داليا وراشد.. قصّة حلم في ليلة صيف !!
كأشياء كثيرة تختنق بفعل تقطيع الاوصال المستمر في الحياة الفلسطينية المنكوبة منذ 67 عاما، لفظ حلم مشترك للصبية داليا شراب من خانيونس والشاب راشد فضة من نابلس، أنفاسه الأخيرة بعد حالة اختناق استمرت 4 سنوات، فقط لأن حلمهما بالزفاف والتشارك في الحياة لم يحظ بـ"مهتمين" يسعفونه لتجاوز حالة الحصار والانفصال التي تباعد بين الضفة وغزة الفلسطينيتين.
دالية شراب (32 عاما)، توجهت مكرهة، الثلاثاء، إلى المحكمة الشرعية في خانيونس لأجل أن تتمّم إجراءات الطلاق من راشد فضة، بعد أن فشلت كل الجهود التي بذلتها لاجل الوصول إليه، بما في تلك الجهود الحملة الإعلامية عبر مواقع التواصل التي حملت عنوان "وَصِّل العروس للعريس يا رئيس"، وهي محاولة كانت تستهدف إيصال صوتها لمؤسسة الرئاسة الفلسطينية؛ بأمل أن تتدخل الأخيرة وتمكنها من الوصول إلى نابلس عبر معبر بيت حانون "أيرز".
الصّبر والمثابرة على محاولات مختلفة للوصول إلى نابلس (منذ العام 2012) والالتقاء بـ"راشد فضّة" وإتمام الزواج من قبل دالية انتهت أخيرا بموت حلمهما المشترك، بينما فضلت الصمت عندما توجهت إليها وسائل إعلام مختلفة؛ بعد أن عرفت الاخيرة بأن "الحلم مات" عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك".
القصة التي كانت محملة بكثير من الحلم والأمل لدى داليا شراب وراشد فضة، وكانت القدس دوت كوم نشرتها في وقت سابق، كانت ابتدأت خلال مشاركتهما في برنامج "التبادل الشبابي العربي" الذي نظم في الأردن عام 2011، حيث تعرفا على بعضهما وبعد فترة قصيرة تقدم راشد لخطبتها من قريب لها يقيم في الأردن، ثم بعد عام سافر إلى قطاع غزة برفقة والده (عبر السفر إلى الأردن ومنها إلى مصر .. ثم إلى غزة ) حيث عقد قرانهما بأمل أن الزواج لاحقا "حين ميسرة".
في تفاصيل القصة بين داليا وراشد التي اختنقت قهرا بفعل تكريس فصل الضّفة عن قطاع غزّة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، "غدت كل الطرق لا تؤدي إلى نابلس"، بما فيها الطريق الالتفافية والطويلة عبر "معبر رفح" الذي يعيش حالة إغلاق شبه دائمة، وايضا عبر معبر بيت حانون إلى الضفة الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي ويحرم أكثر من 85 في المئة من الفلسطينيين المقيمين في غزّة و القطاع من تجاوزه لأسباب تتعلّق بـ"أمن إسرائيل" كما تراه الدولة العبرية.
"داليا شراب" التي طالما كابدت طويلا للوصول إلى نابلس وبناء عائلة مع راشد فضة، لم تترك بابا إلّا وطرقته، سواء عبر المؤسسات الحقوقية والإنسانية، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؛ لكن أحدا وراء الأبواب لم يجب ولم يفتح باباّ (ولو موارباّ) لكي يتواصل الامل ..!