الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

المحرر "البرغوثي": كانت غزة آخر خياراتي لكني صدمت من روعتها


 غزة -  من علاء الحلو - "لم يخيل لي أبداً أن أتخيل نفسي داخل قطاع غزة, فقد كانت آخر خياراتي, ولكن ما شهدته من روعة الاستقبال ودفء المشاعر وجمال غزة وأهلها صدمني وجعلني أدرك أنها عنوان الحب والعزة, وأن شاطئ بحرها يغمر كل من زارها بحبه وحنانه".

هذه الكلمات هي التي عبر بها الأسير المحرر المبعد جاسر البرغوثي "38 عام" عن قطاع غزة الذي احتضنه منذ لحظة الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي جلعاد شاليط, حيث أبدى ومن معه من الأسرى المبعدين سعادتهم الغامرة لوجودهم في غزة, رغم الغصة التي تنتابهم لبعادهم عن بلادهم وعن أهلهم.

وعرف البرغوثي عن نفسه  قائلاً: "أنا الأسير المحرر جاسر إسماعيل البرغوثي من مدينة رام الله, محكوم 8 مؤبدات بتهمة تأسيس مجموعات لكتائب الشهيد عز الدين القسام ساهَمت في قتل 18 إسرائيلي, وحتى هذه اللحظة أمضيت 8 سنوات من مدة الحكم".

زلزال الصفقة

وأشار البرغوثي إلى أن الأمل كان ضئيلاً لدى الأسرى بأن يتحرروا ضمن صفقة تبادل بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس, خصوصاً الأسرى ذوي المؤبدات والمحكوميات العالية, ولكن مجريات الصفقة عززت لدى الأسرى الأمل بأن الصفقة ستشملهم وسينعمون بالحرية عما قريب.

أما عن اللحظة التي تأكد فيها الأسرى من أن هناك حديثاً جدياً عن الصفقة, بدءوا بتتبع القنوات العربية ومن ثم القنوات العبرية بلهفة وبشغف كبيرين, وقد تعطلت لحظتها كل الأمور التنظيمية داخل السجن, حيث خرج بعض الأسرى من الحمامات دون أن يلتزموا بزي السجن واكتفوا بلف المناشف على خصرهم حتى يتمكنوا من سماع الأخبار الجارية حول الصفقة.

وأضاف: "زلزل خبر إتمام الصفقة أرجاء السجن, وأصبح الكل يترقب وكان خفقان القلب يزداد بشكل ملحوظ, وأصبحت الدقائق تمضي بطيئة جداً, وكنا ننتظر أن تأتي إدارة السجن لتخبرنا بما حصل, لكن أحداً لم يأتي مما أشعرنا بحالة من الإحباط, وفي اليوم الثاني بدئت ملامح الصفقة تتجسد على أرض الواقع, حيث طالبت إدارة السجن من بعض الأسرى ارتداء الملابس المدنية وتهيئة أنفسهم, فتأكدنا لحظتها أن ما سمعناه صحيحاً وأن الصفقة قد تمت".

وتابع البرغوثي قائلاً: "كانت بالفعل الكلمات عاجزة في تلك اللحظات أن تعبر عما يجول في خواطرنا, وعندما عملت أنني ضمن الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم شعرت بأنني كنت ميتاً ووهبت لي الحياة من جديد, وجاء حينها خبر إبعادي فأنقص فرحتي ولكن ليس بالقدر الكبير لأن ما كان يعنيني هو أن أخرج من تلك السجون الظالمة ومن العزل المتواصل".

شعور مزدوج ..!!

وعن طريقة تعامل الأسرى المحررين مع الأسرى الذين لم تشملهم الصفقة, قال البرغوثي: "كانت لحظات عصيبة بالفعل, حيث امتزجت قلوبنا بالفرحة الكبيرة لأننا سنخرج وأخيراً من السجن, والحزن الشديد لأننا سنفارق إخوتنا وأحبابنا, وأصبحنا نخفي فرحتنا حفاظاً على مشاعر باقي الأسرى, وكنا نشد من أزرهم ونرفع من صمودهم".

