الأونروا تطالب وبشكل عاجل بسلامة المدنيين وحمايتهم في اليرموك
لم يكن الوضع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق أكثر يأسا مما هو عليه في هذه اللحظة. ففي الوقت الذي يشتد فيه القتال، تناشد الأونروا وبشدة كافة الأطراف المسلحة بالتوقف عن القيام بعملياتها العدائية التي تعرض المدنيين لخطر كبير وبالعمل على الانسحاب الفوري من المناطق الآهلة بالسكان المدنيين.
إننا نطالب بأن تمارس كافة الأطراف أقصى درجات ضبط النفس وبأن تتقيد بالتزاماتها المنصوص عليها بموجب أحكام القانون الدولي فيما يتعلق بحماية المدنيين. وعلاوة على ذلك، فإننا نطالب بإتاحة المجال لوصول المساعدات الإنسانية وبتحقيق الظروف الآمنة التي تمكننا من تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح والتي تجعل بالإمكان القيام بعمليات إخلاء المدنيين.
كما تدعو الأونروا الدول المعنية بالعمل وبشكل عاجل على ممارسة سلطاتها ونفوذها من أجل وقف القتال في اليرموك وذلك من أجل حماية أرواح المدنيين والتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية.
ومنذ الأول من نيسان الجاري، تحولت هذه المنطقة السكنية التي يعيش فيها حوالي 18,000 شخص كانوا بالفعل محاصرين منذ أكثر من عامين لتصبح محاطة بقتال عنيف. إن أرواح المدنيين في اليرموك لم تكن يوما مهددة بشكل أعمق مما هي عليه الآن. إن الرجال والنساء والأطفال – سوريين وفلسطينيين على حد سواء – يرتعدون في منازلهم التي تعرضت للضرب وهم يشعرون بخوف عميق ويتوقون بيأس للحصول على الأمن والغذاء والماء، مثلما يحسون بالقلق حيال المخاطر الجسيمة التي قد يتعرضون لها لاحقا في الوقت الذي تستمر فيه الأعمال العدائية. إنه من المستحيل عمليا على المدنيين أن يغادروا اليرموك حيث أن أية محاولة للحركة في العراء تجلب معها خطرا كبيرا.
والآن، وبعد أكثر من عام واحد، فإن سكان اليرموك المحاصرين بمن فيهم 3,500 طفلا وطفلة لا يزالون يعتمدون على عمليات التوزيع غير المنتظمة للغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى التي تقدمها الأونروا. إن مستويات المعونة التي نقدمها قد انخفضت كثيرا عن الحد الأدنى المطلوب. كما أن المياه الصالحة للشرب لم تعد الآن متوفرة داخل اليرموك علاوة على أن المرافق الصحية الهزيلة التي كانت موجودة قد تم اجتياحها من قبل النزاع. إن الوضع مزر للغاية ويهدد بالتدهور لأبعد من ذلك. إن الأونروا مستعدة لاستئناف مساعداتها للسكان المدنيين في أي وقت، إلا أن ذلك رهن بتوقف الأعمال العدائية.
وتناشد الأونروا المجتمع الدولي بما في ذلك الهيئات التابعة للأمم المتحدة بأن تعمل على إنهاء هذا الوضع الحرج بدون تأخير وبأن تعمل على ضمان حماية كافة المدنيين استنادا لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي، وتحذر من أن الفشل في القيام بهذا قد يترتب عليه أخطر العواقب بالنسبة للمدنيين في اليرموك.