وزارة الثقافة في طوباس تحتفي باليوم الوطني للثقافة
احتفت وزارة الثقافة في محافظة طوباس والاغوار الشمالية باليوم الوطني للثقافة، عبر تنظيم ندوة ثقافية بعنوان (حماية وصون التراث الثقافي في القدس).
وحضر الندوة مديرو وممثلو الوزارات المدنية والأجهزة الأمنية، وأعضاء المجلس الاستشاري الثقافي، وحشد من المدعوات والمدعوين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وأشار مدير الثقافة عبد السلام عابد الذي أدار الندوة الثقافية إلى حرص وزارة الثقافة على الاحتفاء باليوم الوطني للثقافة، في ذكرى ميلاد الشاعر الكبير محمود درويش، عبر تنظيم البرامج والأنشطة الثقافية المتنوعة التي تعبر عن وحدة شعبنا، وهويته الوطنية، وثقافته الأصيلة والمتجددة بالشراكة مع المجتمع المحلي .
بدوره أكد محافظ طوباس ربيح الخندقجي في كلمة، أهمية القدس؛ باعتبارها حجر الزاوية في انسجامنا مع تاريخنا وقيمنا وأجيالنا وثقافتنا، مشيرا إلى الاعتداءات الاحتلالية المتواصلة على القدس، والمسجد الأقصى وساحاته، وواجبنا في الدفاع عنها وحمايتها، فالقدس ليست مكانا جميلا فحسب، بل هي امتداد للصراع ما بين الحق والباطل، ولا بد أن ينتصر الحق في النهاية، ويتحقق حلم الحرية.
وفي كلمته، أكد رئيس المجلس الاستشاري الثقافي أحمد بشارات الدور المهم الذي تقوم به وزارة الثقافة في محافظة طوباس، عبر رعايتها وتنظيمها للبرامج الثقافية الهادفة، إلى رفع المستوى الثقافي، وزرع قيم المحبة والتعاون والتسامح والوحدة، وتشجيع الإنتاج والإبداع الأدبي والفني، والحفاظ على الموروث الثقافي، وتنشيط المشاركة الثقافية.
فيما قدم أحمد حامد ورقة ثقافية، عن أعلام بيت المقدس عبر التاريخ، الذين اكتسبوا من مركزها الديني ما أذاع صيتهم مثل: الإمام الغزالي، وابن العربي الأندلسي، والإمام ابن الطاهر المقدسي، ومن الأدباء: شمس الدين أبو عبد الله صاحب كتاب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم)، وسعد الدين بن محمد الديري الذي ألف كتاب (المارقة في كبد الزنادقة)، وعبد الرحمن بن بجير الدين العلمي صاحب كتاب (الأنس الجليل بتأريخ القدس والخليل).
وأضاف حامد: وقد تفاعل علماء فلسطين عامة، وبيت المقدس خاصة في العصر الحديث مع العرب، وأسهموا في إحياء التراث ونشر الثقافة والمعرفة والعلوم الحديثة ومن هؤلاء: يوسف الخالدي، وروحي الخالدي الذي ألف كتابا سمّاه: (علم الأدب عند الإفرنج والعرب) وهو كتاب نقدي فيه آراء متقدمة ورائعة، وكذلك نخلة زريق، وخليل السكاكيني العالم التربوي والأديب واللغوي والمؤرخ، ومحمد إسعاف النشاشيبي الذي قضى حياته مدرسا وباحثا في العربية، وترك عشرين كتابا في اللغة والتربية والأدب، وكذلك الأديب اسحق موسى الحسيني، وهو عالم وأديب واسع الفكر، كان يرى أهمية نشر التعليم في المدن والقرى ومضارب البدو، لتجتمع الأمة الواحدة على وحدة الفكر ووحدة الثقافة، ومن الأدباء المقدسيين المشهورين أيضا ناصر الدين النشاشيبي، الصحفي والأديب البارز الذي أسهم بدور فعال في اللغة والرواية والفكر في أواخر القرن الماضي.
كما قدم الباحث عمر عبد الرحمن ورقة ثقافية بعنوان: (حماية التراث في القدس) تحدث فيها عن الاعتداءات التي تتعرض لها مدينة القدس، والمتمثلة في التدمير والطمس، وإزالة المقابر الإسلامية والمسيحية، ومنع البناء والترميم، وهدم البيوت، وقلع الأشجار، وبناء جدار الفصل العنصري، وانتحال التراث، وتغيير الأسماء العربية الفلسطينية للمواقع ، وتغيير المناهج التعليمية.
وأشار إلى أهمية الحفاظ على التراث الثقافي في القدس، عبر نشر الوعي الحقيقي الذي يمكن أن يُترجم إلى ممارسات، والتعريف بتاريخ القدس فكريا وميدانيا، وتوجيه الرحلات المدرسية والسياحية، وتدوين تراث القدس ودراسته، وتقديم التراث بوسائل مختلفة للعالم، عبر الوسائل المرئية والمسموعة والمطبوعة، والاهتمام بالقدس في المنهاج المدرسي والجامعي، وتنظيم ندوات ومؤتمرات ومحاضرات وأبحاث، والاهتمام بالتنوع الديمغرافي، وتصميم لوحات فنية تتحدث عن القدس مثل: الأغاني والدبكات والأفلام والمسرحيات، وتنظيم حملات مناصرة ودعم للقدس.
وقدم مجموعة من الشعراء قصائد شعرية تتحدث عن القدس وهم: محمد رشاد محاميد الذي قرأ قصيدة القدس، وحسين عبد الرحيم قصيدة (مأمن الله)، وعلي أبو عره قصيدة (القدس أولى بالسلام)، ورجاء أبو صلاح قصيدة (شال الياسمين)، ومشرف بشارات قصيدة (وأشعلنا سراج القدس دمعا).