المكتب الحركي للكتاب ينظم ندوة حول الأدب والنكبة
نظم المكتب الحركي المركزي للكتاب والأدباء الفلسطينيين في المحافظات الجنوبية، على هامش الذكرى ال67 للنكبة، ندوة أدبية بعنوان "الأدب والنكبة: دور الأدب في مسيرة الشعب الفلسطيني"، قدمتها الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق ونائب أمين سر المكتب الحركي للكتاب.
الذي قال: "تمثل الآداب والفنون مصدرا هاما من أهم مصادر كتابة التاريخ الاجتماعي لحقبة زمنية ما, لما تمثله من علاقات وصراعات وتناقضات تتشكل خلال هذه الفترة. وأصبحت الرواية من أقدر الفنون على تناول الواقع لما تحتويه من مساحة شاسعة تعرض فيها جوانب المجتمع المتصارعة والمتناقضة والعلاقات الإنسانية الدائرة فيه. وأضاف بان الرواية الفلسطينية اتجهت إلى واقع الشعب الفلسطيني تستلهمه وتكتب تجربته. وبدأت رؤيتها المتصلة بالواقع الاجتماعي المتحرك, تطرح موضوعات عن المنفى والمقاومة والأرض والإنسان، كما اشتملت على تصوير وضعية الإنسان وهو يعاني الظلم والقمع والاضطهاد، وتقدم نوازعه وما اعتلج في صدره تجاه جلاديه.
وأكد الكاتب زقوت أن الرواية الفلسطينية عبرت, ومازالت, عن تأثرها بالأوضاع السياسية للشعب الفلسطيني, وهي كرؤية اجتماعية ـ تاريخية ـ سياسية, كانت أكثر قدرة على التعبير عن المشاكل والقضايا التي ألمت بالفلسطيني, وعلى تصوير نوازع النفس الإنسانية لديه, وكذلك قدرتها على شحذ عزيمته أثناء كل محنة واجهها، وهي في هذا لا تختلف عن أي عمل نضالي, فهي بمثابة منشور ثوري تحريضي يحرض على العصيان والتظاهر. وبهذا الجانب كانت الرواية شهادة الفلسطيني أمام العالم، عما يعانيه ويلاقيه في سبيل دفاعه عن نفسه وعن وطنه وعن حقه في الوجود.
وأشار الباحث ناهض زقوت أن بنية النكبة وتداعياتها في الخطاب الروائي الفلسطيني, من خلال رصد وتحليل مكونات النكبة: كالهجرة والتشرد, والمذابح وهدم القرى, والخيام والمخيمات, ووسائل القتل وأساليب الإرهاب الصهيوني, والأبعاد الإنسانية للنكبة, وتفرد النكبة بترحيل شعب وجلب شعب أخر مكانه, والدور البريطاني, والعجز العربي, ومسؤولية المجتمع الدولي ووكالة الغوث, وتهويد المكان, وأحوال المنفى والشتات, وعمليات التسلل والعودة, والمقاومة, وحق العودة. وقد مثل الكاتب زقوت لكل هذه البنيات مستمدا دلالاتها من الرواية الفلسطينية.
وذكر نائب أمين سر المكتب الحركي، إلى أن ما ذكره هو بعض ملامح ما فعلته الهجمة الصهيونية الشرسة والوحشية ضد شعبنا، بهدف إثبات أن الرواية الفلسطينية لم تكن بمنأى عن الواقع الفلسطيني وعن قضية اللاجئين وحق العودة . بل كما قرأنا نؤكد أن الرواية قامت بدورها في رصد ملامح النكبة وتداعياتها منذ عام 1949 وحتى اليوم. ورغم كل التطورات الحديثة والتقنيات الفنية الحديثة التي دخلت على الرواية, بقيت الرواية الفلسطينية محافظة على مضمونها وان أدخلت تحديثات على شكلها الفني, فلم يستطع الكاتب الفلسطيني تجاوز ذاته وواقعه, والتحليق في خيالات وردية وأوهام عبثية.
وأكد الكاتب ناهض زقوت أن الواقع الفلسطيني ما زال ينز دما وألما وقمعا واضطهادا, ويعيش الكاتب والمثقف الفلسطيني في ظله يعاني كما يعاني أبناء جلدته من العدوان الصهيوني المتواصل على كل مساحة الوطن الفلسطيني, وتمثل النكبة حجز الزاوية فيما وصل إليه الفلسطيني من أوضاع اجتماعية واقتصادية وثقافية مأساوية, فهي الجرح المفتوح أمام كل الكتاب الفلسطينيين وخصوصا الروائيين. وبهذا مثلت الرواية شهادة أو وثيقة دامغة على الإرهاب الصهيوني, وسجلا واضحا لمعاناة الإنسان الفلسطيني جراء الممارسات الصهيونية.
ومن الجدير ذكره أن الشاعر محمد دويدار قدم الندوة للحضور مرحبا بهم وبضيف الندوة الأستاذ ناهض زقوت. وفي ختام الندوة فتح باب النقاش والمداخلات، حيث قدم عدد من الكتاب والأدباء مداخلاتهم التي اثنت على الدراسة ومقدمها.