الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

منذر أبو غزالة: ذكرى رحيل صامتة لفدائي صلب!

مدينة نابلس ليلا

 عبد الباسط خلف:
تابعت الناشطة الشابة علا إبراهيم كل مواقع الإنترنت التي تزورها يومياً، مثلما فتشت في شبكة التواصل الاجتماعي"فيسبوك" أمس عما قيل عن الشهيد منذر أبو غزالة، الذي اغتيل قبل ربع قرن في أثينا العاصمة اليونانية، لكنها لم تجد أي إشارة عن قائد البحرية الفلسطينية وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، والمجلس العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية. مثلما لم تعثر علي أي صورة له في الانترنت.
تقول : "مصيبتنا أننا ننسى بسرعة الأبطال والشهداء والقادة، الذين عاشوا وماتوا وكبروا لأجل فلسطين، ولو أننا نتذكرهم لاختلف حالنا 180 درجة، لكننا للأسف لا نتذكر الكثير من المحطات المهمة في تاريخنا، وربما يأتي اليوم الذي لن نعرف فيه ذكرى النكبة".
مما جمعته علا من مراجع إلكترونية وورقية، "أن أبو غزالة ولد في غزة عام 1944 وتلقى دراسته الثانوية في مدارسها، وانضم لحركة "فتح" عام 1965 أثناء دراسته للصيدلة بالجزائر، وتسلم قيادة منطقة نابلس في المناطق المحتلة بعد احتلالها عام 1967.
 مثلما قام وأشرف على تنفيذ عمليات بطولية عدة ضد قوات الاحتلال، كما أنه خاض الكثير من معارك الدفاع عن الثورة وعن الشعبين الفلسطيني واللبناني، فضلا عن تسلمه عدة مسؤوليات منها: قائد معسكر "ميسلون" عام 1968، وقائد معسكر "طرطوس" عام 1970، وقائد منطقة الشمال اللبناني عام 75 – 1976."
كانت أم منذر التي فقدت ابنا آخر هو مازن شهيداً، قالت قبل عشر سنوات لمواقع إعلامية تابعة لفتح: "ولد منذر في 1944 وكان منذ صغره حنونا هادئا، ولكنه كان قويا وكان من الأوائل في المدرسة، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية ذهب إلى القاهرة ليدرس، وما أن تم تشكيل جيش التحرير الفلسطيني عام 1965 حتى ترك الجامعة والتحق بالجيش ولم يكن موقفه غريبا علي، فقد كان حلمه أن يقاتل من أجل تحرير فلسطين، ولابد من القول بأنه قبل التحاقه بالجامعة قدم للكلية الحربية في مصر فلم يقبلوه، وبعد أن أنهى الخدمة في الجيش أرسلته المنظمة إلى الجزائر لدراسة الصيدلة، وأثناء ذلك وقعت حرب 1967، فترك الجامعة والتحق بحركة "فتح"، وكنا نعتقد أنه ما يزال يدرس في الجامعة، إلى أن عرفنا أنه في نابلس عام 1968."
وبحسب ما ورد على لسان زوجته في أدبيات فتح: "منذر كان الزوج والحبيب، هو ابن عمي وكانت أول مرة أراه فيها بعد هزيمة حزيران عام 1967 في عمان، ولا أنسى ذلك اليوم أبدا، لا أنسى كيف دخل بيتنا وهو يرتدي ملابس الفدائيين ويحمل بندقيته وقنابله، كان هو يتحدث ونحن كنا نستمع إليه تحدث وقتها عن الهزيمة وعن الرد عليها بالرصاص، وعن الثورة وفلسطين، كان أجمل من رأيت، بقامته المديدة كسارية العلم أو كسارية للنار، وفرحت بت ابن عم عزيز وفدائي، هكذا تعرفت عليه وهكذا أحببته أيضا.
