رغم أنف المدعي العام... محمود طليق في غزة
انتهت المرحلة الأولى من صفقة التبادل وانتهت معاناة 477 أسيرا وأسيرة من ذوي الأحكام العالية في السجون الإسرائيلية بعد سنوات مريرة عاشوها داخل الأسر، فمنهم من عاد إلى منزله ومنهم من أبعد إلى قطاع غزة وقطر وتركيا والاردن.
لكن مع خروج هؤلاء الأسرى من الأسر غضب الإسرائيليون لأنهم متهمين بقتل إسرائيليين ومحكومياتهم عالية، لكن في الجانب الفلسطيني كانت الفرحة واضحة فقد أقيمت الاحتفالات والمهرجانات وعَلت الزغاريد ووزعت الحلوى وسمع صوت التكبير والأغاني الوطنية والإسلامية ابتهاجا باستقبال الأسرى المحررين.
الأسير المحرر محمود إبراهيم محمد حاجبي 32 عاما من سكان مدينة طولكرم والمحكوم بالمؤبد و15 عاما يقول: إن المدعي العام في 2003 عندما اصدر قرار الحكم عليه بتهمة المشاركة في قتل مجموعة من الجنود الإسرائيليين قال لي: "لا تحلم انك اتروح".
هذه الكلمات لم ترهب ولم تخيف الأسير محمود الذي قضى 9 سنوات من المحكومية وبقي صامدا حتى جاءه الفرج رغم انف الاحتلال، وقال للاحتلال: "روحنا غصب عنكم وإحنا رافعين رؤوسنا في العالي وان شاء الله يكون الفرج قريب لباقي الأسرى".
رغم التعتيم على الأسرى لعدم رؤية ما الذي يجري أثناء خروجهم من سجن ريمون إلا أن الأسير المحرر والذي تم إبعاده إلى قطاع غزة شاهد ويلات وغضب الإسرائيليين، وقال: "نحن خرجنا من السجن في سيارات زجاجها معتمة كي لا نستطيع رؤية ما الذي يجري بالخارج لكن استطعت من ثقب صغير من إحدى نوافذ السيارة أن أشاهد بكاء وويلات الحراس والمجندات بسبب مغادرتنا للسجن ضمن الصفقة".
وأردف قائلا: "عند قراءتنا للصحف الإسرائيلية أثناء التوقيع على قرار الإفراج أن شمعون بيرس رئيس دولة الاحتلال كان يقول بالمعنى "لن أسامح ولن اغفر".
وعند سماعه لخبر التوقيع على الصفقة أوضح أن أعصاب الأسرى بدأت بالتوتر بسبب عدم معرفة من الذي سيفرج عنه أو يبقى داخل الأسر، مشيرا انه يوم الأحد الماضي تم إبلاغ الأسرى المنوي الإفراج عنهم من إدارة السجون وكانت الدموع هي السمة الأبرز على وجه الأسرى لأنهم سيخرجون ويبقون خلفهم أصدقاء عاشروهم سنوات عديدة.
ووجه الأسرى داخل السجون رسالة للفلسطينيين وخاصة لأهل قطاع غزة وقال تقول "بلغوا أهل غزة لا ينسوا الأسرى ويحاولوا مثل ما أفرجوا عنكم يفرجوا عنا" حسب قول الأسير المحرر.
الأسير المحرر لم يستطيع أن يوصف فرحته بالإفراج عنه في صفقة التبادل، وقال: "عندما استيقظ من النوم بفكر حالي في السجن، وأنا مش مصدق نفسي حتى الان خارج السجن".
وأشار الأسير المحرر معاناة الأسرى داخل السجون يعيشون أوضاعا سيئة للغاية بسبب سياسة العزل والإهمال الطبي والهجمة المسعورة عليهم من قبل إدارة السجون والمعاملة غير الانسانية.