الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الاسيرة ايرينا الاوكرانية:حكاية عطاء وتضحية لا ينضب داخل السجن وخارجه

نجيب فراج -تحرص الاسيرة المحررة ايرينا سراحنة الاوكرانية الاصل على ان تجامل كل من اتى اليها لمصافحتها وتهنئتها بالسلامة بمناسبة تحررها من السجون الاسرائيلية بعد ان امضت نحو عشر سنوات داخل السجن واطلق سراحها ضمن صفقة تبادل الاسرى الاخيرة.

حشود كثيرة من الوفود الرسمية والشعبية وممثلي المؤسسات المختلفة اتت الى منزل عائلة زوجها الكائن في مخيم الدهيشة للاجئين لهذا الهدف، وظلت على مدى الايام الستة الماضية وهي تستقبل زوارها، ولكنها في ذات الوقت لا زالت مندهشة ومتفاجئة من هذه اللحظات العظيمة وهي لحظات الانعتاق من قيود السجن والسجان، ومع ذلك فهي تجامل زوارها باللغة العربية التي تعلمتها داخل السجن، ولم تكن تعرف قبل ذلك سوى كلمتين على بعضهما البعض، حسبما قالت، فعندما زارها
الوزير عيسى قرارقع بعيد تحريرها كان لسانها يلهج بالاسيرات اللواتي بقين خلفها في السجن فقالت له:"الاسيرات يا معالي الوزير"، اي بما معناه انها توصي على العمل لاطلاق سراحهن، ورد قراقع، الذي لم يخف اندهاشه من هذه المشاعر بقوله "ان شاء الله"، وعندما قابلها مراسل  قالت له انها تعرفه بالاسم من خلال التقارير المنشورة في الجريدة التي تصل المعتقلين في سجونهم، مشيدة بهذه الصحيفة ودورها في متابعة قضايا الاسراى والاسيرات.

ولا زالت ارينا، تلك الشابة بيضاء البشرة وذات العيون الزرقاء وبملامح غربية تستكشف الحياة خارج السجن، واجابت انها تشاهد اليوم الشجر والسماء والقمر من دون قيود ومن دون اسلاك شائكة، وهذا بحد ذاته مبعث اندهاش وارتياح، مشيرة الى انه وقبيل اجراء المقابلة معها كانت قد ذهبت مع سلفها وابنتيها ياسمين وغزالة ووالدتها الروسية القادمة من روسيا مع ابنتها الاولى الى معصرة الزيتون الكائنة في مدينة بيت جالا وشاهدوا جميعهم الية عمل عصر الزيتون، فهذا هو موسمه بامتياز، حيث ينشغل الشعب الفلسطيني في هذا الوقت بهذا الموسم الذي يطلق عليه انه "موسم الخير والبركة"، لا سيما وانه يتحول الى معركة جدية مع المستوطنين الذين يلاحقون المزارعين في حقولهم اثناء الموسم لمنعهم من القطاف، فتحولت الحكاية الى ملحمة مليئة بالتحدي والاصرار على مواجهة هذه الاعتداءات.

 خرجت ايرينا من السجن حيث كانت تقضي حكما بعشرين سنة بتهمة المشاركة في مقاومة الاحتلال، في ما حكم على زوجها ابراهيم بالمؤبد لمرتين فتركته خلفها، وهذا ما يؤرقها ويجعلها قلقة وحزينة في ذات الوقت، رغم انها خرجت الى ابنتيها ياسمين، وهي من اب اوكراني وغزالة وهي من اب فلسطيني، واكدت انها مقبلة على الحياة من اجل ابنتيها وهي تتوق الى ذالك اليوم لان تستيقظ صباحا وتوقظ ابنتيها وتجدل شعرهن وتضع الفطور لهن لتذهبا الى المدرسة

