مسؤولون وباحثون يدعون إلى إجراءات عملية لحماية التنوع الحيوي
دعا مسؤولون وأكاديميون وباحثون وناشطون بيئيون إلى اتخاذ إجراءات وتدابير عملية لحماية التنوع الحيوي في فلسطين.
وطالبوا خلال ندوة نظمها مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، وشبكة المنظمات الأهلية البيئية (أصدقاء الأرض– فلسطين)، بالتعاون مع سلطة جودة البيئة حملت اسم 'التنوع الحيوي في فلسطين 'بتأسيس بنوك جينية لحماية الأنواع المهددة، وإطلاق المزيد من بنوك البذور، وتأهيل الطيور المصابة خلال مواسم الهجرة، والإعلان عن المحميات الطبيعية، بجانب معشبة نباتية، وتنفيذ دراسات مسحية لحصر التنوع الحيوي، وأخرى خاصة بحماية الطيور وتحجيلها.
وأطلقوا دعوات لتوثيق أشكال التنوع الحيوي في فلسطين، وتجميع النباتات النادرة وتكثيرها، وإقامة حدائق نباتية، إلى جانب بث برامج إعلامية وتثقيفية تواكب ما تتميز به فلسطين من أربعة أقاليم نباتية هي: المتوسط، والصحراوي، والإيراني– الطوارني، والتوغل السوداني. في وقت عرفت الأمم المتحدة التنوع الحيوي 'المجموع الكلي للنباتات والحيوانات والفطريات والكائنات الدقيقة على الأرض، وتنوعاتها الجينية ومجموعاتها ونظمها البيئية'.
وقال المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي الخبير البيئي سيمون عوض، إن التنوع الحيوي في فلسطين تعرض لهجمات تاريخية خلال القرن الماضي شنتها قوى الاحتلال المختلفة، فيما أكملت إسرائيل تدمير عناصر التنوع الحيوي، وأتى استيطانها الاستعماري عليه، وسيطر على موارده المائية، ومع هذا يجب أن لا يكون الاحتلال شماعة لكل الأخطاء والتجاوزات.
وأكد رئيس دائرة الجغرافيا السابق في جامعة بيرزيت المحاضر عثمان شركس أن فلسطين غنية بالتنوع الحيوي، إذ تضم 2500 نوع، و420 نوعا نادرا و79 نوعا، لكنها مهددة بالاحتلال، وبممارسات المجتمع كالرعي الجائر والاقتلاع الجائر لها.
وأضاف أن فلسطين شاهدة على ظلم الاحتلال للبيئة، خاصة الاستيطان الذي دمر المحميات الطبيعية، كالحال في جبل أبو غنيم، الذي أصبح مستوطنة أتت على أشجار أصيلة ونادرة.
وأوضح شركس أن النباتات المهددة في فلسطين هي العلاجية وجميلة المنظر كالترمس البري والسوسن والسحلب والنرجس وغيرها.
وأشار مدير عام المصادر البيئية في 'جودة البيئة' عيسى عدوان إلى أن إجراءات الاحتلال القمعية، شوهت التنوع الحيوي، ودفعت بالمواطنين لهجرة السفوح الشرقية، والضغط على المناطق الوسطى، ما تسبب في حصول تجاوزات عديدة أضرت بالغطاء النباتي.
وقال، إن 'جودة البيئة تسعى إلى تنفيذ مسح للتنوع الحيوي؛ لحصر الأنواع، خاصة أن بعض النباتات مهددة'.
وذكر عدوان أن فلسطين أصبحت في الثاني من شباط رسميا عضوا في 'الجنايات الدولية'، ووقعت على اتفاقية التنوع الحيوي، ما يعني أن قانون البيئة الفلسطيني ستضاف إليه بنود جديدة.
وأضاف أن الضفة الغربية وغزة تشهدان وجود 51 محمية طبيعية منذ عام 1996، على مساحة تبلغ نحو 240 كيلومترا، وهي مناطق يمنع مزاولة أي نشاط فيها. فيما تضم لجنة تقييم الضرر البيئي 13 عضوا من مؤسسات رسمية وأهلية.
ومما جاء في الندوة، إن في فلسطين التاريخية 530 نوعا من الطيور، فيما أجرى 'التعليم البيئي' مسحا لطيور الضفة الغربية وغزة وقال إن هناك 347 نوعا. في وقت تضم سوريا 3200 نوع نباتي. مقابل 4600 في لبنان، وقد تراوح عدد أنواع الكائنات الحية بين 5 ملايين و80 مليونا، فيما لم يجر تصنيف سوى 1,6 مليون عالميا.
بدورها، أشارت منسقة شبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية عبير البطمة إلى أن الشبكة تنفذ حاليا دراسة مسحية لقياس تداعيات عدوان الاحتلال على غزة، من حيث تنوعها الحيوي ومياهها ومواطنيها.