكبيرة، حيث كان في الماضي هناك حزبان كبيران ويتبعهما احزاب صغيرة تدور في فلكهما الا ان المشهد تغير واصبحت الكتل المتوسط تتقارب مع الكتل الكبيرة وبالتالي اصبحت التحالفات هي من تقرر مصير تشكيل الحكومة، مضيفا ان نسبة الفرق بين نتنياهو "وهرتصوغ" رئيس المعسكر الصهيوني" يصل الى 10 % لصالح نتنياهو.
واوضح حيدر ان الانتخابات الجارية هي الاخطر من نوعها على القضية الفلسطينية، التي غابت عن برامجها الانتخابية بما فيها المعسكر "الصهيوني" المحسوب على اليسار الوسطي الذي لا يملك رؤية واضح حول التعامل مع القضية الفلسطينية وان كان ذلك لا يملك القدرة على الحسم، مضيفا : ان البرنامج الانتخابي لاول مرة في اسرائيل يركز على الاقتصاد والوضع الاجتماعي ويغيب بشكل رئيسي موضوع الامن.
ولفت حيدر الى ان نتانياهو قد اخطا في البداية بالاعتماد على موضوع الامن وايران، وعاد ليركز على الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية بعد ان لاحظ ان الناخب الاسرائيلي لم يعد يهتم بشكل اساسي في هذا الموضع.
وتسعى القائمة العربية المشتركة التي تمثل مختلف الاحزاب العربية في اسرائيل الى تحقيق مفاجأة بان تصبح الكتلة الثالثة في الكنيست الاسرائيلي، وهو ما تدعمها استطلاعات الرأي بان تحقق اكثر من 12 مقعدا، الا ان حيدر أشار إلى أن ذلك ما زال يعتمد على قدرة القائمة على رفع نسبة المشاركة العربية بالانتخابات، حيث كانت بالسنوات السابقة تصل من 50-55% بالانتخابات.
وقال إن حصول القائمة العربية على أكثر من 13 مقعدا سيمنحهم الحصول على لجان بالكنيسة، الا ان تاثيرهم السياسي سيكون محدودا، مستندا الى ان الاحزاب المعارضة التي لا تستطيع التاثير بالمشهد السياسي الاسرائيلي.
ويتفق الباحث في الشؤون الاسرائيلية د. محمود ابو عين لـالقدس دوت كوم، ان هذه الانتخابات الاكثر تعقيدا في تاريخ اسرائيل، لتقارب بين الاحزاب وصعوبة التنبؤ بالتحالفات باللحظة الاخيرة. فضلا الى ان المشهد الفلسطيني غائبا عنها.
ويعتقد ابو عين أن المعكسر "الصهيوني" سيتمكن من تجاوز الليكود في عدد المقاعد الا ان الاخير سينجح في تشكيل الحكومة لقدرته على التحالف مع الاحزاب الصغيرة. واضاف ان الانتخابات ستحمل مفاجات قد تطيح بصاحب نظرية رفع نسبة الحسم بالانتخابات الاسرائيلية "ليبرمان" وكذلك قد تحصل بعض الاحزاب على مقاعد اكبر من المتوقع، مع بقاء احتمالية تحالف المعسكرين الكبيرين وارد .
وبحسب ابو عين، فان هناك رغبة عند الشارع الاسرائيلي بالتغيير وبوصول وجه جديد لرئاسة الحكومة، والذي قد يطيح بنتياهو. ويقول ابو عين ان القضية الفسلطينية غائبة عن البرامج الانتخابية للاحزاب الاسرائيلية في ظل تراجعها عن اولويات المجتمع الدولي مع ظهور "داعش"، واحتلال الموضوع الاقتصادي والاجتماعي اهتمام الناخب الاسرائيلي.
ويرى مدير معهد يافا للابحاث والخبير في استطلاعات الرأي د. عاصي اطرش في حديث مع القدس دوت كوم، أن نتائج استطلاعات الرأي الاخيرة حول نتائج الانتخابات الاسرائيلية هي الاقرب للواقع، وتكون عادة بنسبة خطأ 5% بمعنى انه سيكون هناك فرقا بمقعد زائد او ناقص لصالح هذا الحزب او ذاك.
ويشير د.اطرش ان استطلاعات الرأي تشير الى ان 50 % من الاسرائيليين يؤيدون اقامة حل مع الفلسطينيين، الا انها غابت عن المشهد الانتخابي لاهتمام الناخب الاسرائيلي بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية المتردية والتي قامت احزاب المركز "كولانو" وحتى بعض احزاب اليمين بجعلها اساس اهتمامها لكسب اصوات الناخبين، الا ان الاحزاب ستعود الى الحديث عن العلاقة مع الفلسطنيين بعد تشكيل الحكومة حتى من قبل الاحزاب التي تتجاهل الحديث عنها بشكل كامل في هذه اللحظة، لوجود ارتباط وثيق بين تحسن الوضع الاقتصادي الاسرائيلي وايجاد حل مع الفلسطينيين.
وقال الخبير باستطلاعات الرأي د. اطرش أن توقعات القائمة العربية المشتركة هي ثابتة بحصولها على 13 مقعدا، واذا ما ارادت رفع عدد مقاعدها عليها رفع نسبة المصوتين العرب الى اعلى من 50 %، والذي يرتبط ايضا بمدى اقبال الناخب الاسرائيلي على صناديق الاقتراع ، ومدى امكانية تجاوز الاحزاب الصغيرة من عدمه والذي يعني تعثرها زيادة عدد المقاعد العربية.