في مخيم اليرموك: 'الهلاليون' يزرعون الحياة قبل أن يحصدها الرصاص
يواصل متطوعو وكوادر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق، ولليوم الثامن على التوالي، الحفاظ على ما تبقى من حياة داخل المخيم، في ظل إمكانيات قليلة وظروف صعبة.
من زقاق إلى زقاق، وتحت زخات الرصاص، ووسط شظايا القذائف والبراميل المتفجرة، يتنقل متطوعو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وكوادرها في مستشفى فلسطين التابع للجمعية، يقدمون الخدمات الإسعافية والإغاثية للاجئين.
وخارج أزقة المخيم المحاصر والمستهدف من كل جهة، يعمل عدد أكبر من كوادر الجمعية ومتطوعيها في أماكن تجمع النازحين، لا سيما في العاصمة السورية دمشق، يقدمون الخدمات الإسعافية لطالبيها، وينقلون الإصابات والمرضى لمستشفى يافا التابع للجمعية في المدينة.
ويقول الدكتور شاكر الشهابي، عضو المكتب التنفيذي للجمعية، ومسؤول فرعها في سوريا، إنه ومع دخول جماعات 'داعش' الإرهابية للمخيم في الأول من الشهر الجاري، ازدادت ظروف المخيم سوءا، ووصلت الاشتباكات إلى أطراف مستشفى فلسطين.
وأضاف، 'أصيبت واجهة المستشفى بقذيفة أدت إلى إصابة خمسة من متطوعي الجمعية، عقب يوم واحد فقط من استشهاد كادرها يحيى الحوراني، ما جعل العمل الإنساني حتى داخل المستشفى أكثر خطورة وأكثر تعقيدا'.
وأشار الشهابي إلى أنه في اليوم نفسه تم إدخال خمس وعشرين حقيبة إسعاف، وكمية من الأدوية والمواد الطبية إلى المتطوعين داخل المخيم، في حين كانت سيارات إسعاف الجمعية تتواجد بموازاة خطوط التماس لنقل المصابين إلى مستشفى يافا التابع للجمعية في دمشق والمستشفيات الأخرى.
وقال الشهابي: 'على مدار الأيام الماضية استمر كادر الجمعية بتقديم الخدمات الطبية المتاحة من إسعافات للجرحى والمصابين، وما زال العمل مستمرا حتى الان، كما استمر تواجد الجمعية على نقاط التماس بعدد من سيارات الاسعاف وكادر طبي بشكل يومي وطوال 24 ساعة، لتقديم الخدمات الإسعافية ونقل الجرحى والمصابين.
وفي مركز الإيواء في منطقة الزاهرة يزور فريق من المتطوعين النازحين الفلسطينيين، ويقدم لهم الخدمات الإنسانية بشكل متواصل، كما تم تشكيل فريق من المتطوعين لإخلاء جثامين الشهداء من شوارع المخيم ودفنها.
ولفت الشهابي إلى صعوبة العمل داخل المخيم نتيجة الاشتباكات المتواصلة، وإلى صعوبة إدخال المواد الطبية إلى المخيم، وتقديم الخدمات للنازحين من المخيم تحديدا في المنطقة الجنوبية.
من جهتها أدانت الجمعية استهداف المتطوعين والمنشآت الطبية في مخيم اليرموك، وطالبت بتحييد الكوادر الطبية والمدنيين عن النزاعات المسلحة الجارية في المخيم، مطالبة بتسهيل عمل كوادرها ومتطوعيها.
وأشارت إلى أنها بذلت منذ بداية الأزمة السورية، جهودا استثنائية لتقديم العون الطبي لهؤلاء اللاجئين الضحايا، ليس في سوريا، فحسب، إنما لأولئك النازحين منها إلى لبنان كذلك.
وأضافت: إن مستشفى فلسطين التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم اليرموك، قدم مساعدات إنسانية كبيرة لضحايا شعبنا من هذه الأحداث المؤسفة، رغم الأضرار التي لحقت به، ورغم استشهاد ثمانية من كوادره الطبية، وجرح العشرات.