وأضاف: "لحظة خروجنا من السجن سقطت كل الماديات وتجلت القيم الأخلاقية بمعانيها ومشاعرها الحقيقية, فأصبح الكل يتعامل بشفافية وحب وحنان مع الآخر مع نبذ أي خلاف جانباً, كان الأسرى يظهروا فرحتهم لخروجنا ونحن نظهر الحزن لبقائهم, وكنا نقنعهم أننا اعتقلنا لهدف وهو حماية الأوطان والحفاظ على كرامتها".

وتحدث البرغوثي عن الابتزاز الاسرائيلي للأسرى في آخر اللحظات, حيث أعد جهاز الشاباك بعض الأوراق حتى يوقع عليها الأسرى, كانت تفيد بأن الأسرى نادمون على ما فعلوا, وتحوى تعهدا بعدم فعل أي شئ ضد إسرائيل, موضحاً أن الأسرى أجمعوا أنهم لن يوقعوا على تلك التعهدات حتى وان اضطرهم الأمر للرجوع إلى السجن مجدداً.

وأضاف: "كان جهاز الشاباك يحاول أن يوقع الأسرى على تلك الأوراق في أسرع وقت ممكن لأنه لم يتبقى وقت على إطلاق سراحهم, ولكنه فشل في ذلك, وفي هذه اللحظات جاء الوفد المصري وطمأن الأسرى بان الجانب الإسرائيلي لن يتمكن من فعل شيء وقال للأسرى "على الموساد أن يبل تلك الأوراق ويشرب ميتها", لافتاً إلى أن الأسرى شعروا في تلك اللحظات مدى عظمة الدور المصري الذي جعلهم يفتخروا بعروبتهم.

الفاتورة الإسرائيلية

وشدد البرغوثي على أن الأسرى المحررين خرجوا وهم مصممون على مواصلة درب الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي, وقال: "نحن منظمين ولم نندم على ما فعلناه, كان عندي حقد على الاحتلال وزاد هذا الحقد بعد سنوات الأسر القاسية وزادت الفاتورة التي ستدفعها إسرائيل".

وعن لحظة خروج الأسرى من السجن قال: "جمعونا في قسم, والتقى جميع الأسرى, كانت لحظات مثيرة ورائعة جداً, وبعد أن خرجنا من بوابات السجن التزمت الصمت وكان قلبي يسبقني مئات الأمتار أمام الباصات التي كانت تقلنا وكان ينتظرني حتى أصل له, كان الوقت يمضي ببطء شديد, وكنا غير مستوعبين لما يجري حتى تلك اللحظة".

وأشار إلى أن الأسرى لم يكونوا مصدقين من أن إسرائيل رضخت بالفعل لاملاءات المقاومة الفلسطينية, فهذا يعد هزيمة لإسرائيل ليس بعدها هزيمة, وانتصاراً حقيقياً للمفاوضين الفلسطينيين الذين ثبتوا على مطالبهم وصمدوا حتى تحققت.

وتابع البرغوثي حديثه واصفاً حالة الأسرى لحظة وصولهم للجانب المصري: "كنا نشك في آخر لحظات بأننا سنرجع إلى السجن, ولكن هدئت قلوبنا واطمأنت عندما دخلنا الجانب المصري, وبدئنا نهتف لجمهورية مصر العربية التي عادت وبقوة إلى ريادة الأمة العربية".

وعن لحظة دخول الأسرى لغزة قال: "لم أتخيل مطلقاً غزة بهذا الشكل الرهيب, كانت مفاجئة لم أتخيلها في يوم من أيام حياتي, رأيت غزة بأكملها قد خرجت لاستقبالنا مع أن أهلها لا يعرفوننا شخصياً, لحظتها نسيت أنني مبعد وتأكدت أنني في وطني, وأنساني ذلك اللقاء آلامي التي قاسيتها خلال سنوات الاعتقال".

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024