فيديو ...ثقافة على الرصيف
معن ياسين
المكان هنا يبدو مألوفاً. ميدان الشهيد ثابت ثابت وسط مدينة طولكرم يعج بالمارة، ونشاط تجاري اعتيادي يميزه مجموعة البسطات المنتشرة التي تختلف بما تروج له من ملابس وخضروات وأغذية.
زائر المكان للمرة الأولى والمعتاد على ارتياده سيلتقيان في الالتفات إلى أمر مستحدث يثير الإعجاب تارة والاستغراب تارة أخرى، إلى بسطة بيضاء غريبة تزدان بجملة 'بسطة كتب'، يقف خلفها شاب عشريني.
ارتبطت أسماء المدن العربية بالمراكز الثقافية الموجودة فيها، سواء كانت مراكز رسمية أو على شكل أكشاك صغيرة، تبيع الكتب والصحف اليومية والمجلات الدورية على الأرصفة، كما هو كشك الثقافة في عمّان وكشك العم مدبولي في القاهرة.
النابلسي نضال خندقجي صاحب فكرة 'بسطة كتب'؛ زار العديد من المدن والعواصم ولاحظ انتشار تلك الأكشاك، التي ترمي لنشر الثقافة وتعزيزها بين الناس، ليحاول بشكل عملي أن يطبق نموذجاً مشابها لهذه التجارب، مبتكرا فكرة بسطة يتجول برفقتها بين مدن الضفة الغربية.
يقول نضال: 'من خلال زيارتي للعديد من العواصم العربية والأوروبية، ومشاهدتي للمراكز الثقافية واقترابها من الشارع، نمت لدي فكرة إنشاء البسطة الثقافية المتنقلة'.
يدور نقاش بين نضال ورواد بسطته، حوار في عرض الطريق عن أدباء ومؤلفين وكتب، تحملها البسطة المتميزة بتنوع الأفكار والأساليب والأصناف، فتجد فيها الرواية والأدب والفكر والثقافات المتعددة.
'بسطة كتب ليست كأي بسطة عادية. إنها مكتبة متنقلة تبيع وتعير الكتب لمن لا يستطيع شراءها، إضافة إلى إمكانية الانتساب للبسطة'، يشرح خندقجي.
يعتمد نضال بتواصله مع متابعي البسطة على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'، يعدّ مطلع كل أسبوع جدوله اليومي للتنقلات ويقسم أيام الاسبوع على المحافظات، والروّاد بدورهم يخبرونه بما يرغبون بقراءته.
رغد آسيا إحدى كانت بانتظار وصول البسطة إلى مدينة طولكرم، لتقلب بشغف ما فيها من كتب وروايات عالمية وعربية.
تقول رغد: 'نشاهد دائما بسطات الملابس وبسطات الطعام، أما فكرة بسطة الكتب فهي فريدة وجميلة جدا حتى بطريقة عرضها على الرصيف'.
لا يكف نضال عن المجاهرة بأهدافه، كشك ثم مركز ثقافيان، أحلام يعتقد أنها ستتحقق يوما انطلاقاً من بسطة.
رحلة يومية يسلكها نضال برفقة ما في حوزته من كتب متنوعة، يجعلها جزءا من كتفه، وتجعله صديقا أفرج عنها من ظلام الرفوف إلى نور الرصيف.
عن وفا