وتقول:"هذا بلا شك اصبح في متناول اليد لانني اريد ان اعوضهن على ما حرمتا منه طوال السنين الطويلة وانا داخل السجن"، وعن سؤال ان كانت تحبذ البقاء في فلسطين او العودة الى اوكرانيا، قالت:"انني سأبقى في بلد ابنتي وزوجي، فهنا سأبقى، وليس ذالك وحسب وايضا لا يمكن لي ان انسى والدا زوجي ابو يوسف وام يوسف، اللذان ظلا يواكبان زيارتي على مدى هذه السنين وعملا ايضا على تربية ابنتي والاعتناء بها اجمل اعتناء، فأنني اعتبرهما والداي لانهم وقفوا الي جانبي بكل ما تحمل الكلمة من معنى".

وتعتبر ايرينا ان الحصول على هوية فلسطينية وجواز سفر امر اساسي لها، وناشدت الرئيس ابو مازن ان يصدر تعليماته بهذا الشأن من اجل استصدار هوية شخصية لها مقدمة له الشكر الجزيل بهذا الصدد.

واجابت ايرينا عن سؤال ان كان هناك اي امر ايجابي في السجن، بقولها انها لا تحب السجن على الاطلاق "فهو يكبل الحريات ويمس بالكرامات ويقمع المشاعر ويقطع الاوصال ويعزل الاسرى ويحول حياتهم الى جحيم ويهدف الى قبرهم احياء، ولهذا كله فأنني لا احب السجن واتمنى ان يطلق سراح كافة الاسرى والاسيرات وعلى الراس منهم زوجي ابراهيم وشقيقيه موسى وخليل المحكومين بالسجن المؤبد منذ عشر سنوات، كما اعربت عن امنيتها ان يتحقق السلام العادل وان تنتهي حالات الصراع المتواصلة على هذه الارض".

وخلال المقابلة تدخلت الاسيرة المحررة رشا العزة، التي كانت قد خرجت من السجن قبل نحو ثلاث سنوات بعد اعتقال استمر اربع سنوات، فهي تحرص على التواجد مع ايرينا اكبر وقت ممكن منذ تحررها لانها صديقتها وتحبها كثيرا ولهذا تتواجد باستمرار معها لانها بحاجة الى وقفتها بهذه الظروف. وتصف ارينا انها "انسانية بامتياز ومتواضعة واجتماعية وتحب مساعدة الاسيرات، وكان قلبها دائما عليهن وفوق كل هذا فأنها كانت تطبخ لهن طعام روسي، وخاصة السلطة الروسية المكونة من البطاطا والمرتديلا والبصل والخيار والبندورة فهي سلطة لذيذة ان كانت كل شهر مرة".

 ترتدي ارينا الجلباب والحجاب الاسلامي، وهي لا تصافح الرجال وتقول "ان ذلك حرام في الاسلام"، وهي اشارة بأنها قد اعتنقت الاسلام بعد الديانة الكاثوليكية، اضافة الى انها مستقلة سيايا بعدما اتهمت بالانتماء لكتائب "شهداء الاقصى - الجناح العسكري" لحركة "فتح".

وخلال المقابلة جلس والد زوجها احمد سالم البالغ من العمر 77 عاما الى جانب كنته "ايرينا" يسمع لها باهتمام وحماسة، معبرا عن فرحته المنقوصة لهذا الافراج ومشيرا الى انه يوم مشهود ولكنه بالتاكيد ليس كاملا فابنائه الثلاثة موسى (50 سنة) وابراهيم (42 سنة) وخليل (30 سنة) محكمومين ثلاثتهم بالسجن المؤبد منذ عشر سنوات، وقال ان لديه الامل ان يتم اطلاق سراح احد ابنائه، ولكن الحمد لله على كل حال، فتحرير ايرينا خفف كثيرا من معاناتنا واملنا بالله سيبقى كبيرا ونحن متاكدون الى ذلك اليوم الذي سوف اشاهد ابنائي الثلاثة وهو بين احضاننا.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025