علي أبو غنّام .. رصاص الغدر تربص حلم الفتى بامتطاء الفرس !!
إلى ما قبل إعدامه بدم بارد من قبل جنود الاحتلال المتمركزين على "حاجز الزعيم" شرق القدس، كان حلم الفتى الشهيد علي أبو غنام من قرية الطّور( كما أسرّ لوالده ) امتطاء صهوة فرس بيضاء كان شاهدها في حظيرة بمدينة أم الفحم وراء "حدود الهدنة"؛ غير أن الرصاصات الغادرة قطعت على الفتى حلمه وحياته؛ دون رحمة ...
"كل الخيول"، بالنسبة لعائلة الفتى علي محمد أبو غنام الذي قصف الاحتلال عمره قبل أن يكتمل تفتحه ( يوم الجمعة ) ستتحول من الآن فصاعدا، مدعاة لاستدعاء وجه الفتى من الموت إلى مخيلة والده – المخيلة التي ستواصل نزفها كما لو أن "الولد" لا يزال مسجى أمام عينيه، وكما لو أن دم الولد، أيضا، يواصل تدفقه كفجيعة سترافق الرجل و كل العائلة ما دام كل منهم على قيد الحياة.
" كان ابني برفقتي في مزرعة الابقار العائدة للعائلة" قال محمد علي سعيد أبو غنام وهو يشرح بكلمات مدماة كيف أخبره "علي" ( 17 عاما ) بأنه سيذهب مساء لحضور سهرة زفاف أحد الأقارب، مشيرا في حديثه مع القدس دوت كوم إلى أن نجله الشهيد الذي كان انشغل لبعض الوقت في توزيع الحليب على الزبائن ثم ذهب إلى صالون كي يحلق شعره، كان طلب منه ممازحا ( بعد أن عاد من الصالون ) أن يقول له "نعيماً .. !" – طلب من والده ذلك ثم انحنى وقبّل يديه .
وأوضح رئيس لجنة المتابعة في قرية الطور مفيد ابو غنام – أوضح بخصوص الجريمة التي اقترفها جنود الاحتلال على الحاجز بين قريتي الزعيم و الطور أن شهود العيان الذي تواجدوا قرب الحاجز لحظة وقوع الجريمة "قالوا ان الجنود الإسرائيليين كانوا يتحدثون مع "علي" حين تركهم ليواصل المشي لتجاوز الحاجز، غير أن الجنود باغتوه بالرصاص ومات غريقا في دمه"، وايضا، حسب الشهود – والحديث موصولا لـ"مفيد أبو غنام – " ان علي يقف أمام الجنود دون أن يكون حاملا في يديه أي شيء" و " تركهم يصرخون ثم التف عنهم باتجاه الحاجز كي يعود إلى منزل العائلة"، مشيرا إلى أن مزاعم الناطق العسكري الإسرائيلي عن أن الفتى كان حاول مهاجمة الجنود بآلة حادة " رواية كاذبة وليس فيها ذرة من الصدق" !
رئيس لجنة المتبعة في "الطور" مفيد أبو غنام أضاف في حديثه مع القدس دوت كوم أن "الخوف" حال دون أن يدلي الشهود بما رأوه لتفنيد كذب مزاعم الاحتلال عن أن الفتى كان يعتزم مهاجمة الجنود، فيما لم يتمكنوا من فهم طبيعة الحوار بينه و بين الجنود قبل أن يسارع الأخيرون لإطلاق النار عليه، مشيرا إلى أن الشهيد لم تكن بطاقته الشخصية بحوزته حين حاول دخول الحاجز، مرجحا بان جنود الاحتلال رفضوا السماح له بتجاوز الحاجز دون إبراز بطاقته الشخصية؛ وهو ما أثار المشادة بينه و بينهم.
قال مفيد ابو غنام أخيرا أن قتل "علي" بهذه الوحشية يشي بحقد كبير، حيث "كان بإمكانهم ( الجنود الإسرائيليون ) منعه من تجاوزالحاجز بطرق أخرى كثيرة، وليس بإعدامه ...!