 بعدها ذهب وغاب طويلا، وعلمت فيما بعد أنه قطع النهر إلى الأرض المحتلة وذهب إلى مدينة نابلس، حيث كان القائد العسكري للمنطقة عام 1968. وحسب ما حدثني أخوة منذر في "فتح" فقد قام بعدد من العمليات العسكرية ضد قوات العدو الإسرائيلي، كما أنه أشرف وخطط لعدد كبير من العمليات. وكان منذر كتوما فيما يتعلق بعمله فلم يكن يتحدث أبدا عنه كان يحدثني عن شقيقه الشهيد البطل مازن الذي استشهد في معركة طوبا، أما عن نفسه وعن عمله فلم يحدث أن تحدث قط، ولكنني كنت أسمع أخباره من الآخرين، وعندما سئلت عن عملية دلال المغربي قالت: لم يحدثني أبدا عنها ولكنني كنت أشعر أن هناك شيئا كبيرا وخطيرا سيحدث وذلك بسبب قلقه وقلت نومه ومن متابعته للإذاعات.
واغتيل أبو غزالة، كما تقول نشرة إعلامية قديمة لفتح، "عند الساعة الثانية من فجر الثلاثاء 21/10/1986، ووقتها سمع دوي انفجار كبير في منطقة (تيازميرني) عند تقاطع شارعي (تراكيون) و(بلاستيراس) في العاصمة اليونانية.
وعرف بعد دقائق أن الانفجار وقع في سيارة مستأجرة من نوع "أوبل كاديت"، ونتج عن الانفجار حفرة واسعة وعميقة في أرض الشارع وأثناء سيرها تطاير السقف ولم تتوقف إلا بعد اصطدامها بسيارة مرسيدس كانت متوقفة بجانب الطريق، ثم بعامود سور حديدي وبشجرة.
وفور توقفها وقع انفجار آخر في خزان الوقود، فاحترقت السيارة ومن كان بداخلها، وكانت النيران كثيفة إلى حد أن أحدا لم يجرؤ على الاقتراب منها حتى حضور رجال الإطفاء بعد عشر دقائق من الحادث. ولم يكن بإمكان رجال الإطفاء سحب الجثمان - الذي كان يصعب تمييزه إذا كان لرجل أو امرأة- من داخل السيارة، إلا بعد تقطيع أجزاء السيارة بواسطة منشار ورافعة. أما الجثمان فكان هيكلا من الفحم مقطع الأوصال لا يستدل على أنه لإنسان لولا وجود الرأس المحروق.
 لقد حاولت مصادر الشرطة اليونانية ربط الحادث بحادث كان قد سبقه بساعات قليلة، حيث انفجرت عبوة موقوتة في قسم للشرطة في منطقة (امبيلوكبي) في أثينا، وأعلنت المسؤولية عنها منظمة تسمى "النضال الثوري اليونانية – ايلا السرية"، وهذا ما ساعد على التشويش والإيحاء بأن السيارة التي انفجرت كانت تحمل عبوات متفجرة، لتوضع في دائرة حكومية أخرى، كما ساعد على الاعتقاد بأن الشخص الذي وجد محروقا في السيارة هو أحد عناصر المنظمات الإرهابية اليونانية. وتوهم رجال الأمن أنهم قد وضعوا يدهم على طرف الخيط الذي سيوصلهم للكشف عن إحدى هاتين المنظمتين. فيما أكد فحص ركام السيارة أكد أن العبوة كانت موضوعة تحت المقعد الأمامي المجاور لمقعد السائق، وان المقعد قد تناثر بالكامل منذ اللحظة الأولى للانفجار، والبعض يعتقد أن المتفجرة كانت ملتصقة بأسفل السيارة، ودليل ذلك الحفرة التي أحدثها الانفجار في أرض الشارع لحظة وقوع الانفجار.
وقال بعض الشهود: إن أبو غزالة لم يستشهد منذ اللحظة الأولى، وكان متماسكا رغم ما أصابه، حيث كان يحاول السيطرة على السيارة على امتداد 80 مترا، إلى أن اصطدمت السيارة بعامود الحديد والشجرة، وكان الانفجار الثاني واندلاع النيران، ومن بين ألسنة اللهب سمعت صرخة مدوية، حيث لفظ روحه الطاهرة والتحق بالرفيق الأعلى شهيدا."

 


 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024