الدكتور علي معروف.. يحمل خبرته لبلسمة جراح شعبه
أسيل الأخرس
بلهجة فلسطينية واضحة جلس الطبيب العكي الأصل والألماني الجنسية على معروف يتحدث عن مشواره المهني في الطب، وعن فلسطين التي يعرف تفاصيلها كمن لم يفارقها أبدا.
لهجة فلسطينية قوية غير مترددة تعكس شخصية قوية وانتماء حقيقي لفلسطين، وهو الذي شاء القدر ودراسة الطب وجواز سفره الألماني أن يتيح له فرصة زيارة 'البلاد' كما يحب أن يطلق عليها، ويبلسم جراح أبنائها.
سنوات مرت بين حياة اللجوء في لبنان إلى حياة الشتات في أوروبا درس خلالها الدكتور معروف الطب في جامعة 'مارتن لوثر كينغ' في مدينة هالي الألمانية، وعمل 20 عاما في مستشفى 'بوخ' في برلين، وبات جراح الأطفال والتجميل يمثّل قصة نجاح في مجال الطب، ويشغل الآن منصب رئيس الجمعية الطبية الألمانية العربية، وشغل العديد من المناصب.
الآن، يتواجد الدكتور معروف في فلسطين على رأس وفد طبي تطوعي مكون من 9 أطباء سوريين ولبنانيين ومصريين وعراقيين، ضمن زيارة تنظمها الجمعية الطبية الألمانية الفلسطينية، بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية.
وترسل الجمعية وفودا طبية متخصصة إلى فلسطين أربع مرات سنويا، في حين تنظم زيارة للبروفيسور في جراحة الدماغ والأعصاب زيجفريد فوجل كل 6 أسابيع في الضفة الغربية من خلال العمل في مجمع فلسطين الطبي، ومستشفى المقاصد في القدس.
تاريخ طبي حافل بعمليات جراحية تتجاوز 5 آلاف خلال سنوات حياته المهنية، وهو الذي ابتكر طريقة في تجميل شكل الأذن سجلت باسمه واسم زميله الألماني، توّج هذا النجاح بأكثر من 18 زيارة إلى فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، لإجراء عمليات جراحية ضمن وفود طبية.
وفي لقائه مع 'وفا'، أشار معروف إلى أن أطباء من مختلف التخصصات أجروا منذ العام 2010 أكثر من 840 عملية جراحية في فلسطين، بالإضافة إلى الآلاف من المعاينات الطبية، وكذلك 10 عمليات لم يسبق أن أجريت في فلسطين.
وأضاف أن الجمعية ترسل أطباء ذوي كفاءة عالية، منهم من تتجاوز خبرتهم المهنية عشرين عاما، مشيرا إلى أن الجمعية قدمت خلال السنوات الماضية أجهزة طبية قيّمة ومتطورة لعلاج سرطان الدماغ، وأجهزة لإجراء عمليات في العمود الفقري، ومناظير للأطفال، من شأنها تسهيل إجراء العمليات في المستشفيات الفلسطينية، للتوفير على المرضى عناء السفر وتكاليف العلاج.
وأوضح معروف أن زيارة الوفود توفر على ميزانية الحكومة الفلسطينية الكثير، لافتا إلى أن عملية استئصال سرطان الدماغ على سبيل المثال تتراوح تكلفتها ما بين 50 إلى 60 ألف دولار، والآن تجرى في فلسطين أكثر من 40 عملية استئصال سنويا بشكل مجاني.
وعن الوضع الطبي في فلسطين، قال 'إن الكفاءات الفردية متطورة بشكل جيد، وهناك حاجة إلى تطوير الإمكانيات الجماعية ووضع برنامج ضمان صحي'، معتبرا أن النظافة والحفاظ على الممتلكات وإجراء أعمال الصيانة من أكثر السلبيات التي يلاحظها الأطباء خلال عملهم في المستشفيات الفلسطينية.
وشدد على ضرورة التعاون بين الأطباء على اختلاف أعمارهم لاكتساب الخبرة ورفض تداخل العادات الاجتماعية في العلاقات الطبية، داعيا إلى ضرورة تنظيم قضية العلاج والتي تحتاج إلى تشكيل لجنة طبية من شأنها اتخاذ القرارات الطبية والتحقيق في الأخطاء الطبية وإقرار العقوبات على الأطباء المخالفين.
ولفت إلى أن أوروبا متعاونة ومتعاطفة بشكل كبير ومستعدة لتقديم كافة الإمكانيات، وأن القضية الفلسطينية باتت تحظى بتعاطف كبير، مشيرا إلى أن الجمعية تعمل على ترتيب زيارة وفود فلسطينية إلى أوروبا وتدريب أطباء فلسطينيين هناك.
وكانت زيارة الوفد الطبي إلى فلسطين بدأت في الثالث من الشهر الجاري وتستمر حتى الثاني عشر منه، وتجرى خلالها من 22 إلى 23 عملية متطورة، بالإضافة إلى عمليات أخرى في مستشفى المقاصد بالقدس.