'الحدثة'.. الماضي الذي لا ينسى
فايز عباس
لم يكن من السهل الوصول الى القرية المهجرة 'الحدثة'، لأنه تم اخيار الموقع بعيدا جدا عن الشارع الرئيسي، واضطر الاف المشاركين في مسيرة العودة الى السير على الاقدام مسافة طويلة جدا، لكن أحد لم يتراجع وواصل الأطفال والكبار في السن والشبان السير على الاقدام وهم يحملون العلم الفلسطيني عاليا وأسماء القرى المهجرة.
تقع قرية الحدثة في الجليل الأسفل، مقابلها شموخ جبل الطور وشرقها بحيرة طبريا، تم تهجير أهلها الى المدن والقرى في الجليل والى مخيمات الشتات في لبنان وسوريا، لكن أهلها الذين بقوا لاجئين في بلادهم لم يغادروها على الرغم من مرور السنين الطويلة، بقيت 'الحدثة' في مخيلتهم وكانوا يترددون على ارضها لأنه لم يبق أثر واحد يدل عليها، وزرع المستوطنون أشجار الزيتون واللوز بكثرة وأيضا يزرعون الحبوب بكثرة لان هذا الأرض تعتبر من الأراضي الخصبة جدا.
جلست سيدة كبيرة في السن على ارض 'الحدثة' وهي تمسك بيدها سنابل القمح وتبكي بصمت على ارض آبائها واجدادها، قالت: هنا ارض أبو محمود وهناك ارض أبو حسن، 'ويا حسرة لم يبقى أي إثر لمنازلنا، دمروها وحرثوها ولم نجد أي شيء نقف بالقرب منه'.
لجنة المهجرين من الداخل نظمت المسيرة والاجتماع الشعبي الـ 18 في نفس اليوم الذي تحتفل فيه إسرائيل بذكرى قيامها تحت شعار 'يوم استقلالكم يوم نكبتنا'. وشارك فيها آلاف المواطنين الذي قدموا من النقب المنكوب ومن الساحل والمثلث والجليل وعلى رأسهم قادة الجماهير العربية.
بدأ المهرجان بكلمة لرئيس لجنة المهجرين المحامي، واكيم واكيم، الذي قال 'إنه لن يعم السلام في المنطقة دون عودة المهجرين الى قراهم وارضهم'، وتحدث بإسهاب عن معاناة اللاجئين في الداخل والخارج.
رئيس مجلس عيلبون جريس مطر قال 'إن ما تقوم به إسرائيل من محاولات لتهويد الأرض وأسرلة الانسان الفلسطيني هو دليل على ان النكبة ما زالت مستمرة'. 'العودة حق طبيعي وشرعي وسنواصل احياء ذكرى النكبة في يوم استقلالهم' قال مطر.
عادل أبو الهيجاء، من مواليد القرية واليوم يسكن في مدينة طمرة وسابقا ترأس بلديتها كان منفعلا في كلمته القصيرة لكنه اكد انه لا يمكن المساومة على ارض 'الحدثة' لأنها حياتنا 'منذ ان هجرنا من هنا وأعلنت القسم وما زلت اجدد هذا القسم ان الرعيل الأول دفع ثمن النكبة ونحن سنحافظ على ارض الحدثة ولن نبيع 'نوصي أبنائنا واحفادنا ان لا مساومة على الأرض وحق العودة لأنه من حقنا ان نعود ومن حقنا ان تقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف' قال أبو الهيجاء.
البروفسور يهودا شنهاب، من جامعة تل ابيب فضل المشاركة في مسيرة النكبة على المشاركة في احتفالات إسرائيل.. 'كانت هنا قرية اسمها 'الحدثة' وتحولت الى مأساة وهي مثال لكل الوطن الفلسطيني لان إسرائيل هجرت اكثر من 400 قرية عربية وتتنكر للنكبة'.
وشارك في المهرجان عادل محيسن من دائرة شؤون اللاجئين، الذي اعتذر عن عدم مشاركة زكريا الاغا في المهرجان، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقه في العودة. 'شعبنا ما زال صامدا رغم كل المؤامرات واستطاع بصموده اسقاط المقولة الصهيونية 'إن الكبار يموتون والصغار سينسون' قال محيسن.
واختتم المهرجان بالأغاني الوطنية الملتزمة.