'قلم رصاص ومحاية'.. النكبة كما يراها الصغار
ضحى سعيد
جسد الطالب صلاح نزال (16 عاما) في مسرح عشتار بمدينة رام الله، وفي تجربته الإخراجية الأولى النكبة وحكاية التهجير والتقسيم من منظوره في فيلم قصير بعنوان 'قلم رصاص ومحاية'.
رغم صغر سنه بدا نزال متحمسا لفيلمه الذي جاء في 4 دقائق، مرر فيه رسالة غير مباشرة بأنه من الصعب محو السكان الأصليين أصحاب الأرض والحكاية.
تدور أحداث الفيلم القصير في غرفة صفية تمثل من وجهة نظر نزال العالم كله، ويشارك فيه 18 ممثلا، 16 منهم يرتدون الزي الأبيض ويعنون الشعوب التي تؤمن بالحرية، لكنها شعوب ضعيفة، والأستاذ هو مركز القوة والسيطرة في العالم، والطالب الذي يدخل الصف عنوة ويرتدي الزي الأسود يمثل الاحتلال الإسرائيلي.
ويعني نزال بقلم الرصاص السلاح الأقوى الذي باستطاعته احتلال أية دولة، ورسم حدودها، في حين تمثل 'المحاية' رمز المقاومة ورفض الاستسلام.
'تكمن حبكة الفيلم في الدور الذي يلعبه الأستاذ والذي يقوم بجمع المحايات من الطلبة وإعطائها للطالب بالزي الأسود للمحافظة على الاحتلال، كما أنه يقوم بطرد أحد الطلبة دلالة على طرد وتهجير أهلنا من أراضي 48، ثم طرح مبادرة سلام خبيثة' بحسب نزال.
أحد الطلبة وهو رمز للشعب الفلسطيني ينجح في تمرير محاية كان نجح في إخفائها، وأوصلها لباقي التلاميذ كتأكيد أن المقاومة لا بد وأن تنجح في إعادة الحق لأصحابه.
ويضيف نزال 'حاولت في هذا الفيلم تجسيد واقع الشعب الفلسطيني، ونكبة عام 1948 واحتلال أرضنا وتهجير أهلنا وتنفيذ وعد بلفور في فلسطين، كذلك مقاومة شعبنا عبر سنين طوال وذلك بطريقة رمزية وطفولية بسيطة.
ويتابع 'بعد أن شاهدت بعض الأفلام القصيرة عن النكبة نضجت فكرتي وأصبحت لدي رؤية واضحة قررت تقديمها في فيلم قصير، بفكرة غير مباشرة، لأترك مساحة للمشاهد للتحليل، واصفا تجربته الأولى في الإخراج بالمفاجئة، قائلا 'لم أتوقع هذا الاهتمام الذي منحني دافعا لإخراج المزيد من الأفلام'.
بدورها، اعتبرت المديرة الفنية لمسرح عشتار إيمان عون، أن فيلم 'قلم رصاص ومحاية' يمثل جرأة كبيرة لدى نزال لاستطاعته إيصال رسالة مهمة أظهرت ما يقوم به الاحتلال من ممارسات تجاه شعبنا والتي يرتكبها بحقه كل يوم، وكيف يبرر البعض وجوده بشكل غير مباشر.
وأشارت إلى أهمية مشاركة الشباب في مثل هذه الأعمال لا سيما وأن مصادر تلقيهم للمعلومة، وتفاعلهم معها كبير في ظل وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها، مؤكدة أن نزال نجح في فهم هذه الوسائل، ومزجها مع ما يتعلمه كونه طالب مسرح واستعمل ذلك بطريقة سليمة.
وأضافت 'كتجربة إخراجية أولى يمكن القول أنها تجربة جديرة بالاهتمام يمكن تطويرها، لا سيما أن نزال يمتلك موهبة واضحة.