"مدى" وجامعة القدس ينظمان لقاء حول الحريات الاعلامية واوضاع الصحافيين في القدس
نظم المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" بالشراكة مع جامعة القدس وشبكة "هنا القدس"للإعلام المجتمعي لقاء لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة حول الحريات الاعلامية وما يتعرض له الصحافيون والصحافيات في الاراضي الفلسطينية عامة وفي مدينة القدس خاصة من اعتداءات وانتهاكات. وذلك ضمن مشروع "الدفاع عن حرية الرأي والتعبير من خلال بيئة قانونية سليمة" والممول من الاتحاد الأوروبي.
وشارك في الاحتفال الذي اقيم في "مركز دراسات القدس" بحي القطانين في القدس القديمة نائب رئيس جامعة القدس الوزيرة السابقة الدكتورة صفاء ناصر الدين، وممثل مكتب الاتحاد الاوروبي جون جات روتر، المديرة العامة لمعهد الاعلام العصري لوسي نسيبة، والاعلامي نهاد ابو غوش عضو مجلس ادارة مركز "مدى" وحشد من الصحافيين والصحافيات المقدسيين.
واشتمل الاحتفال على عدة فقرات وفعاليات تمحورت حول واقع الحريات الاعلامية والانتهاكات والمعيقات التي يواجهها الصحافيون اثناء عملهم ومن بينها عرض فيلم "صحافيون تحت النار" الذي انتجه مركز "مدى" حول ما تعرض له الصحافيون في غزة خلال الحرب الاخيرة على القطاع، ومعرض للصور الفوتوغرافية يجسد بعضا من الاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون في القدس، وحلقة نقاش عامة مع الصحافيين المقدسيين حول المعيقات التي يواجهونها وسبل التغلب عليها.
واستعرض نهاد ابو غوش جملة من المعطيات حول واقع حرية التعبير والانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون في الاراضي الفلسطينية موضحا ان الانتهاكات تتصاعد بصورة مستمرة وان العام الماضي 2014 كان الاسوأ والاشد دموية على الصحافيين في فلسطين على الاطلاق من حيث طبيعة وعدد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت ضدهم.
واشار ابو غوش الى ان الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت ضد الحريات الاعلامية في فلسطين سجلت ارتفاعا نسبته 108 مقارنة بالعام الذي سبقه حيث بلغ مجموعها 465 جريمة واعتداء (منها 17 جريمة قتل جميعها ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي) وفقا لما رصده ووثقه مركز "مدى".
واوضح ان الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 351 من مجمل هذه الاعتداءات (ما يعادل 75%) بينما ارتكبت جهات فلسطينية 114 انتهاكا اي ما يعادل 25 %.
وقال: "ما ارتكبه الاحتلال العام الماضي يوازي نحو 44% من مجمل الاعتداءات الاسرائيلية التي ارتكبت خلال ستة اعوام سبقت ذلك (من 2008-2013)" مشيرا الى ان الانتهاكات الفلسطينية شهدت هي الاخرى ارتفاعا ليس بسيطا وقفزت من 78 انتهاكا عام 2013 الى 114 انتهاكا عام 2014 اي بزيادة نسبتها 46%.
وبخصوص الاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون في القدس اكد ابو غوش ان "القدس تحتل المركز الاول بين مختلف المحافظات الفلسطينية من حيث عدد الانتهاكات الاسرائيلية التي يتعرض لها الصحافيون ووسائل الاعلام فيها، وقال بان "الاعتداءات التي تعرض لها الصحافيون ووسائل الاعلام في القدس خلال الاعوام الماضية تضاعفت عدة مرات وبلغت ذروتها العام الماضي 2014".
واوضح ان عدد الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية ضد الحريات الاعلامية في القدس ارتفع من 16 اعتداء عام 2008 الى 79 اعتداء عام 2014 اي انها تضاعفت خمس مرات تقريبا".
وقال: "بينما ارتكبت قوات الاحتلال خلال العام 2014 ما مجموعه 48 اعتداء وانتهاكا ضد الحريات الاعلامية في محافظتي نابلس والخليل مجتمعتين (وهما من اكبر محافظات الضفة) فقد بلغ عدد الانتهاكات التي تم رصدها ضد الصحافيين والحريات الاعلامية في القدس 79 اعتداء وانتهاكا اي ما يفوق مجموع ما ارتكب في اكبر محافظتين بالضفة بنحو 65%".
واشار الى ان الشهور الثلاثة الاولى من العام الجاري 2015 تظهر ان وتيرة الاعتداءات ضد الحريات الاعلامية لم تشهد اي تغير ايجابي، موضحا ان 73 انتهاكا سجلت في الضفة وغزة خلال هذه الفترة، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 42 منها (من بينها 10 اي نحو 25% منها وقعت في القدس) في حين ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة 31 انتهاكا.
وتحدث ممثل مكتب الاتحاد الاوروبي في القدس السيد جون جات روتر عن أهمية حرية الرأي والتعبير، مشدداً دور الحريات الإعلامية في الترويج لها. كمال قال ان دور الاتحاد الاوروبي في فلسطين يتمثل في المساعدة على انشاء مؤسسات تحمي وتصون هذه الحريات.
واشارت الدكتورة صفاء ناصر الدين الى استمرار مسلسل الاعتداءات على الحريات الاعلامية في الاراضي الفلسطينية ومنع حرية الحركة والتنقل مؤكدة على ضرورة تفعيل التحرك على مختلف الساحات لاسيما الدولية من اجل تطبيق الشعار الذي رفعته المؤسسات الدولية الداعي لمنع افلات مرتكبي الجرائم والاعتداءات من العقاب كوسيلة لوضع حد للاعتداءات التي تتعرض لها الحريات الاعلامية.
واضافت" نحن في جامعة القدس رسالتنا الاساسية هي الحرية وحقوق الانسان والمساواة ، وتحقيق رسالتنا هذه لن يتم الا من خلال تعاون وثيق بين الجامعة وقطاع الاعلام والمؤسسات الداعمة لحقوق الصحافيين".
ودعت الى الاسراع في اقرار مشاريع قوانين تخص قطاع الاعلام وعلى رأسها مشروع قانون المرئي والمسموع ومشروع قانون الحق في الحصول على المعلومات وقانون نقابة الصحافيين نظرا لاهمية ذلك في تعزيز مبدأ الحرية.
واكد الصحافيون خلال حلقة النقاش التي تمحورت حول اوضاع الحريات الاعلامية والعمل الصحفي في القدس على الاهتمام باوضاع صحافيي القدس والعمل على بلورة شراكة متخصصة ومتكاملة بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.