فيديو- اقتصاد 'إخوان' و'أولاد'
دعاء زاهدة
كثيراً ما تشاهد في الخليل لافتات تحمل إعلانات تجارية لشركات يملكها أبناء المدينة ذيّل أسفلها بمصطلح “إخوان” أو “وأولادة”، لتدلل على علامات تجارية مضى على تأسيس بعضها سنوات طويلة ورثها الابن عن أبيه وجده، وخرجت بتعاقب الأعوام وتراكم الخبرات من بوتقة المحليّة لتصدّر منتجاتها إلى عدد من الدول العربية والأوربية.
تعتمد الخليل بشكل كبير في إنتاجها على الأسر الممتدة، وتشكل نسبة الشركات العائلية 98% من حجم الاقتصاد في المدينة، الذي يسهم بـ 45% من مجمل الاقتصاد الوطني، و38% من الصادرات الفلسطينية.
شركة 'نيروخ' لصناعة القبانات والموازين والأثاث المعدني، تأسست عام 1953 في الخليل كشركة مساهمة خاصة، وعلى مدار العقود الستين الماضية تطور مصنعها الذي كان ضم الأب وأبنائه، ليشمل اليوم 4 أجيال تعمل على إدارة المنشأة.
يقول نافذ نيروخ المدير التنفيذي للشركة: 'يعمل معنا اليوم 200 عامل وموظف، ربعهم من أبناء العائلة. النظام العائلي يدفع العاملين لمزيد من الإنجاز والتطور انطلاقا من الإخلاص لإرث العائلة'.
محافظة الخليل التي يقارب تعدادها السكاني 700 ألف نسمة حسب جهاز الإحصاء المركزي، تشكل مساحتها 16.6% من مساحة فلسطين.
ويحذر محمد الحرباوي رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل من انعكاس عدم التنظيم العلمي والدقيق والممنهج على مستقبل الشركات العائلية، رغم إشارته إلى أن طبيعة العمل الأسرى يعطي مجالاً أكبر للتطور والازدهار.
خصوصية الخليل سياسيا، كحالة التقسيم التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي والوجود الاستيطاني على أراضيها؛ أثر بشكل كبير على البيئة الاقتصادية والبنية الاجتماعية، ما دفع السكان إلى إيجاد وسائل خاصة بهم لمواجهة الظروف المحيطة.
يقول الدكتور يوسف ابو مارية استاذ علم الإجتماع في جامعة القدس المفتوحة: 'ما يميز الخليل أن سكانها لديهم القدرة على تحدي الواقع، ويظهر ذلك في القيم التي ينشأ عليها الأطفال، وهي قيم بالغالب لها علاقة بالإنتاج، لهذا نجد ان الأسر في المدينة تحاول زج أبنائها في العمل بعمر صغير، وهو ما يخلق اقتصاداً قويا'.
في الخليل لا تورث ابنك مالاً فقط، بل تمنحه سر مهنة تتحول بمرور الزمن إلى شركة تجارية عائلية ذائعة الصيت.